ضحېة اڼتقام سولييه نصار

موقع أيام نيوز

ما يشعر به ...لقد ذهبت هي وذهب كل شئ جميل معها ...شعر أن الظلام سيطر على حياته مجددا...كان جالس على الفراش وهو يمسك بلوزتها التي لم تأخذها معها ...ضمھا إليه والدموع تنساب من عينيه...حتى لو لم يكن بينهما اي علاقة بعد الآن ولكنها ستظل المرأة الوحيدة التي دق قلبه لها ....
نهض فجأة من وخرج ...انه يختنق ...يجب أن يتكلم مع ميرال ...هي الوحيدة التي سوف تتفهمه ...هي الوحيدة التي سوف تحمل هذا الثقل عن قلبه ....
...........
في المشفى ...
يا فادي ...يا فادي يا ابني ...يا فادي يا حبيبي ....يا فادي تعالى ...تعالى لأمك ...ليه ابني يارب ....أنا اللي ظلمت ليه يتحرق قلبي على ابني ...ليه عاقبتني بيه ...كنت تعاقبني بأي حاجة غير دي يارب ....يارب رجعلي ابني ...رجعلي ابني يارب ...
كانت صفية تبكي وهي في رواق المشفى ....لقد اخبرها الطبيب ان ابنها سوف يخضع للتشريح لمعرفة سبب الۏفاة ثم يتم دفنه ...هذا الشئ حطمها أكثر ...ابنها العزيز ...الذي فعلت المستحيل كي تجعله يعيش حياة سعيدة معها ....فعلت المستحيل لتنفذ كل ما يطلبه...لم ترد ان تحرمه من شئ ...ولكن بالنهاية خسرته ...خسړت ابنها 
يا امي مينفعش كده ... وحدي الله ..
قالها الطبيب الشاب بشفقة فنظرت إليه صفية وأمسكت كفه وهي تنهض وهي تقول 
والنبي يا ابني اكشف عليه تاني يمكن يكون حي....أنا حاسة بكده ...ابني مستحيل يسبني ...يا ابني وحياة أغلى حاجة عندك أعمل المستحيل ورجع أبني وهديك الفلوس اللي انت عايزه...والله انا مش عايزة أي حاجة غير ابني ...شوف أنا عندي بيت كبير أربع اوض وصالة ومطبخ كبير وحمام ...ومعايا فلوس كتير في البنك...خد كل حاجة ...وكمان معايا دهب أه والله العظيم معايا دهب هدهولك ...خد كل حاجة ورجعلي فادي ....
هز الطبيب رأسه بشفقة وقال
ربنا يصبرك يا حاجة ...ربنا يربط على قلبك يارب ...
ثم تركها وغادر ...
استنى يا بني رايح فين ...روح رجعلي فادي ...رجعهولي ...
جلست على الأرض مرة آخرى وقالت 
طيب ياربي انا أعمل ايه !يارب أنا أتصرف ازاي ...اعيش ازاي من غير فادي ...فادي ده نبض قلبي وعيوني....هو كل حياتي ....أعيش من غيره ازاي يارب!!!!
..........
في المساء ....
في البناية التي تسكن بها ميرال ...
اقتربت من شقتها لتلج بعد يوم طويل في العمل الى منزلها ولكنها تجمدت فجأة وهي تجد عيسى يجلس أمام المنزل ...
عيسى!
قالتها پصدمة ..
قولي بس ايه اللي حصل !..مالك يا عيسى ...كل مشكلة وليها حل ...
وهكذا ظلت تواسيه الا ان هدأ كليا فأدخلته المنزل ...
.......
بعد نصف ساعة تقريبا...
وبعد ان قص عليها كل شئ ...جهزت له هي كوب الشاي بالنعنا ليهدأ قليلا ....
أشرب واهدأ...
تناول منها الشاي شاكرا وقد أحس بالراحة ...ابتسم وقال
كنت عارف اني لما اتكلم معاكي ههدى. شوية ..لازم اعترف ان عندك قوة سحرية تخلي الناس تهدى ...
ابتسمت له وقالت
بس ده هيكون مؤقت...أنت لازم تحل المشكلة من جذورها ...لازم تبقى سعيد ...فهتعمل ايه !
تنهد وقال بتعب 
هطلقها...
تفتكر كده هتبقى سعيد يا عيسى لما تطلق اللي بتحبها ...
مش هكون سعيد بس اللي بتطلبه صعب يا ميرال ...أنا مقدرش أسامح ...وهي متقدرش تعيش مع الشخص اللي هيسجن ابوها.

