رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
وأزدرد لعابه عند تلك الكلمة...فما يشعر به نحوها أبعد عن معناها
دفعت يده عنها ناهضة من جلستها وقبل ان تصرخ وتفضحه عاد يكمم فمها
حسن عمره ما هيصدقك وهتكوني ڤضحتي نفسك.. أنت عارفه حسن أكتر مني
أبتلعت صړاخها فمن سيعرف حسن أكثر منهاجذبت السکين الذي ألتقطته عيناها تنظر له بوعيد
أمشي من هنا..
كل ده بتعمل كوباية ليمون يا مسعد.. مش عايز خلاص وخلينا نروح القهوة
أنغلق الباب ومع سماع صوت أنغلاقه كانت تهوى على ركبتيها تتحسس مواضع الألم في جسدها تغمض عيناها بقوة
..
فتون ممكن تعمليلي حاجة دافية أشربها
أرتجف جسدها قليلا فمازالت صدمة أمس ترجف أوصالها.. هدأت ضربات قلبها وألتفت إليه
شحوبه أفزعها فهيئته لم تكن تحي إلا بشدة مرضه..أقتربت منه تسأله
أنت لسا تعبان من أمبارح يا بيه
طالعها في صمت متكأ على الجدار خلفه
أروح اجيبلك دكتور.. قولي اعمل ايه طيب
فتون اسكتي شويه واعمليلي حاجة دافية أشربها
أبتلع لعابه بصعوبة فحلقه يؤلمه كحال سائر جسده.. عاد لغرفته يسترخي على فراشه بإنهاك
ديه وصفة ماما إحسان
هتفت أسمها بحنين وترقرقت الدموع في عينيها ولكن سرعان ما رفرفت بأهدابها تطردهما فليس وقت البكاء الآن
طالع المشروب ينظر إليه مستعجبا رائحته.. وعلي أية حال سيشربه مهما كان مذاقه فهو يكره الأدوية والأطباء وكأنه مازال طفل في العاشرة من عمره
قالها متذمرا يعطيها الكوب فعلي ما يبدو أن الأدوية أفضل منه
طعمه وحش بس مفعوله حلو يا بيه.. متبقاش زي الأطفال يا بيه
حاجبه أرتفع تلقائياأنتبهت لجملتها فتراجعت للخلف تطرق عيناها أرضا
مكنتش أقصد.. اعملك حاجة تانية
مدت يدها لتلتقط الكوب منه ولكنه عاد يرتشف منه ببطء يقاوم إستياء طعمه
متعمليش منه تاني يافتون
غادرت الغرفة بعدما أبتسمت رغما عنها ف رب عملها يبدو كالأطفال في مرضهم
عادت إليه بكوب أخر بعد ساعتين ولكن قدماها تيبست في مكانهم تنظر إلى ملامح وجهه المتعرقة
مش هكون زيك..مش هكون زيك
تحركت پخوف نحوه بخطوات مضطربة فمن هو الذي يخاطبه رب عملها في أحلامه
سليم بيه.. سليم بيه
ولكنه كان غارق في هذيانهتعلقت عيناها بقميصه القطني الغارق في عرقه
سليم بيه
هاتفه أخذ يرن فوق الكومود المجاور لفراشه صوت هذيانه يعلو ويداها ترتجف وهي تحمل له ذلك المشروب الذي يتصاعد أبخرته.. عيناها تدور بينهم فأقتربت من هاتفه تنظر لرقم المتصل حازم لقد أصبحت تعلم القليل عن هوية ذلك الشخص فهو شريكه في مؤسسة المحاماة
سليم بيه تليفونك بيرن
نادته لعله يجيب عليها ولكنه مازال في هذيانهوتلك الصوره التي يرى فيها والده بعد زواجه من زميلاته في الجامعة حتى تلك الفتاة التي أعجب بها في سنوات دراسته نالها وهو معجب بصباه في شيبته
عمري ما هكون زيك مش هكون زيك يا صفوان
يا بيه تليفونك بيرن.. حازم بيه بيتصل
وضعت الهاتف بالقرب منه لعلا صوته يقظه ولكنها كانت بصوتها علي أميال بعيدة منه.. في سنوات مضت.
الهاتف مستمر في الرنين وهي مازالت واقفة تنظر له وللهاتف إلى أن حسمت أمرها
انا فتون.. فتون الخدامة يا بيه
خرج حازم برفقة الطبيب يلتقط منه تلك الروشتة الطبية .. عاد إليها بعدما أنصرف الطبيب
هو فين حسن..
كادت ان تتحدث فحسن زوجها لا يأتي إلا عندما يستدعيه السيد سليم كما أصبحت تفهم عن طبيعة عمله الذي لا يعد عملا.. أنشغل حازم في محادثته عبر هاتفه ولكن سرعان ما تذكر أمر الدواء
هتعرفي تروحي تجيبي العلاج
اه يا بيه.. في صيدلية على أول الشارع
رمقها فاحصا لها بعينيه متعجبا من صغر سنها فصديقه لم يكن يوما يفضل الخادمات الصغيرات.. أعطاها المال يخبرها بنبرة أعتادت عليها
روحي هاتي العلاج بسرعة وبلاش لكاعة
سعل سليم بشدة محاولا النهوض من فوق فراشه
من أمبارح وأنت شكلك تعبان بس لازم تفضل تعند كتير
اعتدل في رقدته بعدما عدل له حازم موضع وسادته
كنت بتصل بيك عشان أوراق القضية الخدامة ردت عليا
فتون
نطق أسمها بهدوء وقد أرخي رأسه للخلف يطالع صديقه
ايوة ياسيدي فتون..
وطالع ساعته حانقا من تأخيرها
مع اني قولتلها هاتي الدوا بسرعه لكن أقول أيه على الخدامين لازم يتلكعوا
حاول أن يعتدل من فراشه بعدما ألقى صديقه عليه عبارته الأخيرة فهو خير من يعلم أن فتون مازالت تجهل الأماكن هنا ولا تعرف كيف تتصرف وحدها
مبعتش حسن ليه
هو حسن فاكر نفسه سواق عندكده فاكر نفسه باشا
متابعة القراءة