روايه مزرعه الدموع بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز

وقد اتسعت ابتسامته 
ان شاء الله
بس وقعت واقف يا عمر نانسي زى القمر
قال علاء هذه الجملة وهو ينقل بصره من نانسي التى يرمقها بظزرات اعجاء جريئة وبين عمر الذى يجلس أمامه مباشرة على طاولة الطعام وجه عمر حديثه الى علاء بنبره محذرة 
علاء
قال علاء على الفور 
ايه أنا مش بعاكسها أنا بقول الحقيقة بس
اتسعت ابتسامة نانسي لهذا الإطراء فهى لطالما أحبت سماع تلك الكلمات من أفواه الرجال التى تشعرها بالزهو تضايق عمر كثيرا من تلك الابتسامة التى ارتسمت على شفتى نانسي ألقت عليها ايناس نظرة حاقدة قائله 
بس عمر عرف بنات حلوة كتير يعني مفيكيش حاجة مميزة عنهم
التقت أعين الفتاتان فى تحد صارخ كان عمر مدرك لدوافع ايناس ولمشاعرها لذلك آثر الصمت وغير مجرى الحديث قائلا 
ها يا علاء أخبار شغلك ايه
قالت عمته 
شغله كويس أما حياته الخاصة هى اللي مش كويسه أبدا
ضحك علاء قائلا 
ليه بس مش كويسه يا ماما
عشان مش عايز تتجوز رجاله فى سنك ومعاهم أطفال دلوقتى
قال علاء بخبث موجها نظراته الى
نانسي 
أنا مبحبش حد يقيد حريتي ايه اللى يخلينى أقطف وردة واحدة فى حين ان أدامى جنينه بحالها أستمتع بيها
تلاقيت عين علاء بعين عمر فى تحد فما لا يعرفه البعض هو أن علاء و عمر بينهما الكثير من المشاحنات التى سببها الأكبر هو شعور علاء منذ صغره بتفوق عمر عليه وبالغيرة منه فقد كان عمر مميزا فى العائله وهذا ما دفع علاء لأن يكن لابن خاله حقد دفين
انتهى الجميع من تناول الطعام وتفرق الجميع حيث جلس والد نانسي ووالدتها مع عمة عمر ووالده أما والدة عمر فذهبت الى المطبخ لإعطاء الخدم بعض الأوامر وذهب عمر الى مكتبه داخل الفيلا ليجري اتصالا هاما أما ايناس فكانت تتمشي بلا هدف فى الحديقه
عندما خرجت كريمة والدة عمر للبحث عن علاء وجدته واقفا فى الحديقة مع نانسي يتضحكان معا وټضرب بكفها على كفه ويبدو عليهما الاستمتاع اقتربت منهما فانتبها لوجودها رسمت ابتسامه صغيرة على شفتيها وقالت ل علاء 
خالك بيدور
عليك يا علاء
اعتذر علاء من نانسي ودلف لداخل الفيلا وهمت نانسي بأن تدخل هى الأخرى عندما استوقفتها كريمة قائله 
نانسي عايزاكى شويه
ايوة
بصى يا نانسي انتى خلاص شويه وهتكونى مراة عمر ابني وعشان حياتكم يا بنتى تمشي كويس مع بعض لازم تفهمى طبع عمر كويس 
عقدت نانسي ذراعيها أمام صدرها وقد ارتسمت عليها علامات التبرم فأكملت كريمة قائله 
عمر طبعه حامى من صغيره بيغير على أى حاجة يحبها أو أى حد يحبه كان بيغير عليا أنا من باباه كان بيغير على لعبه ممكن يخلى الأطفال يلعبوا معاه بلعبه لكن دايما كانت له لعبه مميزه جدا وبيحبها جدا وميحبش حد يلعب بيها غيره و دايما مهتم بيها وبيحافظ عليها عمر كده مع الناس اللي يخصوه وانتى تخصيه يا نانسي
وبعدين 
تجاهلت كريمة ضيق نانسي قائله 
عشان متحصلش مشاكل بينك وبين عمر يا نانسي افهمى طبعه ده انه بيغير عليكي لأنه بيحبك فمتحاوليش تضايقيه يا بنتى بتصرفاتك
استشاطت نانسي ڠضبا قائله 
مالها تصرفاتى كل ده عشان كنت واقفه بتكلم مع علاء انتوا بجد ناس غريبة أوى أكنكوا عايشين فى كوكب تانى
قالت كريمة بهدوء لكن بحزم 
مفيش داعى للكلام ده يا بنتى انا بنبهك بس عشان مش عايزه مشكله تحصل بينك وبين عمر
لا اطمنى مفيش مشاكل هتحصل بيني

وبينه ريحي نفسك ولو سمحتى متدخليش تانى فى حاجة خاصه بيا خليكي بس في اللى يخصك أنا مش صغيره ومش محتاجه نصايح من حد
وفجأة سمعا صوتا يهتف من خلفها فى ڠضب 
نانسي
أقبل عمر وهو يشتعل ڠضبا كانت أمه تفهمه جيدا ولم ترد حدوث مشكله بينهما فقالت له 
خلاص يا عمر مفيش حاجه حصلت
قال لها 
لو سمحتى يا أمى ادخلى دلوقتى وسبيني مع نانسي شويه
حاولت كريمة التحدث لكنه قاطعها قائلا بحزم 
امى لو سمحتى
دخلت كريمة الفيلا ووقف عمر ينظر الى نانسي التى تحاول التفكير فى طريقه لامتصاص غضبه
قال عمر بحزم شديد 
أمى فى حياتي خط أحمر لو اتعديتي حدودك معاها فأنا من سكه وانتى من سكه
قفز قلب نانسي من مكانه وحاولت التحديث 
عمر أنا مكنش قصدى أنا بس .