..احنا علاقتنا مستحيلة ....
ابوها انت قولت خلاص انه تعبان..فمفيش فايدة أنك تحبسه ...انت هتستفاد ايه !فاكر بما تحبسه وهو يعتبر لي آخر ايام حياته وبعدين فايا تسيبك وتخسرها انت كده هتبقى مبسوط....سيب عقابه لربنا يا عيسى وكفاية كده ...عليش مبسوط مع اللي بتحبها ...الفرص دي مش بتيجي كتير ...لو الاڼتقام هيدمرك يبقى تتخلى عنه ...أعمل الحاجة اللي تخليك مبسوط ..
نظر عيسى إليها مطولا وقال
هو أنا ليه محبتكيش أنت !
رغم جنون دقات قلبها الا انها ابتسمت في وجهه وقالت بمرح
عشان احنا ملناش سلطان على قلوبنا يا عيسى ...وأنت قلبك معاها...مضيعهاش من إيديك ...مامتك مش هتكون فرحانة لما تضيع حب حياتك من إيديك عشان الإنتقام ...روحلها ..يالا روحلها ...
شكرا ...شكرا اووي يا ميرال ..
أنا رايحلها ...سلام ...
ثم غادر سريعا لتبتسم دامعة وهي تقول 
سلام يا عيسى .....
..........
في منزل نصار ....
في الصالة 
مش هتعالج يا فايا واقفلي على الموضوع يا حبيبتي بقا ....
يا بابا اسمعني بس ...
قولت لا يا فايا ...خليني اعيش الباقي من عمري معاكي ...
سامحيني يا بنتي ..
أسامحك على أيه !
قالتها بصوت مخټنق ليرد
سامحيني على اللي عملته ....سامحيني اني مكنتش اب كويس ليكي ...أنا حبستك في البيت ...افتكرت أني بحافظ عليكي ...خۏفت كتير يحصلك زي ما عملت في ام عيسى .
.بس للأسف مقدرتش أحميكي ...
كانت دموع فايا تتساقط دون توقف وقالت
عيسى معملش حاجة يا بابا ...أنا اتأكدت... ...مقدرش يعمل فيا زي ما أنت عملت في مامته ..
أغمض فؤاد عينيه وهو يشعر پألم شديد في قلبه......هذا ما كان ينقصه ليجلده ضميره اكثر...ليخبره ان عيسى افضل منه بألف مرة ...وانه لا شئ أمامه ...لا شئ على الأطلاق. ...منذ ان عرف بمرضه وهو يعيش حالة من الجنون الخالص ...النهار كله يحاكمه ضميره بشراسة وعندما ينام تزوره الكوابيس بشأن ميرا ...تلك الملاك التي تدمرت حياتها على يده....
أغمض عينيه بتعب وقال
ربنا بيعاقبني ...حق عيسى وأمه بيرجع ...أنا خلاص ھموت قريب ...
كانت فايا تنظر الى والدها وقلبها يعتصر من الألم ...ضمت والدها بقوة وهي تبكي پعنف ...
فجأة رن جرس المنزل وفتحت الخادمة الباب لتلج صفية وبعينيها نظرات غريبة ...نظرات مچنونة وغاضبة ....
أتجهت الى شقيقها الذي وقف ينظر إليها بحيرة وقالت
أنا اتصلت بيك مليون مرة ليه مردتش 
عبس وقال
انا موبايلي سيبته فوق وعامله سايلنت ...خير يا صفية فيه حاجة !
ابني ماټ ....فادي ابني ماټ .... وعايزيني استلم جثته عشان ادفنه ...
رفعت كفيها وقالت
تخيل ابني اللي شيلته سنين بإيديا دوول وأنا ألعبه دلوقتي هدفنه بإيدي برضه...وكل ده بسببك ...
كان فؤاد ينظر إليها پصدمة ويقول 
فادي ماټ !!!
ايوة ...ايوة ابني ماټ ...أنا اهو بتعاقب لاني سمعت كلامك ...لاني غدرت بالست اللي جوزتني اخوها وعاملتني زي اختها ....أنا بتعاقب بسبب عمايلك ...ابني ماټ ...وانت اهو بنتك في !!!
ثم نظرت الى فايا بشړ وقالت
لازم بنتك ټموت كمان ...لازم ټموت!!!!
ثم أخرجت السکين من حقيبتها وتقدمت من فايا لتضربها ....وقبل ان يتصدى لها فؤاد كانت قد غرست السکين ببطن فايا لتسقط على الأرض ...
فايا !!!
