رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
إنه لا يعلم شئ
فتون اتقبض عليها
وانحنت تلتقط أنفاسها تحت نظراته المصډومة
مدام أنت معملتهاش مين اللي هيكون عملها
...
جن جنونه وهو يستمع إلى الخادمة بعدما تعلقت عيناه بتلك الألعاب التي تحتل فراش صغيريه
هي لسا ماشيه من ساعه يا دكتورقضت اليوم كله معاهم...
تنهد بضيق بعدما غادر غرفة صغيريه حتى لا يقظهما
اماءت له الخادمة
حاضر يا دكتور
دلف غرفته يحل ازرار قميصه بشرود..ثم تسطح فوق فراشه يحدق بسقف الغرفة يتذكر حديث محامي خالته عن مجيئها إليه وإستلامها لمفتاح شقة والدها في حارته القديمة
في الصباح الباكر.. وقفت بسمة تطالع ذلك الرجل الوسيم بثيابه العصرية التي لا تناسب حارتهم.. تخطاها بعدما رمقها بطرف عينيهأرادت أن تتبعه ولكن الوقت لم يسمح لها فهي لا تريد خصم أخر من راتبها الضئيل
جسار
رمقها بمقت يدلف نحو الداخل ينظر نحو الشقة يزفر أنفاسه بضيق
يعني سيبتي إسكندرية وكل حاجة وجيتي تعيشي في الحارة ديه
واردف حانقا وهو يبحث عن مقعد يجلس عليه
ليه عملتي كل ده
حاولت الثبات قدر إستطاعتها.. فعن أي شئ ستخبره هل تخبره إنها غارت من زيجته بجيهان وإنها لم تعد تعلم بمشاعرها نحوه ...أم تخبره بأنها لم تعد تتحمل صدمة أخر في رجل أخر
طالع المكان بعينيه مستنكرا إجابتها
ولاد أختكلو افترضنا و رسلان ادهوملك هيرضي يعيشوا في الحارة ديه
اطرقت عينيهافهي تعلم تماما أن جوابها لا يخيل على طفل صغير
هجيب شقة تانيه وهعيش في مكان تاني...
جوازي من جيهان هو السبب مش كده يا ملك
باغتها بسؤاله فاشاحت عينيها بعيدا عنه حتى لا يكشف أمرها
غامت عينيها بالحسړة
جوازنا كان جواز مشروط محطوط في بنود.. أنت محبتنيش يا جسار.. أنت لسا عايش على ذكرى مراتك وجيهان أكبر دليل
وتجمدت عينيها نحو الواقف أمام باب الشقة المفتوح يحمل صغيريه على ذراعيه يطالعهما بنظرات قاتمة
دلفت نحو غرفة الضابط المسئول مرتجفة الجسد بعد ليلة قضتها خائڤة في الزنزانة تستمع لأبشع الألفاظ بل وتعرضت للضړب
تقدمت بړعب دون أن ترفع عينيها وقد بح صوتها من أثر توسلها إليهم ليلة أمس وإنها ليست المذنبة
هسيبك معاها شوية يا سليم بيه
تجمدت حركة جسدها ورفعت عينيها ببطء.. لتتعلق عينيها بأخر من ارادة رؤيتهكانت عينيه جامدتين نحو وجهها وذلك الچرح فوق جبينها.. قبض فوق كفيه بقوة
وقد إزداد غضبه يتوعد ل دينا.. فقد كان يظن إنها فعلت شهيرة ولكن دينا من كانت صاحبة تلك الخطوة
وهل تعرف هي هاتان المرأتان أو سمعت اسمهم من قبل .. كانت عينيها زائغتين ودموعها تسيل فوق خديها
أنا مسرقتش حدأنا مسرقتش
أقترب منها وقد إزداد وعيده لدينا تلك اللعوب التي حامت حوله قديما وعادت تحوم حوله بعد طلاقها من حامد شقيق شهيرة
عارف يا فتون إنك مسرقتيش حاجةلكن المجوهرات لقوها في شنطتك
تهاوت بجسدها فوق أقرب مقعد
جنات هتقف معايا.. وهتجبلي محاميأنا مسرقتش
جنات مش هتعرف تخرجك يا فتونمحدش هيقدر يخرجك من هنا غيريوعشان اعرف أخرجك لازم نتجوز
.
حاولت أن تتناسي وجودهم وتلك النظرات التي يصوبونها نحوها أو يرمقون بها بعضهماندمجت مع أبناء شقيقتها تطعمهم وتلاطفهم.
جلس الجار العجوز الطيب العم حسني ينظر إلى الرجلان متفرس خلجاتهم.. جسار انسحب من تلك الحارب الضارية بينه وبين رسلان...حرب كان سلاحھا نظراتهم وكل منهم يعبر عن ضيقه من وجود الأخر خلالها.
وقف جسار يطالع الحارة بنظرات نافرة اما رسلان جلس بهدوء على احد المقاعد يطالع أطفاله في أحضانها
تنهد العم حسني ينظر نحو رسلان متسائلا
أنت دكتور يا بني
أماء له رسلان برأسه وقد تنحنح قليلا فأردف العم حسني
ابن جارتنا ست غلبانه محتاج عملية كبيرةوالست مستنيه دورها على نفقة الدولة ويا علم أمتي الدور هيجي
انتبهت ملك على حديثهم اما جسار اتخذ ركنا بعيدا واخد يتحدث في هاتفه
فاطرق العم حسني رأسه خجلا
يعني يا بني لو تقدر تساعد...
ولم يكد العم حسني يكمل حديثه فاخرج رسلان بطاقة خاصه به
خليها تجيلي العيادة يا حاج
طالع الرجل البطاقة وقد لمعت عينيه والتف نحو ملك يطالعهايتمتم بصوت هامس
سبحان الله.. ربنا مكسرش خاطر الست الغلبانه
والعبارة كانت لها ألف معنى وحكاية
...
تمتمت عبارته لمرات وهو ينتظر بلهفة سماع إجابتها
نتجوز
ابتلع لعابه يطالعها يومئ برأسه متلهفا على سماع موافقتها...فتون ستوافق على حمايته.. هو يعلم ذلك تماما فهو كان بطلها الخارق ذات يوم..
انتظر وانتظر
متابعة القراءة