رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
تخشي أن ينفذ وعيده ويعودوا للغرفة مجددا.. فهو لا يعبأ بشئ وسيكون أكثر من سعيد.
تعالت ضحكته وهو يتحرك خلفها فوقفت شهيرة مذهولة.. وقد انسحبت أنفاسها وهي لا تصدق إنها تشاهد سليم هكذا.. رجلا مراهقا ليس في الخامسة والثلاثون من عمره
تقدري تطلعي لبنتك يا شهيرة واتمنى فعلا تقربي منها وتعرفي تحتويها
حدقته بنظرات طويلة قبل أن يلتف بجسده مجددا ويكمل خطواته نحو الأعلى وكأنه أخيرا قد رآها
إحنا لازم نتكلم يا سليم المهزله ديه مينفعش البنت تشوفها
توقف أعلى الدرج وهو يستمع لصوتها الذي تعالا
صوتك يا شهيرة متنسيش إنك في بيتي
التجم لسانها لا تستوعب ما تسمعه منه بل وأكمل خطواته دون أن يعيرها أي التفافه أخرى بحثت عن شئ حولها حتى تخرج فيه حنقها ولكن لم تجد إلا الخادمة التي أتت إليها تخبرها بأن أغراضها تم ترتيبهم.
وضعت طعام الفطور بملامح بشوشة رغم الإرهاق الظاهر فوق ملامحها.. ابتعدت عن الطاوله بعدما شعرت بخطواته قربها وقد تفاجأ بتحضيرها لطعام الفطور وإسناد السيدة سعاد لبعض المهام لها
شرد في حديث السيدة سعاد معه ليلة أمس عندما أتت مكتبه بفنجان قهوته
محتاجة أتكلم معاك في كلمتين يا بني
طالعها جسار بعدما أغلق الملف الذي كان يدقق فيه بتركيز ارتبكت السيدة سعاد فحدق بنظراتها المرتبكة
طالع حديثها عن حبها له ولعائلته وإخلاصها لهم ولم تكن بحاجة لتخبره عن هذا.. فهو لا يعدها خادمة في منزله.. بل جزء من عائلته
دادة سعاد أتكلمي أنت مش محتاجة تقولي كل الكلام ده لاني عارف ومتأكد من حبك لعيلتي
الله يرحمهم يا بني
و ازالت دموعها لا
________________________________________
تعرف من أين تبدء حتى تخبره عن قلقها نحوه أم عن ما اخبرتها به صديقة بسمة أم عن تلك النظرات التي تراها في عينين بسمة نحوه والصدف التي باتت تجمعهما وتثير الشكوك داخلها
استند بمرفقيه فوق سطح مكتبه وانتظر سماعها.. تقوس حاجبيه في دهشة وهو يراها تتحدث عن بسمة ولم يكن الحديث منصفا بل بدأت تتغير نظرة السيدة سعاد نحوها القت كل ما بجبعتها تنظر إليه وهي لا تعلم
مبقتش عارفه يا بني البنت فعلا طيبه وقليلة الحيله ولا زيها وزي ناس كتير.. بيظهروا الغلب وهما قلوبهم سودا
واطرقت رأسها وهي تذكره بطليقته جيهان التي كانت مثالا للنقاء والوفاء.. ليكتشف بعدها ما هي إلا ماكرة
أنا عارفه إنها من طرف ست ملك لكن الست ملك طيبه وعلي نيتها.. هي لو مكنتش طيبة كانت سابتك لواحده غيرها وانسحبت
انتبهت السيدة سعاد علي حديثها فتمتمت معتذرة
اعذرني يا بني
بسمة عملت إيه يخليكي تغيري نظرتك عنها مش غريبه يا دادة
طالعته في صمت تتذكر مشهدها معه في غرفته.. نهض عن مقعده واقترب من السيدة سعاد يسألها بسؤال أخر أكثر وضوحا
شوفتي إيه يا داده لو في حاجة شوفتيها بعينك..قوليها
عادت السيدة سعاد تطرق رأسها.. ف بماذا ستخبره
هل تخبره إنها تخشي عليه منها وهو رجلا تتمناه الكثيرات
دار بعقلها الكثير حتى انتبهت علي ما تفوه به
بلاش تظلميها يا داده البنت فعلا غلبانه
ارتبكت السيدة سعاد وهي تخشي بالفعل ظلمها لها فطالعته بقلة حيله
أنت عارفني يا بني مش بعاشر ناس كتير.. بتعامل مع الناس بفطرتي.. بس أنا خاېفه عليك ليكون كلام صاحبتها صح وهي اللي غوت الراجل
داده
تمتم پحده عندما بدء الحديث يتطرق نحو الأعراض
صباح الخير
لم يجيب علي تحيتها فشعرت بالتوتر وهي تطرق رأسها أرضا بحرج تشعر بالندم لأنها تحدثت ولكن لم تهتف بشئ إلا تحية الصباح فعن أي جرم أجرمت.
جلس فوق مقعده يلتقط بشوكته بعض قطع الخضار والجبن.. فهو يحافظ علي وجبة فطوره بعناية
انسحبت في صمت وقد علقت الدموع بأهدابها ولكن وقفت مكانها بعدما أخيرا قرر محادثتها
الإعلان الترويجي محقق نجاح هايل
الټفت إليه وهي تراه يمد لها بهاتفه في دعوة منه أن تشاهد المقطع..
نظرت إليه وقد عاد بريق عيناها وضاعت جميع قراراتها في الرحيل
التقطت منه الهاتف تحدق بالأعلان الخاص بالحملة الدعائية صوت وصورة.. لكن مهلا إنها لا تري صورتها واضحه
ملامحها كانت مشوشه حتى اسمها كان مجرد اسم وهمي.. ظهرت للجمهور بالفعل ولكن بهوية مخفية ف الحملة تدعم إحترام المرأة وتقديرها بضعة عبارات تم اقتناءها بعناية بدء بها الإعلان الترويجي ثم بعدها بدأت الحكاية وانتهت بدعم الشركة لنماذج أخرى وقد وصلت الحكاية للناس لمصدقيتها
جسار بيه أنا مش عارفه أقولك
متابعة القراءة