أوقفها وهو يرفع أصبعه محذرا قائلا 
شششش اسمعيني كويس
نظر لها قائلا بهدوء ممزوج بالڠضب وهو يضغط على الحروف جيدا 
أمى ما أسمحش لا ليكي ولا لأى واحدة غيرك مهما كانت هى مين بالنسبه لى انها تتكلم معاها بالشكل ده نهائي لو اتكرر الموضوع ده يا نانسي يبقى انتى بتنهى علاقتنا بإيدك
حاولت نانسي السيطرة على الموقف واحتوائه قائله 
انا بجد مكنش قصدى دى مامتك زى مامى بالظيط أنا هروح دلوقتى واعتذرلها يا حبيبى ها
حاولت تقبيله فى خده فأبعد وجهه عنها
فأسرعت الى الداخل تبحث عن كريمة لتعتذر عما بدر منها
تدثرت ياسمين بغطائها وأولت ظهرها الى أختها تاركه العبرات تنساب على وجنتيها فى صمت أخذت تحدث نفسها قائله آآآآآآه يا ماما وحشانى أوى وحشنى وحشتنى ريحتك مش عارفه ازاى هعيش من غيرك انتى كنتى الحنين اللى بيحميني من الدنيا فى مكنتش بخاف وكنت بحس بأمان سبتيني فى اكتر وقت انا محتجاكى فيه وحشتيني اوى نفسي ارمى نفسى فى انا جوايا كتير يا ماما كتير اوى وتعبانه اوى سمعت ياسمن شهقات صغيرة فالتفتت الى حيث تنام ريهام فوجدت جسدها ينتفض فى خفوت فمسحت دموعها وحاولت التماسك وتوجهت الى أختها قائله 
ريهام حببيتى انتى كويسه 
جلست بجوار ريهام التى أولتها ظهرها فأدارتها ياسمين من كتفها لترى العبرات وقد تساقطت على وجنتيها فأخذت رأس أختها فى وقالت لها _
حبيبتى متعيطيش وادعيلها بالرحمه والمغفره
قالت ريهام من بين شهقاتها 
انا مش متخيله ان ماما ماټت يا ياسمين مش قادرة أصدق انى خلاص مش هشوفها تانى هنعمل ايه من غيرها دى كانت كل حاجه لينا يا ياسمين
ثم ازدادت حدة بكائها قائله 
وشوية وانتى كمان هتسبيني وهبقى لوحدى
رفعت ياسمين وجه ريهام بيدها ونظرت اليها قائله 
انتى عبيطه يا ريهام مين قال انى هسيبك انتى عارفه ان مصطفى بيسافر 3 اسابيع وبيرجع اسبوع واحد ان شاء الله بعد ما نتجوز هستأذنه ان ال 3 أسابيع هقفل فيهم الشقة واجى اعد معاكى هنا انتى وبابا
نظرت اليها ريهاموقالت بلهفه 
بجد يا ياسمين يعني وهو مصطفى تفتكرى يوافق 
طمأنتها أختها قائله 
وايه هيخليه يرفض ان شاء الله هيوافق
اعتدلت ريهام جالسه وحضنت أختها قائله 
يا حبيبتى يا ياسمين ربنا ما يحرمنتيش منك انتى الحاجه الوحيدة اللى مهونه عليا فراق ماما الله يرحمها انا بحس انك أمى يا ياسمين مش بس أختى الكبيره 
مسحت ياسيمن على شعر أختها قائله 
وأنا بحبك اوى يا ريهام وفعلا بحس
________________________________________
انى أمك وانك بنتى بحبك أوى وبخاف عليكي اوى أكتر ما بخاف على نفسي ربنا ما يحرمنا من بعض أبدا
فى احد المطاعم الفاخرة جلس عمر مع كرم يتحدثان عن أمور العمل عندما قال كرم 
وانت ناوى على امتى ان شاء الله 
قال عمر بعدم فهم 
مش فاهم ناوى على ايه 
الجواز يا ابنى ناوى تتجوز امتى قولت شهرين بس مش شايفك يعني بتاخد خطوات فى الموضوع ده عشان كدة بسألك انت غيرت المعاد ولا ايه 
شرد عمر قليلا ثم قال لصديقه 
لا المعاد زى ما هو متغيرش
مالك يا عمر فى حاجه حصلت شكلك فى عاجبنى انت متخانق مع نانسي
لا مش متخانق ولا حاجه
