رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

تسير مطرقة الرأس تخشى أن يراها أحدا ويعرفها ترتدي نظارة سوداء تغطي بها عيناها هكذا هي اختارت أن تعيش في عالمه أمرأة متخفية وكأنها عشيقة له.
طرقت الباب طرقة خافته ولم تتبعها طرقة أخرى لأنه كان يعلم هوية الطارق وينتظره بشوق.
علقت عيناه بها يسحبها للداخل يسحقها بين ذراعيه لا يصدق إنها أتت اليوم واتبعت قلبها بعد تلك الليلة التي أعادتهم لبعضهما وخسړت لأول مرة بحياتها أمام رجلا رجلا يصغرها ب خمسة عشرة عاما

ابتلعت مرارة ما تشعر في جوفها كما ابتلع هو تلك الآه التي خرجت منها وهو يعانق شفتيها بشفتيه
كنت خاېف متجيش يا خديجة كنت عايز أشوفك قبل سفرية الصين
حاولت مجيش لكن معرفتش
ابتسم مرغما فزوجته صريحة لأبعد حد يا لها من أمرأة جبارة لا تجعله يتلذذ بذلك الشعور الذي اختصته له وحده
ومعرفتيش تقاومي تمرد عقلك يا حببتي خلاص أنا بقيت مالك كل ذرة في كيانك
ابتعد عنها يحررها من قوة تلاحمهما بأنفاس مسلوبة هادرة علقت عيناها به فتعالت فوق شفتيه ابتسامة عابثة
زي ما أنت

________________________________________
بقيتي تملكي كل ذرة في كياني
وعاد لجذبها إليه يسحقها مجددا بين ذراعيه يخبرها بأنفاس هادرة إنه عاشق لها. 
مجرد كلمات منه تجعلها تلقي بكل مخاوفها وصراعاتها خلف ظهرها
مبقتش عارفه أتخلص من حبك يا أمير
وهو كان لا يريد منها إلا سماع تلك العبارات عبارات تزيد من لوعة عشقه لهذه المرأة عبارات تثبت له أن ما يعيشه معها ليست نزوة عابرة سيفيق منها يوما بل إنها طوفان يغرقهما معا. 
استجاب جسدها لكل لمسة منه ومع التقاط انفاسهم ضمھا إليه بقوة يحذرها من المغادرة قبل أن يغفو في سبات عميق وهي بين ذراعيه. 
استدارت نحوه تسمح لعينيها حرية النظر إليه إنها حقا عالقة في حب هذا الرجل. 
ارتخت اهدابها بعدما ارهقها التفكير..فكما هو لديه رحلة غد هي أيضا مثله تستعد لرحلتها عائدة للوطن لمدة لا تعرف كم سيكون عددها ولكنها بحاجة لتعيش وسط عائلة.
توقف بسيارته في نفس المكان الذي اعتادوا على اللقاء فيه مكانا خصصوه لهروبهم والبوح فيه عن أحزانهم.
خرج من سيارته تلفحه برودة الهواء يتمنى لو استطاعت الوصول واخترقت قلبه لتبرد تلك النيران المشټعلة داخله.
وقف ساكن الحركة يطالع ظلمة الليل لقد اختار أشد الايام قتامة من أيام الشهر وقرر المجئ هنا إنه بحاجة لهذه العتمة ليرتاح عقله من ذكرى ليلة أخرى انضافت لتلك الليالي التي ظنها قد رحلت
للأسف المدام فقدت الجنين
خبر أخر كان يسقط على كاهله فقد طفله الذي ذاق معه معاني لم يعرفها من قبل وها هو يفقد ذلك الجنين الذي تمناه طويلا من المرأة التي أحبها. 
ملك فقدت الطفل الذي لم يعلموا عن وجوده إلا هذه الليلة
أهتز جسده من صعقة المشاعر التي يشعر بها إنه يريد البكاء والصړاخ لكنه يتماسك يتماسك في صمت من أجلها واجل من حوله
الطبيب يغادر غرفة والدته وقد أسرعت شقيقته ملهوفة كحال والده نحو الطبيب
للأسف الجلطة أثرت على النطق
خرجت شهقة مؤلمة من شفتي ميادة التي استندت بجسدها نحو الجدار لا تستوعب صدمة أخرى تسقط فوق رؤوسهم هذه الليلة فلم يعد لديها قدرة لتتحمل
يعني هترجع تاني تتكلم يا دكتور
والطبيب يمسح فوق وجهه من شدة إرهاقه هذه الليله فالوقت اقترب من الرابعة فجرا وعليه المغادرة فقد انتهى دوامه منذ ساعات
دكتور رسلان يا سيادة الوزير اكيد فاهم أن الموضوع متوقف على الحالة النفسية اللي بتمر بيها المړيضة
فاق من شروده على تلك الإضاءة التي باتت قريبة منه ولم تكن إلا سيارة سليم اغمض عيناه للحظات مسترخيا يزفر أنفاسه لعله يطرد تلك اللحظات المريرة.
عارف إني اتأخرت عليك كان عندي عشاء عمل مهم ومعرفتش انسحب غير بصعوبة
اتكأوا سويا على مقدمة السيارة وقد اتخذوا لحظات من الصمت كل منهم سابحا في أفكاره
كاميليا هانم محتاجه وجودك جانبها يا رسلان
بحاول أعمل اللي عليا يا سليم وازورها يوميا لكن أعيش هنا تاني مبقاش ينفع أنا مرتاح في مكاني الجديد
أنت عجبك حالك كده أنت بتسافر يوميا أربع ساعات
ده اريح ليا وليهم يا سليم شكل عزالدين باشا وصاك إنك تكلمني
تنهد سليم زافرا أنفاسه يمد يده نحو سترته حتى يخرج سيجارته نافثا هذه المرة أنفاسه المعبئة بالدخان
البعد مش حل يا رسلان هما محتاجينك زي ما أنت محتاجهم أنا عارف إن كاميليا هانم غلطتها متتنسيش لكن الزمن بيداوي
اخترقته الكلمات ينظر إليه بنظرة مستخفة فمن الذي يحادثه اليوم هل سليم الذي لا يغفر لأحدا بسهولة
أنت لحد دلوقتي مش قادر تسامح أهلك يا سليم بتطلب مني أنا اسامح
تصلبت ملامح سليم يطبق فوق سيجارته بين شفتيه يحدق ب رسلان الذي لم يحيد عيناه عن مطالعة ما أمامه من عتمة
سكت ليه يا سليم عرفت بقى إن الأشعارات اللي حفظنها وكلام العقل والواجب في أوقات مبنقدرش
تم نسخ الرابط