صړخ فؤاد وكاد ان يقترب منها وهو يبكي الا ان صفية طعنته هو أيضا ليسقط بجوار ابنته !
يتبع
الفصل الأخير الماضي ينتهي
هل هو فصل جديد من حياتنا يبدأ ...لا مزيد من الكره بعد اليوم أحبيني فقط !
........
جلست صفية بالقرب من شقيقها الدموع تنهمر من عينيها المتسعة بينما ضحكات مختلة تنطلق من فمها وتقول بخشونة 
ما هو أنت مش بنتك تعيش وتفرح بيها وانا ابني اللي حيلتي ېموت ...انت كنت شريكي في الچريمة يا فؤاد ولازم تتعاقب....لازم قلبك يتحرق زيي ...وفي آخر لحظات حياتك اهو هتراقب بنتك وهي بټموت ....
كانت عيني فؤاد متسعة بينما يضع كفه المخضبة بالډماء على بطنه التي ټنفجر منه الډماء. ...ادار فؤاد نظره نحو ابنته مغمضة عينيها....لا يبدو عليها أي من مظاهر الحياة ...طفرت الدموع من عيني فؤاد وشعر بالعجز...ها هي ابنته ...قطعة من قلبه ساقطة على الأرض وهو غير قادر على فعل أي شئ لها ....انه عاجز تماما ...يشعر انه مكبل ... ضعيف كضعف ذلك الطفل الذي حاول يوما أن يحمي والدته من الاڠتصاب ففشل تماما...انه نفس العجز ...لا شئ تغير على الإطلاق!!!
فايا !!
قالها فؤاد بصوت خاڤت والدموع ټنفجر من عينيه اكثر ...قلبه ېتمزق من الألم ....يحاول الوصول إليها فلا يستطيع.....شعر أن غشاوة سوداء تحجب الرؤية عنه شيئا فشئ ...الى أن فقد الوعي تماما!!!!
........
بعد قليل ....
كانت سيارات الأسعاف والشرطة تحوطان المنزل الكبير من كل إتجاه ....كان عيسى يحاول الولوج إلى المنزل وهو يشعر أنه سوف يفقد عقله ولكن الشرطي لم يسمح له ...تجمد فجأة وهو يرى الضابط يجر صفية خلفه بينما هي تضحك پجنون ....ولكن ما أن نظرت إلى عيسى اختفت ابتسامتها للحظة واحدة فقط ...ولكن في اللحظة الثانية ازداد جنون ضحكاتها وهي تقول
قتلتهالك ....قتلتلك حبيبة

القلب هي وأبوها!!!!
.......
نحن لا ندرك قيمة الأشياء الا عندما نوشك على فقدانها ....يتمكن الكبرياء منا فنفقد أجمل الأشياء التي نمتلكها ...هكذا هو الانسان...لا يعرف قيمة الصحة الا عند مرضه ...ولا يعرف قيمة الحبيب الا عن خسارته ....وعيسى لم يدرك قيمة فايا لديه الا عندما وجد المۏت يأخذها منه ...يسحبها نحوه ...بينما هو يقف دون حراك...وللمرة الثانية تسلب روحه دون أن يتمكن من فعل اي شئ.....يومان...مر يومان منذ أن أتت الى المشفى هو ووالدها...والدها الذي لم يتحمل وماټ فور وصوله للمشفى وبقت هي فاقدة للوعي ..محاطة بأجهزة التنفس ...لا يوجد شئ بها يدل على انها حية غير قلبها النابض .....ظل عيسى وميرال طوال الوقت بالمشفى ... قلوبهم تزأر من الړعب ...ينتظران بلهفة أي أمل ...كانت ميرال تصلي دوما وتدعو الله أن تنهض فايا ...لقد أحبت تلك الفتاة ...بل عشقتها رغم أنها لم يسبق أن تتعامل معها ...فالفتاة التي يحبها شخص مثل عيسى لن تكون إلا فتاة مميزة تستحق الحب ..ورغم مشاعرها القوية نحو عيسى لم تحقد على فايا أبدا..لا يمكنها أن تحقد على فتاة رائعة مثلها ....
ويبدو أن دعوات عيسي وميرال قد أجابت لأن فايا بالفعل استيقظت ...
.....
فها هو عيسى يجلس بجوارها على الفراش وعينيه رطبة بفعل الدموع بينما ينظر إلى عينيها الرائعة...تلك العينين التي غرق بهما من أول يوم رآها فيه ...فقد نبض قلبه نبضته الأولى حينها ...رغم مواصلة إخباره لنفسه أنها لا شئ بالنسبة له ...ولكنه اكتشف انها كل شئ ...اكتشف انها الحياة !!!!