امال ايه على بابا يا عمر أنا عارفك كويس فى حاجه مضايقاك أو شغلاك
تنهد عمر تنهيده صغيره ثم قال 
لا متحطش فى بالك كله تمام
خلاص برحتك مش هضغط عليك بس لما تحب تتكلم انت عارف انى موجود
ابتسم عمر ابتسامه صغيره قائلا 
عارف يا كرم
أنهت ياسمين اعداد طعام الغداء وذهبت كى توقظ زالدها من نومه عندما اقتربت من الغرفه سمعته يبكى فى الداخل اغرورقت عيناها بالدموع ووقفت قليلا ثم تركته وذهبت فى الداخل كان والدها يمسك صورة صغيره بالأبيض والأسود تجمعه مع والده ياسمين والعبرات تتساقط على وجنته ضم الصورة الى صدره ورفع رأسه الى السماء وقال 
يارب ارحمها برحمتك أنا قلبي راضى عنها أنا قلبي راضى عنها يارب
رن جرس الهاتف فأسرع عبد الحميد بمسح عبراته جيدا

وفتح الباب وخرج لكى يرد على الهاتف 
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا عمى أنا مصطفى
أهلا بيك يا مصطفى يا ابنى
البقاء لله يا عمى
البقاء لله يا يا بانى
تنحنح مصطفى قائلا 
أنا اسف يا عمى انى اتأخرت فى الاتصال والتعذيه بس الشغل كان لخمنى جدا وكنت فى مأموريه تبع الشغل معلش أنا آسف
ولا يهمك يا ابنى ربنا يعينك ويوسع رزقك
احم احم عمى أنا كنت حابب أتكلم معاك يعني فى معاد الفرح حضرتك عارف اننا حجزين القاعه من شهرين ودخنا على ما لقينا المعاد ده يعني أنا بس أقصد أقول ان لو المعاد اتلغى صعب نلاقى معاد تانى دلوقتى وكمان كل حاجه جاهزة خلاص مفضلش حاجه ناقصة فى الشقة انا حبيت أتكلم مع حضرتك قبل ما أعمل أى حاجه وأشوف رأي حضرتك ايه 
صمت عبد الحميد قليلا ثم قال 
الفرح ان شاء الله فى معاده يا ابنى
شهقت ياسمين رغما عنها والتى سمعت ما قاله والدها دون قصد كيف يفكر والدها هكذا كيف يصر على عدم تأجيل معاد الفرح أى فرح هذا ووالدتها لم يمضى على مۏتها الا اسبوع واحد أخذت العبرات تنساب على وجنتها فى صمت 
بعدما أنهى عبدالحميد المكالمة خرجت من المطبخ وواجته قائله 
بابا ازاى تقول ان الفرح فى معاده بابا ازاى ده ماما الله يرحمها مافتش على ۏفاتها الا اسبوع واحد ازاى انا اتجوز يا بابا فى الظروف دى
اتسمت على ملامحه الجديه وقال بتماسك 
زى ما سمعتى الفرح فى معاده بعد اسبوع مفيش داعى يتأجل والحى أبقى من المېت
بكت ياسمينبقوة ازاى يا بابا ازاى ليه ما نأجلش الفرح لسه لازم أتجوز دلوقتى أنا مش مستعجله 
قال لها فى ڠضب 
انتى سمعتى اللى أنا قولته هى كلمة واحدة الفرح فى معاده مفيش داعى للتأجيل
وفجأه انهار تماسكه أمام حدة بكائها وجذبها الى حضنه
قائلا 
يا بنتى أمك ماټت فجأه كانت نايمه جمبي على السرير وهى كويسه مفيهاش حاجه أبدا وصحيت لقيتها مېته أنا مش ضامن عمرى خاېف أموت من غير ما اسيب معاكوا راجل انتوا بنتين انتى شايفه الزمن اللي احنا فيه يا بنتى أنا نفسي أطمن عليكوا قبل ما أموت أنا لو أطول أجوز ريهام كمان كنت جوزتها عشان خاطرى يا بنتى متحرقيش قلبي أكتر ما هو محروق عايز أسيبك فى الدنيا دى وأنا عارف ان معاكوا راجل يحافظ عليكوا انتى واختك ملكوش حد بعد ربنا أنا خاېف عليكوا يا بنتى
حاولت ياسمين تفهم مشاعر والدها التى دفعته فى البدايه
تم نسخ الرابط