غفلة الحياة
رواية غفلة الحياة الفصل السابع والثامن
جوزي حبيبي بدل نتصافى ونبدأ بداية جديدة عايز يتجوز على مراته ويقهرها ويهد بيتهم وحبهم سوا!
ضاق صدره بما تقول فغارد الشقة كلها بينما هى جلست مكانها تبكي وهى تضع يدها على بطنها كأنها تحميها.
هبط محمد لأسفل ودلف شقة والدته وجلس بجانبها.
قالت باستغراب مالك في إيه
رد بضيق قولت لحنين أني هتجوز واتضايقت أوي أنا مش عارف أعمل إيه.
ضر بته والدته على كتفه بطل يا خايب أنا قولتلك الحل هو اللي هيجيب نتيجة.
تذكر محمد حين أخبرته والدته عن الحل الذي فكرت به منذ أسبوع.
قال بلهفة حل إيه يا ماما
قالت بخبث اتجوز عليها.
رد بملل يوه يا ماما كل شوية نفس الموضوع.
تابعت بمكر يا واد كدة وكدة لحد ما تبقى تحت أمرك.
ردت أنت هتقولها أنك هتتجوز كدة وكدة يعني علشان هى تحس على ډمها وتخاف أنك تتجوز عليها وشوف إزاي هتبقى طوعك وعجينة بين ايديك.
فكر محمد قليلا ثم قال بتردد تفتكري ده هيجيب نتيجة
أكدت له بثقة أمال طبعا.
سأل طب هنروح لهم امتى
أجابته بملل بعد أسبوع ولا حاجة.
رد باعتراض مش كتير ده يا ماما.
أومأ مطاوعا لها بينما فكرت هى بخبث أن هذه الخطة ستوصلها لما تريد وهى أن حنين لن تتحمل وستطلب الطلاق وحينها ستتمكن من إقناع ابنها بالزواج من أخرى.
عاد محمد للحاضر على صوت والدته بتفكر في إيه
تنهد مش عارف صحيح هو بابا أتصل عليك يا ماما
ردت بقرف ياعم افتكر لنا حاجة عدلة لا متصلش من ساعة ما بعت لك أنه مسافر لا بيتصل ولا بيسأل.
عقد حاجبيه إزاي
ابتسمت بدهاء أنا هتصل بسمر وهفهمها الحكاية وهتعمل أنها هتتجوزها هى ساعتها مراتك هتترمي تحت رجلك وعمرها ما تخرج عن طوعك أبدا اسألني أنا اللي عارفة.
وقبل أن يرد اتصلت بسرعة على سمر وأخبرتها أن تحضر فورا لأنها تريدها في أمر هام.
حين وصلت سمر أشارت والدة محمد له بأن يخرج قليلا وهو فهم اشاراتها وخرج للشرفة.
اتسعت عيون سمر بذهول أنت بتقولي إيه يا خالتي محمد متجوز!
في تلك الأثناء كانت حنين اكتفت من البكاء والجلوس مكتوفة اليدين لا حيلة لها في شئ فقررت الهبوط ورؤية إن كان محمد في الأسفل أم لا حتى تتناقش معه وتضع النقاط على الحروف فهى ترفض الاكمال في علاقة كهذه.
تحدثت والدة محمد بثقة هيطلقها يا بنتي متشغليش بالك
ده جايب آخره منها!
قالت سمر بتعجب مش فاهمة كلامك.
ابتسمت والدة محمد بخبث يعني أقولك أنه زهق منها ولا حتى فيه بينهم حاجة من كتير خلاص هو جاب آخره ولا مكفية بيته ولا مهنياه على حاجة خالص من الآخر كدة مش ست أصلا تملى العين ومش نضيفة ولا مهتمة ببيتها ولا بيه وايه أكتر حاجة تقيلة على القلب من ست مش نضيفة في نفسها ولا في بيتها ولا مالية عين جوزها وكل شوية مدعية التعب والدلع لحد ما جاب آخره وأحنا كمان زهقنا منها كلنا.
كانت حنين واقفة تستمع وكل هذا الحديث بمثابة خنجر مسمۏم قد طعن في قلبها لم يكن حديث محمد مجرد حديث بل لقد اختار هوية العروس نفسها! لم تتخيل يوما أن يخرج سر بيتهم الشخصي إلى غريب وتتحدث والدته هكذا عنها كأنه أمر عادي بل وتذم فيها بكل ثقة وتذكر عيوب ليست موجودة بها حتى تظهرها بمظهر سئ أمام هذه الغريبة لتقنعها بالزواج من ابنها.
كانت الدموع تنهمر على وجهها دون أن تشعر وما زاد الطين بلة وكان الأمر الناهي بالنسبة لها حين نادت والدته عليه فأتى من الداخل وجلس قريبا من سمر يبتسم لها بمودة أكدت لها صدق نيته.
عادت إلى شقتها وهى تسير كأنها لا ترى أمامها وكادت أن تتعثر وتقع وعقلها يسترجع جميعا ما سمعته ورأته بالاسفل.
شعرت بشيء يسيل منها فنظرت إلى الأسفل
الغريب أنها لم تجزع ولم تهلع بل كأنها قد تقبلت ما يحدث بصمت وعيونها تنظر للدماء مجردة خالية من أي شعور ووجهها هادئ لا يظهر عليه أي تعبير حينها استسلمت للضعف الذي الم بها وسقطت على الأرض واغمضت عيونها ترحب بظلام الآتي الذي يبعدها عن هذا الألم وقدر لا مفر منه.
يتبع.