رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
وأخذ يطالعهم
أول مرة تعمل في جدك معروف
تجلجلت ضحكات سليم فقد أصبحت متطلبات الحياة لدي جده والتي تعطيه السعادة بسيطة للغاية.. كالأمس عندما جاء إليه بحلوى المشبك التي يشتهيها
تعلقت عينينها ب رب عملها وكيف أخذ يمازح جده
اومال لو فتون عملتلك صنية البسبوسة بالقشطة هتعمل إية.. ديه ديدا ذات نفسها مقدرتش تقاوم أكلها.. وكل ما تكلمني تفضل تمدح في أكلها وقد إيه انا محظوظ
اتسعت عينين فتون ذهولا عندما تذكرت تلك السيدة الحسناء غير مصدقة إنها عمة السيد سليم .. عادت عيناه تتعلق بها يتأمل ملامحها وهيئتها الجميلة الهادئة
بذمتك يا فتون ديدا ينفع يتقال ليها عمتي.. أنت تصدقي إن واحد زي ديدا عمتي
شوف حتى فتون أهي مذهولة.. أقول عليكي يا خديجة ديما الناس بتتصدم لما تعرف إنك عمتي
خديجة ديه الحسنة الحلوة اللي عملها رأفت جدك.. يلا ربنا يسامحه
انقلبت ملامح الجد عندما تذكره.. فالصديق الذي كان يأتمنه على كل شىء كان يسعى لتدميره وأخذ شركته طمعا
حدق السيد عظيم ب فتون الواقفة فانسحبت من بينهم بعدما شعرت بالحرج.. انتقلت عينين الجد نحو حفيده يزفر أنفاسه بزفرات متتالية
محدش خلاني اسامح العيلة ديه غيرك وغير خديجة يا حبيبي
تجمدت عينين سليم.. فجده لم ينسى الماضي يوما
الصديق
________________________________________
جده كلما تذكر ما أظهره له الزمن عن ذلك الصديق لا يكف عن رثاء حاله وسرد تفاصيل صډمته في عائلة والده وهو يسمع ويسمع ولو عرف جده إنه ذاق الكثير من تلك العائلة وابنته الغالية التي مازال يظن إنها كانت ونعمة الأبنة
تعلقت عينين فتون به من شرفة المطبخ بعدما سمعت صهيل سكرة تنظر إليه وهو يصعد على ظهر فرسته.. التمعت عيناها وأخذتها الأحلام إلى طريق لا عودة فيه
فتون أنت لسا مخلصتيش تنضيف الأوض فوق.. الجد عظيم هنا مبيحبش الإهمال
لم تجد لها قطارا ينقلها لأنها لم تكن تعرف إلى أين ستكون رحلتها
عادت بأدراجها نحو المقعد الذي كانت جالسة عليه وقد جعلها الواقع تفيق أخيرا
أمشي من هنا .. روحلك اي بلد بعيدة.. محدش يعرفك فيها ولا يعرفنا.. مش عايزه أشوفك تاني.. كفاية لحد كده.. كفاية
وضعت بيدها على شفتيها تكتم صوت شهقاتها العالية ..رنين هاتفها كان لا يتوقف.. وكلما نظرت لرقم المتصل لم تجد إلا هو أو ميادة ولكن تلك المرة لم تكن إلا السيدة وردة مديرة الجمعية التي هي احدي عضواتها
أسرعت في الإجابة عليها ولا تعرف السبب ولكن كان هناك شىء يدفعها بأن تجيب
ملك السيدة فاطمة كلمتني من ساعه.. بتسأل أمتي هنبعت المرافقة لأبنها
والطريق بدايته كانت هنا.. وهنا كانت محطة الهروب
....
ضجرت ناهد من تلك النظرات التي يرمقها بها عبدالله ولكن مازاد ضجرها عندما دفع يديها عنه
بجد أنا خلاص زهقت وتعبت
فين ملك مجتش معاكي ليه
اشاحت عينيها بعيدا عنه تبحث عن أي شىء حولها.. اعتدل في رقدته بصعوبة يضع بيده على قلبه ويلتقط أنفاسه بعدما شعر بوجود شىء تخفيه عنه
فين ملك.. ملك بنتي فين
وعند تلك النقطة اڼفجرت فيه ناهد صاړخة غير عابئة بمكان وجودها
طردتها.. ارتحت.. قولتلها الحقيقة اللي مش عايزه تصدقها
تسارعت أنفاسه وقد جحظت عيناه على وسعهما يردد دون شعور
طردتيها.. طردتي بنت يا ناهد.. رمتيها في الشارع
وعاد صړاخ ناهد يعلو مرة أخرى مما جعل الممرضة التي كادت أن تدلف الغرفة تتراجع عن الدلوف
بنت.. بنت.. أنت شكلك نسيت الحقيقة ولا إية.. ملك مش بنتنا.. مها بس هي اللي بنتك وبنت
ملك بنت.. بنت يا ناهد..
والكلمة كانت الصدمة الكبرى لها ولغرورها اللعېن.. تجمدت عيناها كحال ملامحها وجسدها.. اقتربت منه تخرج الكلمات من بين شفتيها بصعوبة
أنت بتقول إية
بقول الحقيقة اللي كانت لازم تتقال من زمان أوي...الحقيقة اللي فضلت معذبني طول عمري وكل ده عشان بحبك.. ضيعتي مني بنت يا ناهد مش كفاية عليا إني عايش وظلم أمها في رقبتي
لم يتحمل قلب عبدالله المزيد.. صورة أمل وهي راقدة على
متابعة القراءة