رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
أوي يا ديدا
هتفت بها فتون وهي تقترب منها وعلى وجهها ابتسامة واسعة انكمشت الصغيرة على حالها تشيح عيناها عنها
أوجعتها ردة فعل الصغيرة ولكنها باتت تعتاد معاملتها النافرة تعذرها لصغر سنها وتعلقها الشديد بوالدها
أنا واثقة إنك هتطلعي النهاردة شبه الأميرات
التف إليها الصغيرة وقد اعطتها حركتها أملا بأن مدحها أعجبها وستتحدث معها كما كانت تفعل ولكن نظرات الصغيرة صعقتها كما صعقها حديثها
واسرعت الصغيرة راكضة نحو غرفتها تصعد فراشها وتجذب الغطاء نحو جسدها منكمشة باكية ومشهد والدتها المڼهار صباحا مازال يقتحم عقلها الصغير
أنا مش بحبك أنت كمان يا بابي
اختفت سعادة فتون وقد أضاعت نظرة الصغيرة أي سعادة كانت تحتل فؤادها
دلفت غرفتها حزينة تبتلع غصتها.. إنها تحبها حقا لا تتمنى لها طفولة بائسة كحالها.. تتمنى لها أن تحصد الكثير من السعادة في طفولتها حتى تكبر وتكون شابة قوية مشبعة بالحنان والحب
متزعليش من كلام خديجة البنت صغيرة وبتتأثر من كل حاجة حواليها
ابتلعت فتون تلك المرارة وقد بدء الصداع يطرق رأسها
شهيرة هانم النهاردة الصبح كانت نفسيتها مدمرة ومن غير ما تحس زعقت في البنت
منحتها السيدة ألفت عذرا للصغيرة اصابتها الكلمات تتذكر مشهد شهيرة بعدما رأته يقبلها ويحاوطها بذراعيه
وهي كانت خير من يعلم عن هذا هي لم تعش تلك الطفولة التي تسمع عنها طفوله حاوطها الحرمان من كل شئ
انفصال الأهل.. الطفل مش بيقدر يتجاوزه بسرعه والبنت صغيره متعرفش يعني إيه إن الأب يكون مع ست تانيه
سليم ناوي يصلح الموضوع ده يا مدام ألفت خديجة كرهتني اوي وهي شيفاني موجودة مع وجود مامتها
أنا عامله زي اللي جيه غلط في الصورة لما اتلقطت
اقتربت منها السيدة ألفت مبتسمه تمد كفها تمسح فوق خدها
بالعكس يا فتون أنت وجودك كان صح في حياة سليم بيه
والتمعت عيناها متذكره مشهده وهو يغادر المطبخ ملطخ الملابس
أنا متأكده إن بعد حفلة
________________________________________
عيد ميلاد خديجة سليم بيه هياخد القرار الصح هو وشهيرة هانم
أسرعت في التقاط هاتفها فتوهجت نظراتها لرؤية اسمه يضئ فوق شاشة الهاتف أتاها صوته فور أن أجابت
تعرفي طول ما أنا قاعد في الاجتماع عمال اوزع ابتسامات فكريني قصدهم ميعرفوش إن في حد تاني خالص في بالي
ضحكت رغما عنها وهي تسمعه مستمتعه بما يخبرها به
اشار لمديرة مكتبه بأن تعود لمكتبها إلى أن ينتهي من مكالمته ثم اخذ يدور بمقعده مسترخيا رغم الإرهاق
توردت وجنتيها تتحاشا النظر للسيدة ألفت التي اصرفت سمعها عن حديثهم واطرقت رأسها
الفطاير كانت لذيذة بشكل
الفطاير! هحاول أصدق إنك تقصد الفطاير
خرج صوتها متحشرجا فانفرجت شفتيه في ضحكة قوية اذابت مشاعرها
أحبك وأنت ذكية يا حببتي وبتفهمي
واردف مازحا بوقاحة هي في الأساس من طباعه
حقيقي التحلية كانت جميله بشكل
سليم باشا هو أنت فجأة بقيت فاضي
توقف بمقعده عن الحركة يحك فروة رأسه مبتسما
مش عارف ليه أنا مبسوط النهاردة مش بقولك الفطاير كان ليها سحر
أسبلت اهدابها في خجل تسمح لأذنيها بسماع حديثه الذي يداعب أنوثتها يصف لها كيف كان مذاق الفطائر هذا الصباح بالطبع لم يكن مذاق الفطائر لكن سليم كان متلاعب بحديثه يقسم داخله إنه بالتأكيد تسمعه وهي تعض باطن خدها من شدة خجلها
روحتي فين يا حببتي
وبهمس اجابته وقد تناست أمر وجود السيدة ألفت التي اتخذت الصمت وتركت لسيدتها الصغيرة فرصة الحديث مع رب عملها الذي عاشرته لسنوات طويلة
معاك بسمعك
اتسعت ابتسامته شيئا فشئ ولكنه فاق على طرقات مديرة مكتبه فرمق ساعة يده ممتعض الوجه.. فقد حان وقت مقابلته لأحد العملاء
أنا مضطر اقفل يا حببتي وهسيب ليك اختيار البدلة.. أختاريلي على ذوقك بقى
هامت للحظات في مكالمته متنسية بؤسها حتى إنها تناست وجود السيدة ألفت
فتون يا بنت
أجفلها صوت السيدة ألفت فاتسعت حدقتيها غير مصدقة أنها تناست وجودها
مدام ألفت
تعالت ضحكات السيدة ألفت سعيدة بما تراه
شكلي اتناسيت معلشي يا بنت مكنتش أعرف المكالمه هتطول كده.. كنت نزلت المطبخ
ارتبكت فتون لا تعرف بما تجيبها به
عادت السيدة ألفت تقترب منها ومن نظرتها علمت فتون أن هناك خطب ما تريد إخبارها به
فتون يا بنت أنا عارفه إنك عاقلة وهتكوني متفهمه اللي هقوله ليك وبلاش تسأليني عن السبب
...
توقف فتحي أمام بوابة المنزل الراقي ملتفا حوله غير مصدقا تلك الحياة التي تعيشها شقيقته
يا حلاوة يا ولاد بيت زي بيوت البهوات وشارع أنضف من حياتي.. طلعتي محظوظة يا بت يا بسمه
عادت عيناه تفحص المكان ثانية ثم رفع كفه نحو ذقنه يحكه به مستطردا
قال إيه أبوك
متابعة القراءة