رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

بملامحها تقطب ما بين حاجبيها
كل الدراما اللي كنا فيها ديه عشان جنات عايزه ترجع الشغل.. وطبعا تجبيلي البدايه إزاي فلازم نفتح الدفاتر القديمه ونقلبها حلقة نكد وقد إيه هي طلعت مظلومه من جوازها من كاظم رغم إني حذرتها كاظم راجل معندهوش مشاعر راجل بتاع شغل وبس
واحمس يتدرب في المؤسسه
توقف عن الحديث بعدما أستمع لطلبها الأخر وقد طلبته بكل وضوح دون مماطله
مش أنت لسا قايل اطلب من غير ما اضطر ما الف وادور
ارتفع كلا حاجبيه متعجبا من نظرتها العابثة له .. فالقطه الصغيرة لم تعد دون مخالب
ده أمر.. ولا طلب
وببراءة كانت تعود إليها تهتف وهي تتسطح فوق الفراش مسترخية تحت نظراته التي تلتهمها
طلب و رجاء يا حبيبي 
جنات اه أحمس لاء
اعترض وهي كانت تفهم سبب اعتراضه.. طالعت ملامحه الجامدة لا تستوعب كيف رجلا مثله يشعر بالغيرة من شاب ك أحمس
سليم أحمس وجنات عيلتي التانيه وقفوا معايا في اكتر وقت كنت محتاجه حد في ضهري وجانبي 
امتقعت ملامحه وهو ينهض من جوارها يرمقها من فوق كتفه يهتف باقتضاب
مش جنات برضوه كنت زعلانه منها في بداية جوازنا.. لأنها اتعاونت معايا عشان اعرف اتجوزك
ما أنا طلعت كسبانه اه و لولا إنها اتعاونت معاك مكنتش عيشت السعاده اللي أنا عايشها
توقف مكانه وعاد يلتف إليها بكامل جسده .. يرمقها بنظرات فاحصة طويلة وكأنه يدرس المخلوقة الجديده التي بدأت تحادثه بحنكة
شايف نسخة جديدة من مراتي.. بس يا تري التلميذ أول ما هيجي يتمرد.. هيتمرد علي أستاذه
إطلاقا سيدي!
ضاقت عيناه وعاد إليها يلتقطها من فوق الفراش فتمكنت من كتم ضحكتها بصعوبة
هعترف وهقر بكل حاجة أنا بدأت انضم لدورات تثقيفية في الجامعه مع احمس
احمس تاني بلاش تخليني احلف إنك تقطعي علاقتك بي
سليم النجار راجل عاقل.. بيعرف يفهم الناس كويس اوي ولا إيه يا سيدي
موافق يا فتون لحد ما اشوف آخرة عيلتك التانيه إيه
وبمناسبة عيلتي الأولى عايزه اسافر بعد الامتحانات
رمقها بملامح مبهمة وهو يميل نحوها يسألها عن طلباتهم الأخرى 
وإيه كمان
وببراعة كانت تنتشله من مشاعره في تغير شخصيتها تخبره بتلقائيتها
هبقي طماعه يا سيدي لو طلبت أكتر من كده
وبعنفوان أكبر كان يدمغها بعشقه يخبرها مرارا إنه يحبها بل يعشقها يعشق ضعفها وتمردها الجديديعشقها بكل ما فيها.. وهو لم يكن يوما هكذا.. لم يكن يعشق إلا المميز في النساء واليوم علم كيف يكون العشق الحقيقي. 
..
كان هذا الصباح مختلفا علي جنات وهي تتلقى المكالمة من فتون التي اخبرتها بمرح عن قبول سليم لعودتها للعمل بل منح فرصة أيضا لأحمس
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا فتون.. لأول مرة هعترف ليكي إن وجود سليم في حياتنا غير حاجات كتير
ابتسمت فتون وهي تستمع لحديث جنات عن زوجها وكيف هو رجلا حقيقيا
فعلا يا جنات نفسي اعمله حاجة تفرحه
هاتيله طفل وهو هيفرح
القتها جنات مازحة لا تقصد شئ من وراء مزحتها فتلاشت السعادة من فوق ملامحها.. و وقفت أعلي الدرج تزفر أنفاسها متنهدة بأسي
باخد العلاج ومافيش حاجة يا جنات وسليم مبقاش يهتم خلاص..
عادت المخاۏف تطرق حصونها الضعيفة فشعرت جنات بالحزن على حالها
الدكتور قال مافيش سبب قوي يمنع أنت بس محتاجه شوية علاج وكله هيكون تمام
دمعت عيناهاتتمنى داخلها ألا تحرم من هذه السعادة التي تعيشها
أسفه يا فتون شوفي أنت اتصلتي تفرحيني.. وأنا زعلتك من غير ما أقصد
أسرعت في مسح دموعها وعادت تبتسم وهي تكمل هبوط الدرج غير منتبها علي نظرات شهيرة السعيدة لما سمعته..
الخادمة الصغيرة لديها مشاكل بالحمل لن يكون لابنتها أشقاء من هذه الخادمة ولن تستمر هذه الزيجة بالتأكيد 
عادت لغرفتها تلتقط هاتفها.. تريد أن تشارك أحدا بسعادتها لما سمعته بالمصادفة
عندها مشاكل في الخلفة يا دينا مش محتاجين موضوع الحبوب في حاجة خلاص..
ودينا كانت أكثر من سعيدة بالخبر لقد وضعت شهيرة في الصوره واصبحت تنتظر فرصتها من بعيد.. فلا شهيرة ولا الخادمة سيظلوا بحياته.. بعدما يبدء سليم بالضجر منهنوسيبحث عن أخرى تريحه وتنجب له ولدا كما يرغب الكثير من الرجال . 
...
شهقت بفزع وهي تراه يعقد ساعديه امام صدره.. ينظر إليها بنظرة لم تفهمها.. تجاهلته واتجهت نحو خزانة ملابسها تلتقط منها بعض الثياب.. 
انتقت الثوب الذي سترتديه واتجهت نحو المرحاض حتي تتمكن من ارتداءه وتذهب لعملها الذي عادت إليه 
لو أنا بقيت شفاف قدامك قوليلي يا مدام 
قلبت شفتيها ممتعضة من حديثه.. وأكملت خطواتها فاجتذبها پغضب
رايحة فين يا مدام
وببساطة كانت تجيبه عن الحديث الذي أستمع إليه منذ دقائق زوجته المصونة قد حصلت علي عمل دون أن تبلغه وتأخذ منه قرار موافقته 
رجعت لشغلي تاني..
وبملامح مسترخية اردفت ببرود وهي تتجاهل نظراته إليها
الواحده مننا ملهاش غير شغلها
مافيش شغل فاهمه
دفعها من أمامه
تم نسخ الرابط