رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
كانت لديها تسألها إذا ارادت أن تعد لها وجبة الافطار
وجهها الشحوب ومحاولتها في إخراج صوتها جعلها تشعر بوجود خطب ما بها
الهانم وصلت الفجر انا كنت عندها فوق لكن شكلها تعبان
تصلب وجه سليم من شدة القلق فعمته حينا تأتي لمصر يكون على علم مسبق منها
سليم أنت قلقان كده ليه اكيد مجرد زيارة وحبت تعملها لينا مفاجأه
تمتمت بها فتون رغم التوتر الذي تشعر به لأنها ستلتقي ب خديجة النجار عمة زوجها تلك المرأة التي حينا التقت بها اشعرتها كم هي ضئيلة في كل شئ أمامها.
ابتعدت قليلا حتى يحادث صغيرته يسمع عتابها له عن عدم مهاتفته لها ليلا
طالعته فتون بعينين لامعتين تتوهج توق لتلك اللحظة التي ستحمل فيها احشائها طفلا منه
اطلعي يا بنت لخديجة هانم أنت دلوقتي ست البيت
بتوتر صعدت فتون بعدما القت بنظرة أخيرة نحو سليم الذي انشغل في التبرير لصغيرته عن سبب عدم مهاتفته وأن العمه خديجة هنا وسيأتي لأخذها حتى ترحب بشبيهتها الكبرى وتقضي بضعة أيام معهم.
اختفى صوت سليم عن أذنيها وقد أصبحت أعلى الدرج تتجه نحو الغرفة التي اخبرتها عنها السيده ألفت عن وجودها فيها
ادخلي يا مدام ألفت
تمتمت بها خديجة وهي منحنية تضع بيدها فوق بطنها من شدة الألم.
دلفت فتون بقليل من الأرتباك تنظر نحوها وقد صدمها مظهرها وذلك التعرق الذي يغطي جبهتها لم تعرف فتون بما تناديها او تتحدث ولكن صوت خديجة اخرجها من أفكارها
فتون ممكن تشوفيلي أي مسكن قوي.. ألم فظيع في بطني هيموتني
في ډم بينزل
تمتت بها فتون بوجه شاحب وقد افزعتها تلك الډماء التي بدأت تنساب فوق ساقيها وقد اظهر ثوبها القصير الأمر بوضوح
شحب وجه خديجة تنظر نحو ساقيها.. ترفع عيناها نحو فتون التي اقتربت منها وقد عادت تلك الذكرى الشنيعة لذاكرتها ومازال صوت تلك المرأة الحنون السيدة حسان يخترق مسمعها حينما رأت الډماء ټغرق ملابسها بعدما اجهضها حسن قاصدا الأمر بعد علاقة عڼيفة.
...
توقفت عن تذوق الحلوى تنظر للسيدة سعاد بغرابه وهي تخبرها عن تعجبها الشديد لقرار السيد جسار المفاجئ
تتذكر تجاهله لها هذا الصباح وعدم الرد على تحيتها وإنهاءه لفطوره بعجالة بعد أن جلست على طاوله الإفطار معه
أنا مستغربه ليه قرر يسافر البلد فجأة عمك جميل بيقول مفيش مشاكل مع المزارعين.. يمكن يكون عايز يريح اعصابه شويه..
مش كان اخدنا معاه نغير جو ده أنا البلد وحشتني بناسها
تعجبت صمت بسمة وعدم مشاركتها الحديث
تفتكري لو عملناها مفاجأه للسيد جسار وروحنا البلد هيفرح إيه رأيك نشوف عمك جميل والسواق موجود ياخدنا هناك نقضي كام يوم.. أهل البلد وحشوني وعايزه اطمن على الحبايب
لم تنتظر السيدة سعاد سماع جوابها فتركتها في صمتها واسرعت للخارج تقترح على العم جميل هذا الأمر
كل شئ نفذ وكأنهم كانوا يرتبون للأمر فالسيدة سعاد تشتاق لأهل قريتها.
طالعت بسمة الطريق وقد عاد الحلم يطرق حصونها تحاول فهم السبب الذي جعله يعاملها هذا الصباح بجفاء.
شعرت ببعض الرجفة تنظر نحو الطريق ثم للسيدة سعاد
داده هو أنا ممكن ارجع واستناكم في البيت انا نسيت إني عندي مذاكرة.. وعندي حصه كمان بكره في المعهد
ضحك العم جميل كما ضحك السائق والسيدة سعاد وهم يروا عيناها العالقة بالطريق
القرية هتنسيك كل حاجة
________________________________________
وهتنبسطي هناك اوي يا بنت
تمتم بها العم جميل ثم اردف وقد طالع الطريق أمامه
مش عايزه تشوفي البلد اللي اتولد فيها جوزك
..
توقف عن السير تتملكه حاله من الضياع لا يستوعب حتى هذه اللحظة ما نطق به الطبيب قبل أن يتركه
عمته حامل كيف ومتى ومع من ولما أخفت عليه هذا الأمر وأخفت عن الجميع
تعالت أنفاسه يرفع كفه نحو عنقه يمسده فعقله مازال لا يستوعب
اتجه نحو الجدار يلطمه هل اخطأت عمته بعد هذا العمر مع رجلا
فارت دمائه مع تلك الأحتمالات التي اقټحمت عقله إنه سيجن إذا ظل هكذا منتظر أن يفهم.
اقتربت منه فتون وقد عادت بعض الډماء لوجهها الشاحب تلتقط كفه الذي لطم به الجدار..
تنظر مصدومه نحو اصابعه التي جرحت من شدة لطمته فهي حتى هذه اللحظه لا تعرف متى أصبحوا بالمشفى منتظرين بالخارج خروج الطبيب ليخبرهم عن حالتها
سليم أرجوك حاول تهدا اهم حاجه دلوقتي تكون هي بخير
جذب ذراعه عنها مبتعدا فهو ليس بحالة تسمح له ليسمع أحد.
خرج الطبيب إليهم أخيرا.. فتعلقت عينين
متابعة القراءة