رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
بحالها
أنا دينا رياض أرملة صالح مراد رجل الأعمال.. أتقابلنا في النادي الرياضي مش معقول تكون نستنى بالسرعة ديه
لفظت عبارتها الأخيرة بمزاح وهي تتأمله بعينيها تمد له يدها تصافحه
أهلا يا فندم
وبنبرة عملية كان يرحب بها يخبرها أن تتقدم أمامه.. مهنته تتطلب منه اللباقة وهو خير من يكون بتلك اللباقة
شريك جوزي الله يرحمه سرق نصيبه في أرض كانوا متفقين أنهم هيبقوا شركاء فيها.. ومش بس كده سرق منه فكرة المشروع.. أكيد سمعت عنه حامد الأسيوطي
الاسم سقط على مسمعه فانتبه بكامل تركيز لما تقصه عليه.. ولو كان سيرفض القضية فبعد معرفته بهوية من سيرفع القضية عليه زاده الأمر متعة.. فهو وحامد مازال بينهم ثأر.. تلك الحاډثة التي بعث له فيها رجاله ليبرحوا ضړبا
أخرجت بعض الأوراق من حقيبة يدها تمدها له
طلب يتجوزني عشان أسكت لكن أنا رفضت...ده حق جوزي الله يرحمه وحقي وحق أبني .. الأرض تساوي عشرة مليون ده غير سرقته لفكرة المشروع
أنا شايف إن أوراقك مظبوطة أي محامي يقدر يكسب القضية يا مدام
طالعته بتدقيق تنظر نحو وسامته وتلك الرجولة التي تشع منه فتجعلها تزداد رغبة
أعجبته تلك الثقة التي تتحدث بها فابتسم وهو يتراجع للخلف قليلا يدور بمقعده ثم أخذ يدق برأس القلم على سطح مكتبه
تشربي إيه يا مدام
دينا من غير ألقاب.. قهوه مظبوطة
وابتسامة واسعة كانت ترتسم على شفتيها يفهمها تماما هتف بسكرتيرته عبر الجهاز الموضوع أمامه
والصدمة أحتلت ملامح الجالسة وهي تجد رجل أخر يصطحبها نحو مكتبه.. أشار لصديقه بأن القضية له
كادت أن تعترض ولكن أبتلعت عبارتها فمن هو حتى يصرفها هكذاجميع الرجال يتمنون إشارة منها وهذا المغرور يرفض تولي قضيتها بنفسه
عاد حازم إليه بعدما أنصرفت وقد علم منها كل التفاصيل ولاحظ حنقها وتأففها وكأنها لا تطيق الجلوس أمامه
ضحك رغم إنه لم يكن بمزاج يسمح له ولا يعرف السبب.. فما الشىء الذي يستحق أن يشغل باله...فهو سليم النجار وسليم النجار لا يعيش إلا لنفسه وهذا يعجبه وقد وجد راحته فيه منذ سنوات فما الشىء الذي تغير فيه والإجابة كانت مفقودة
عارف طبعا حامد الأسيوطي.. الراجل ده ريحته فاحت أوي أنا مش عارف ليه الحكومه سيباه لحد دلوقتي .. بقولك أيه صحيح رانيا عزماك على العشا النهاردة
ضحك ملء شدقيه لا يصدق أن رانيا زوجة صديقه تدعوه لوجبة
________________________________________
العشاء
مش مراتك برضوه مش بطقني إيه اللي حصل.. أوعى تكون رانيا تعبانه ولا حاجة يا حازم
ضحك حازم هو الأخر فهو مثله لم يصدق دعوة زوجته له ولو عرف صديقه سبب الدعوة لأنفجر ضاحكا
بلاش أصدمك وأقولك أنها عايزه تقرب بينك وبين زينب بنت عمها
وقد تبدل مزاجه بعد تلك المزحة.. رانيا تجلب له عروس ياله من رجل محظوظ
وضعت كل طاقتها في ذلك العمل ولكن التعب كان يتلاشى وهي ترى نظرات البسطاء إليها وهي تمد لهم يداها بتلك المساهمات التي من حينا لأخر تمنحها لهم الجمعية.. الناس حولها كانوا سعداء وسعادتها هي أيضا كانت لا توصف
جاء وقت راحتهم فتعلقت عيناها بزملائها في الجمعية
الكل يضحك ويتثامر.. فلما هي منزوية دائما عنهم..
أقتربت منهم وقد تشجعت ولم يكونوا إلا كما توقعت أشخاص سهل المعشر وجوههم تنطق بما تحمله قلوبهم
ولم يكن الحال مع مها هكذا بل كان كما ترسم له ناهد.. مها تنظر للفساتين التي تقدمها لها البائعة وناهد تقف جوارها تنتقي معها فستانها.. وأخيرا أنتهت مهمة الثوب وجاءت مهمة تصفيف الشعر والعناية بالبشرة.. والوقت لم يعد به متسع أمامهم
فها هي تقف أمام مرآتها تنظر لما ترتديه بسعادة وناهد تمدحها
قمر يا حببتي ما شاء الله
عانقت مها والدتها تسمعها بعض الكلمات الجميلة فضمتها ناهد إليها.. أبتعدت ناهد عنها حتى تذهب لغرفتها لتتأنق هي الأخرى ولكن أوقفها صوت مها
هي ملك هتتأخر يا ماما.. مش المفروض نتصل بيها عشان تلحق تلبس وتستعد
لم تتفوه ناهد بشيء فهى تقف صامتة تبحث عن إجابة مقنعة لأبنتها.. التقطت مها هاتفها حتى تهاتفها ولكن ناهد كانت أسرع منها فالتقطت الهاتف منها تخبرها
أنا كلمتها
متابعة القراءة