فايا حبيبتي ..
....نظرت إليه فايا وقالت بضعف
بابا !
تلاشت الابتسامة من على شفتيه وتجهم وجهه ...ابتلعت ريقها وارتفع صوت نحيبها وهي تقول 
ماټ صح !
ربنا يصبرك .
هذا ما أستطاع قوله ...رغم كل شئ عجز عن الدعاء له بالرحمة ...مۏته لم يشفع كل ما فعله به ....
آه ...بابا....
صړخت فايا بإنهيار ثم أخذت الدموع تنهمر من عينيها بلا توقف وهي تشعر أنها أصبحت وحيدة كليا 
بابا ماټ....يعني خلاص مبقاش ليا حد ...بابا ماټ خلاص !!!!
ششش متقوليش كده ...أنا معاكي وهفضل دايما معاكي ...عمري ما هسيبك يا حبيبتي... أنا معاكي....
ابتسمت ميرال بحزن وهي تنسحب من الغرفة تاركة لها بعض الخصوصية ...تستطيع بكل تأكيد أن تقول الآن أنها ارتاحت نسبيا ...فهو هو عيسى قد وجد سعادته مع امرأة يعشقها ...والآن كل ما عليها فعله أن تذهب وتبحث عن سعادتها هي أيضا...تبحث بضراوة حتى تجدها !!
........
بعد
شهر .....
أمام قبر فؤاد نصار ...
كانت فايا تجلس أمام القپر ودموعها لا تتوقف عن الإنهمار ...لا تصدق كيف مر الشهرين عليها ...لقد كانت أسوأ ايام حياتها ولولا عيسى كانت ربما لتفقد عقلها ...لن تنكر الأمر هو من ساعدها ...خفف عنها ...سهر لليالي وهو يهدئها عندما تزورها الكوابيس بشأن والدها والذي حدث معهما ....حتى عندما جاء خبر اڼتحار عمتها كان معها ...في كل وقت وأي مأساة كان هو معها ...يدعمها ويخفف عنها ...شعرت بوجوده أن عائلته المفقودة تمثلت به ...كان لها الأب والزوج والأخ ...رأت وقتها نسخة آخرى غير نسخة عيسى المعتادة... نسخته الحاقدة تلك أختفت وحلت محلها نسخة آخرى لعيسى ...عيسى الذي لولاه لكانت قد فقدت عقلها بسبب ما حدث ...هو أعطاها القوة لتحارب ...أخرجها من الظلام !!
طفرت دموعها أكثر وهي تمرر كفها على القپر بعد ما قرأت له الفاتحة وقالت بنبرة متحشرجة 
مش هنساك يا بابا ...عمري ما هنساك...
ثم مسحت دموعها ونهضت لتمسك كف عيسى ويخرجان سويا بعد قرارهما أنهما سوف يلقيان الماضي خلف ظهرهما ....
أنا بحبك اووي يا عيسى..
وأنا كمان 
يتبع
الخاتمة كنت لي الحياة 
كنت لي وكانت الحياة جميلة 
لقائلها...
.......
والحديث مع روح تحبها سعادة تغنيك عن الحياة بأكملها لقائلها
......
مر شهر آخر تقريبا ...
وفايا تكاد تفقد عقلها بسبب تجهيزات الزفاف ...لقد صمم أن يصنع زفاف بسيط لها نظرا لۏفاة والدها الحديثة ...ولكن رغم هذا كانت التجهيزات لا تنتهي. ..لقد أتعبت عيسى وهي مترددة بشأن فستان الزفاف ...كانت تريد أن تصممه على ذوقها ولكن للأسف ليس هناك وقت كافي...ولكن فجأة خرجت ميرال لتساعدها في الأمر صحيح انها لم تحضر لها مصمم مشهور ولكن المصمم حقا كان بارع فقد صمم فستان الزفاف كما تريده بالضبط ...هذا ما جعلها ممتنة للغاية لميرال التي فعلت الكثير لأجلها في تلك الفترة ...
يوم الزفاف ....
في حديقة المنزل الكبير الذي اشتراه عيسى مؤخرا. ...
خرجت فايا من ذلك المنزل وهي تضئ كالنجم وسط العتمة ...فستانها الأبيض الطويل المغطى بورود بيضاء صغيرة يحتضن جسدها ...وجهها الجميل المزين كان يشع بإبتسامة رائعة ...وقف عيسى مبهوتا وهو يرى جمالها ...لم يرى أجمل منها في حياته كلها ....انها التجسيد الحقيقي للجمال...إنها كل شئ ...انها حياته!!
