غفلة الحياة

رواية غفلة الحياة الفصل التاسع والعاشر

موقع أيام نيوز

يطيقه فجلس على الأريكة يضع رأسه بين يديه وهو مهموم.
صاحت به والدته أنا لازم اندمه على اليوم اللي فكر فيه يتجوز عليا لازم اندمه!
ثم صړخت وغابت عن الوعي ليسرع لها محمد قبل أن تقع ويسندها ويحضر الطبيب لها.
مرت فترة على هذا الحال وكانت أخته قد حضرت للمنزل حتى تساند والدتها التي لم تنفك أن تأتي بسيرة والدهم بالسوء ولكنهم لم يردوا عليها تقديرا لها ولشعورها ووسط كل ذلك كان محمد يماطل في طلاق حنين على أمل أن تهدأ وتتراجع عن قرارها ولكن بلا جدوى لأنه والدها ضغط عليه للغاية حتى يتعجل بإجراءات الطلاق وقد حذره من عواقب تأجيله كما أن ابنته لم تعد تريد ذلك الزواج في نفس الوقت ضغطت عليه والدته ليطلقها من الناحية الأخرى وبعد أن يأس من عودة حنين طلقها أخيرا.
بعد مرور شهر على طلاقه من حنين كان يجلس حزينا حين دلفت عليه والدته تقول بابتسامة قاعد كدة ليه يا حبيبي
تنهد بحزن مفيش يا ماما.
كشرت والدته أوعى تكون زعلان علشان طلقت البت حنين دي والله ما كانت تستاهل ضفرك.
لم يرد فتابعت لو تسمع كلامي وتتقدم لسمر.
قال بضيق يا ماما لو سمحت متضغطيش عليا في الموضوع ده.
حزنت والدته وتجمعت الدموع في عينيها ولكن دموعها زائفة يعني أنا دلوقتي بضغط عليك يا محمد.
نظر لها بعطف وعانقها متعيطيش يا ماما أنا آسف.
بكت والدته بحزن زائف وهى تحاول التأثير عليه عاطفيا وأنا اللي قولت هتحاول تفرح أمك في الحزن اللي هى عايشة فيه ده مش كفاية عليا اللي عمله أبوك فيا.
أغمض عينيه وقال مستسلما حاضر يا ماما أنا هروح أتقدم لسمر زي ما حضرتك عايزة.
ابتعدت عنه بسرعة وقالت بلهفة بجد
أومأ برأسه فنهضت بسرعة تقول بسعادة هكلم أم سمر علشان نروح لهم بالليل.
رد محمد بدهشة بسرعة كدة
قالت والدته أيوا خير البر عاجله.
حين خرجت من غرفته تحولت ملامحه للحزن وهو يعود مجددا ليشرد في أفكاره.
حين ذهبوا إلى بيت سمر مرت الأحاديث طبيعية بين الأهل حتى تركوهم وحدهم للتحدث.
قال محمد بهدوء ازيك يا سمر عاملة إيه
ردت سمر بخفوت الحمد لله بخير.
قال محمد فيه أي حاجة عايزة تسأليها ليا
قالت سمر بصراحة فجة يا أستاذ محمد أنا عايزة أكلمك بصراحة أنت إنسان كويس وعلى عيني لكن أنا مش موافقة.
حدق إليها محمد بذهول طب ليه
نظرت له سمر وقالت باستياء الصراحة بقى الإنسان مش بيلاقي عمره بالساهل علشان يضيعه بالساهل أنت إنسان كويس لكن الصراحة أمك لا أنا مش هخرج نفسي من جوازة اتقهرت فيها علشان أرمي نفسي في واحدة أصعب منها.
كان محمد يحدق بها بعدم تصديق بسبب جرئتها أما هى فتابعت أمك معروفة في الحتة بحالها بطبعها وأنها بتحب تمشيك على كلامها وخير دليل مراتك اللي أنت طلقتها وكانت زي الوردة.
ردد محمد پصدمة حنين!
أومأت سمر برأسها وقالت باشمئزاز أيوا ولما أمك كلمتني أنك تتقدم لي يوم ما جيت لكم كنت مترددة وصدقت كلامها عن مراتك أنها مش كويسة معاك ولا نضيفة في بيتها لكن الشهادة لله ألف واحدة في المنطقة أكدت لي عكس الكلام وأنها ست كويسة وكانت مستحملة معاملة أمك اللي ميتحكيش عنها وأنا كنت مستعدة أوافق لحد اللي شوفته يومها ده أنا برمي نفسي في الڼار لو وافقت.
رفع يديه حتى يجعلها تتوقف عن الكلام وقد تدافعت المعلومات في عقله وهو غير قادر على استيعابها استني استني بس أنت قولتي إيه يوم ما جيتي لينا ماما
تم نسخ الرابط