ﻗﺼﺔ ﺍلأﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟلتى ﺗﺰﻭﺟﺖ من الجنن
ﻗﺼﺔ ﺍلأﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟلتى ﺗﺰﻭﺟﺖ
المحتويات
إنسان بدون ملامح فقط وجه اخضر بدون عينين ولا انف له فم كبير واسنان كأسنان قرش جلده كصخر البحر يتعرض للمراكب ويقذف أهلها في البحر
حين رأته يسبح مقتربا اليها فزعة وقفزة ممسكتا بطرف القارب الى ان استقرت في بطن القارب أخيرا والقت بنفسها جانب نسرها
ياللهول أخيرا عدت للقارب الحمدلله
رفعت نسرها بسرعة عن الماء
الحمدلله مازال ينبض وجسمه دافئ
كما أن الدلهاب عاد يطرب القارب ايضا محاولا رميها مرة اخرى مماساعد في اخراج الماء من القارب سريعا
اخيرا عاد مستوى الماء في القارب تحت الثلث
ولكنه مازال يتأرجح
أدركت أنه لولا ثقل الماء الموجود في قعر القارب لكان انقلب بسهولة من اول مرة
قام ذلك الجني الشق بثقب القارب
تذكرته بامتنان
لتوها فهمت مقصده من ثقب القارب اذ كانت حانقة عليه من قبل
كان يعلم ان الدلهاب سيهاجمها لاشك ألهذا خيرها بين القوارب الثلاثة ياترى ماذا كان سيحدث لو اختارت أحد القاربين الأحمران هل اللون الأحمر سيجذب جنا آخرين أم هل يصعب خرق القارب ذو اللون الأحمر
استعاد القارب توازنه أخيرا وعم السكون من جديد إلا انها كانت تحس ان الدلهاب لن يستسلم بسهولة وانه لاشك يريد مفاجأتها ليلقيها مرة اخرى
كانت تترقب بحذر شديد لدرجة انها نسيت ان تبكي
لامكان للبكاء هاهنا
يجب ان اتشجع لم اصل هنا حتى اكون فريسة لهذا الجني الاعمى
ان كان يريد القتال ساقاتله حتى اخر رمق
لكن ترى اين ذهب هل استسلم
اتمنى ان يكون قد قطع الأمل من قلب القارب سأحافظ على مستوى الماء فوق الثلث لا أكثر ولا أقل
كان شكها في محله إذ أن الدلهاب قد يأس من محاولة قلب القارب نظرا لصغر حجمه لكنه هذه المرة قفز جالسا القرفصاء على حافة القارب بسكون
ارجعت يداها للخلف وهوت بالمجداف على رأسه تريد طربه به الا انه التقمه بفمه وقام بنهش المجداف وتهشيمه
وقفز فوقها حتى سقط النسر تحت قدميها
طوق الدلهاب رقبة عشتار بكلتا يديه وغمر رأسها في قعر القارب ېخنقها داخل الماء
وهي تنتفض تحته بضعف
كان فوق الماء اقوى من تحته
اخذت ترفس برجليها كانت تظن انها ترفس الدلهاب ولكنها كانت ترفس النسر
وفجأة حدث شيء غريب
انتشرت قطرة الډم في ماء القارب سريعا وماهي الا لحظات واذا بالدلهاب قد افلت رقبة عشتار واخذ ينتفض وهو ېصرخ صړخة مفزعة حتى تيبس مكانه
اخذت عشتار تلتقط انفاسها باكية وهي تنظر لهذا الۏحش المرعب وهو متحنط فاتحا فمه بحزن
رفسته برجلها ملقيتا به خارج القارب
واخذ جسمه يطفو ويتبخر حتى ذاب على سطح البحركالزبد
امسكت زوجها بشدة وهي تبكي بحړقة كالأطفال وخبأت رأسها في صدره
لم تكن هناك كلمات تعبر بها ن امتنانها علاوة على ذلك لم يكن باستطاعته سماعها لكن ماكان منها الا ان رفعت رأسها وشكرت الله
نظرت الى المجداف المهشم والماء الذي كان قد غمر القارب تماما فحملت النسر فوق رقبتها واخذت تحاول اخراج الماء بكلتا يديها ولكن دون جدوى
الى أن بدأ القارب ينغمر في البحر
ولكنها لم ټغرق
كانت واقفة والماء يصل ذقنها
الحمدلله يبدو انني اقتربت من الشاطئ في الوقت المناسب
رفعت النسر بكلتا يديها واخذت تمشي شيئا فشيئا كان ينخفض مستوى الماء وهي تزيد من سرعتها فرحة
الى ان وصلت لليابسة اخيرا
ارتمت على الارض تقبلها وتحمد الله وتشكره
ظنت انها وصلت لغايتها المنشودة ولكنها حين
نظرت حولها متفحصة المكان لم تجد سوى صحراء شاسعة قاحلة
استجمعت قواها واحتضنت النسر ونهضت تمشي
كانت تعرج قليلا مع ألم في كتفها الأيمن وۏجع بظهرها لكن كل هذا لم يثنيها فلقد قطعت الجزء الأصعب كما كانت تظن
كلما أشرقت الشمس أكثر أحست بحرارة أكثر وهي لاتكفأ تمشي وتمشي
ولم تكن تكترث بحرارة الشمس لكنها كانت عطشى لم تحس بالعطش إلا حين وجدت نفسها في هذه الصحراء
حتى تنسى العطش والتعب اخذت تفكر ببنتيها وما مصيرهما هل عادتا لارض الجن بسلام
متابعة القراءة