رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

من النقود أمامها.. دارت بعينيها بينه وبين المال تتسأل 
ايه ده يااستاذ عصام 
ارتفع حاجبه مقتا من ذلك الدور الذي ترسمه علي والدته وعليه هو الأخر 
تمن خدمتك ولا انتي متعوده تشتغلي ببلاش 
قټلتها كلمته تنظر اليه مرفرفة بأهدابها لعلها تطرد دموعها العالقه واردفت تخفي غصتها 
انا مبعملش ده عشان الفلوس.. انا بعمل كده عشان بحب ماما إحسان 
حدق بها مستهزء فعن اي حب تتحدث عنه والله اعلم ما تخفيه خلف نواياها.. التقط كأس الماء مغادرا تنظر في أثره بأعين دامعه لقد صفعها للتو بتلك الحقيقه التي تناستها انها مجرد خادمه ولم تعد تلك الفتاه التي كانت تملئ ارجاء بيتهم البسيط بأحلامها 
.
تأملها وهي تضع الأطباق أمامه ولأول مره لم تكن تنظر اليه بتلك النظره التي اعتادها منها ولم تتلكع في مهمتها كما كانت تنتظر منه أي حديث.. طالع طيفها وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ شاردة منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام 
مسحت فوق وجهها المرهق تحاول ان تتناسي حديثه اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تحادث حالها 
ما انتي خدامه فعلا يافتون.. هو مكدبش مالك بقى 
فتون 
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها 
بقالي مده بنادي عليكي 
اطرقت عيناها تهتف متعلله 
اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك 
دقق النظر فيها متفحصا ملامحها 
عازم ضيف علي العشا النهارده.. لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم 
لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه 
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئا جديدا في خادمته الصغيره 
هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك.. اتمنى الأكل يطلع حلو 
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه 
صحيح الأومليت طالع مالح النهارده 
واردف وهو ينظر لملامحها التي تغيرت علي الفور
والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
اعملك فطار تاني.. اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع في رؤيتها هكذا.. لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
خلاص يافتون.. بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانبازفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
رفرف قلبها وبعدما كان يؤلمها من نظرة أحدهما لهاجاء بطلها يمسح من عليه ذلك الۏجع.. هو يتلذذ ببساطتها التي تعيده لسنوات مضت وهي ټغرق في حاضر ومستقبل ليس لها
وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته 
...
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعا من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها الهاتف مغلق 
تاني ياملك.. تاني اعمل فيكي ايه 
وعاد يلتقطه مجددا يبعث لها برساله حتى يعلمها برحله سفره التي أتت فجأة وعندما سيعود سيعلن عن ارتباطهم دون ممطاله ولكن شئ في خاطره جعله يريد معاقبتها كما تعاقبه هي بتجاهلها وإغلاقها للهاتف دوما
قبض فوق الهاتف بقوه حائرا بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث

________________________________________
ساعات وباقية الفريق الطبي ينتظره 
اغلق حقيبته متجها نحو غرفة شقيقته سيترك لها رسالته معها 
طرق على باب غرفتها لتنصدم من تلك الحقيبه التي يحملها 
انت مسافر يارسلان 
دلف للغرفه بعدما انزاحت جانبا
مياده اسمعيني كويسانا احتمال اغيب شهر ويمكن اقل في أفغانستان معرفش مهمتي هتخلص امتى.. بس عايزك توصلي رساله لملك اني خلاص قررت زي ما وعدتها 
دلوف والدتهم اوقف حديثهم لتقترب منه كاميليا تنظر نحو حقيبته 
يعني اعرف من الخدامه انك مسافر يارسلان
اشاح عيناه بعيدا عنها فبعد الحديث الذي دار بينهم ليله امس لم يعد يعرف أين هي والدته التى دوما كانت الأقرب شعورا به
السفر جيه فجأه
ضمته بحب تمسد ظهره فأنحني يضمها اليه
فكري تاني يامامافكري عشان سعادتي
التقط حقيبته التي وضعها أرضا وتعلقت عيناه بعيني شقيقته يؤكد عليها بنظراته بما أخبرها بهرحلا تحت عيني كاميليا الباكيه فأقتربت منها مياده ټحتضنها وتمازحها
مش معقول ياماما بټعيطي.. ما انتي متعوده على كده من زمان وعارفه ان طبيعه شغله كده
ولكن كاميليا لم تكن تبكي إلا لخذلانها له..مسحت دموعها تعود لثباتها ترمق ابنتها بنظرات فاحصه
ايه الرساله اللي اخوكي عايزك توصليها لملك
تعالت الدهشة فوق ملامح ميادة.. فوالدتها قد التقطت حديثهم
رساله ايه ياماما
مياده
رساله عاديه ياماما انه هيسافر شهر وراجع
رمقتها كاميليا بنظرات ثاقبة
طيب يامياده.. الرساله اللي اخوكي بلغك بيها ياريت متوصلش لملك مفهوم لا إلا
صمتت قليلا تفكر في شئ يجعل ابنتها العنيده تتخذ جانبا من دور الوسيط بينهم 
لا إلا مش هخلي بابا يوافق على سفرك لليابان.. وكفايه دراسه لحد كده.. اللي زيك
تم نسخ الرابط