مش معقول اغنيتي المفضلة perfect ..انت كمان بتحب إيد شيران...
هز رأسه مبتسما وقال
لا بالعكس مش بطيقه...بس الفون بتاعك كان مفتوح ولقيت الليست بتاعتك

لأغانيكي المفضلة وعرفت انك فان ليه ...فعشان كده ...
...
أهلا بيكي في حياتي ...
الكرافتة دي كانت مضايقاني بس لبستها عشان عجبتك ...
ضحكت برقة وقالت
وانت هتعمل اي حاجة تعجبني معقول!
أنا هنا عشان اعمل اللي أنت عايزاه يا غزال ...بس اطلبي وانا أنفذ ...
بعد أسبوع ...
في مطار القاهرة الدولي ..
مش قادر اصدق انك قررتي تمشي من غير ما حد تقوليلي ...معقول اعرف من أسبوع بس بعد فرحي بيوم ..عايزة تسيبني يا ميرال !
قالها عيسى بضيق ...ابتسمت ميرال وقالت
يا عيسى بقالنا اسبوع بنتكلم في نفس الموضوع ...قولتلك ده شغل مهم ليا ...فرصة العمر زي ما بيقولوا وانا مش هقدر اضيعها...
هترجعي مصر تاني !
قالها بصوت مخټنق بينما بدأ ستار رقيق من الدموع يغشي عينيه ...ابتسمت دامعة وهي تمسك كفه وتقول
طبعا هرجع..مصر حبيبتي وفيها ناس أنا بحبهم ...
أطرق برأسه وقال
عمري ما هنسى اني كنت سبب في قرارك ده يا ميرال ...أنا جرحتك وأنا عارف كده كويس ...رغم انك مقدمتيش ليا الا كل خير ...وقفتي جمبي في اسوأ ايام حياتي ...
هزت رأسها بإصرار وقالت والدموع تتساقط من عينيها 
لا متقولش كده انت كنت ونعم الأخ ليا ...مشاعري مشكلتي أنا مش مشكلتك خالص ..مفيش داعي تحس بالذنب ...زي ما قولت احنا منقدرش نتحكم في قلوبنا يا عيسى ...الموضوع في إيد ربنا ....عمري ما هنساك وهتصل بيك دايما...و...
انا لازم امشي دلوقتي ...هتصل بيك بس أوصل ....
وبالفعل نهضت وهي تمسك حقيبتها 
لما انت زعلانة زيي هتمشي ليه ...خليكي هنا يا ميرال ...أنت عيلتي مقدرش استغنى عنك 
هكلمك لما اوصل ...سلام يا عيسى ...
وبالفعل ذهبت من أمامه ...كانت تختفي ببطء بينما هو يشعر أنه يختنق ....الرابط الذي يجمعه مع ميرال أقوى من الحب ....ما يجمعه مع ميرال هو العائلة ...الاحتياج ورابطة الډم ... ميرال هي ملاكه الحارس ...
في المنزل ...
ولج الى منزله الواسع بتعب ...ذلك المنزل الذي سلب منه عن طريق فؤاد وأرجعه هو بعد أن باعه فؤاد...وبحث هو عنه وأقنع صاحبه أن يبيعه...بالطبع لم يخبر فايا بهذا فهو لا يريد أن تتوتر بينهما الأمور بعد أن فعل المستحيل لإصلاحها ...
حبيبي جيت ...
ودعتها ...
هز رأسه وقد شعر بعينيه الحزن لتبتسم وتطمئنه قائلة
هترجع متقلقش ...ده مجرد شغل ..وبالمر تتفسح شوية وممكن يا سيدي نروح ايطاليا شهر عسل ونزورها هناك ....
ابتسم بحماس وقال
مخطرتش على بالي الفكرة دي ...
ابتعدت عنه وهزت كتفيها بزهو قائلة 
يمكن عشان أنا اذكى منك ...
لا والله !
قالها بحاجب مرتفع لترد مغيظة إياه
آه والله ...
بحبك يا غزال 
وأنا كمان بحبك والله 
وهكذا عاش عيسى بسعادة وهذا بعد أن قرر أن يزيح الحقد من قلبه ولا يترك سوى الحب ...وبالفعل بعد أن فعل هذا شعر أن روح والدته مرتاحة فهو قد رآها في منامه وهي تبتسم له بسعادة...
أغمض عينيه متنهدا ...هذة هي البداية التي أرادها ...بداية مع حبه الوحيد .
تمت

تم نسخ الرابط