رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

النهاردة
وأردفت تنظر نحو زوجها حتى يهم بالحديث 
عزالدين اتكلم ياحبيبي ولا القعدة الحلوة هتنسينا إحنا هنا ليه 
اعتدل عزالدين في جلسته ينظر نحو أبنه.. فأين هي العروس حتى يتحدث 
تعلقت عينين ميادة بشقيقها بتوتر.. وقد جف حلقها 
عزالدين أتكلم ولا اتكلم أنا طيب ولا رسلان يتكلم
استرخت ملامح عزالدين وقد تعلقت عيناه كما تعلقت عينين أبنه بتلك التي أقتربت نحوهم بخطوات بطيئة تنظر إليهم ثم إلى شقيقتها التي تقترب بفنجان القهوة
الصورة كانت واضحة بل بأتم وضوح لها.. هيئة مها وتلك الأزهار التي يحملها رسلان.. الهواء انسحب من رئتيها وقد ازدادت ملامحها شحوبا..
عبدالله أنا يشرفني أطلب أيد.. 
اتسعت ابتسامة مها كما اتسعت ابتسامة ناهد وكاميليا.. ومع اقتراب خطواتها منهم وقد علقت الدموع بعينيها إنها النهاية وهي تعلم.. وقف وعيناه عليها ولكنه لم

________________________________________
تكن ترى إلا الصورة التي تتخيلها 
يشرفني نطلب أيد ملك يا عمي ! 
سقطت صنية القهوة كما تجمدت عينين ناهد وكاميليا وهو يقترب من تلك التي وقفت خارج الصورة تنظر إليهم تسمع اسمها يتردد وناهد تنظر إليها تهتف بكلمة واحدة بعدما فاقت من صډمتها
الفصل العشرون
_ بقلم سهام صادق
وقفت منزوية على نفسها في ركن بعيد تطالع باقة الأزهار التي مازالت تحملها.. كل شىء حدث في لحظة ستظل راسخة طيلة العمر.. ناهد لم تنطق إلا اسم مها ووالدها وقف صامتا يطالع الموقف بعينين تحمل أسرار قد أخفاها الزمن في سرداب عميق.. أسعد اللحظات قد ضاعت وما هي الآن إلا سارقة هادمة لسعادة عائلتها
مها تصرخ وتبكي تردد اسمها لما وكيف خانتها.. وناهد تهدأها والحقد يملأ قلبها.. انتفض جسدها من صوت المرآة التي تهشم زجاجها للتو فأسرعت نحو غرفتها تقف خارجها تنظر لوجه شقيقتها وقد انساب الكحل على خديها
اقتربت منها حتى تتمكن من ضمھا إليها ولكن مها نفضت نفسها عنها تصرخ بها
أطلعي بره.. أطلعي برة أنت مش أختي مافيش أخت تعمل كده.. كنت بتسمعيني وأنا بحكيلك عن حب ليه وكنتي بترسمي عليه عشان عجبك.. الناس دايما شيفاكي ملاك ميعرفوش أنك خبيثة وخاېنة
شايفه عملتي إية في أختك.. شايفة دمرتيها إزاي ياخسارة يا ملك..
أرادت أن تخبرها بما يدفعها شيطانه إليه ولكن شىء كان يلجم لسانها وكأن اللحظة لم تحن
ضمت ناهد أبنتها بقوة تطمنئها أما هي فلم تحصد إلا النظرات المزدرئة..
ركضت نحو غرفتها ودموعها ټغرق خديها.. كل شىء أصبح أمامها كالظلام.. ظلام يغلف الروح.. صوت عبارة والدتها مازال صداه يتردد داخلها
مها.. أنت تقصد مها مش ملك يا رسلان
حقيقة كانت تعلمها ولكن هل يوجد أم تفضل سعادة إحدي ابنتيها عن أخرى
اقترب عبدالله من غرفتها بعدما رأها تركض وصوت شهقاتها يتعالى وقد أستمع لصړاخ ناهد بها.. ناهد مازالت تحفظ السر ولكن السر لن يظل في بئره العميق
رأها تحتضن وسادتها تبكي بحړقة.. ولكنه لم يستطيع الإقتراب منها وضمھا إليه فهو السبب في كل ما تعانيه.. من حب ناهد الذي أصبح يقل مع الزمن من بعده عنها وحرمانها من حقوق لا ترى ناهد إلا مها وحدها من تستحق فهي الأبنة الشرعية لهما 
ابتعد عن غرفتها يرفع هاتفه نحو أذنه ينتظر إجابة من يهاتفه
أنا موافق يا رسلان.. شوف هتتجوزوا أمتي وتسافروا
يا بني! 
..
أندفع نحو غرفة شقيقته ينظر إلى والدته وإلى ملامح ميادة الباكية 
أنا اللي خططت لكل ده يا كاميليا هانم.. ميادة ولا بابا ملهومش ذنب 
رمقته كاميليا بعتاب وقد نست كل شىء بعدما أجتذبتها تلك الكلمة القاسېة 
كاميليا هانم..دلوقتي بقيت كاميليا هانم
ضمھا إليه بعدما رأي دموعها العالقة ونظراتها اللائمة 
مش قادر أصدق أن أمي مبقتش تدور على سعادتنا.. أمي اللي طول عمرها واقفة في ضهرنا اتخلت عنى وعشان إية عشان معتقدات عمرها ما كانت شيفاها إلا حاجات ناقصة.. 
ابتعدت عنه تنظر إليه وقد تمالكت منها عاطفتها التي تخضعها للحظات
أمك خاېفة على مصلحتك.. أمك عايزالك زوجة تشرفك.. مش واحدة هيجي يوم وأهلها ممكن يظهروا والله أعلم هيكونوا إية 
بعد العمر ده كله وهي وسطكم يا أمي جاية تقولي ده.. بيتهيألي أنت وخالتي أتأخرتوا أوي
متحاولش تطلعني وحشة يا رسلان.. أنا مش الأم الشريرة هاتلى أي بنت حتى لو فقيرة بس ليها أب وأم أعرف أشاور للناس عليهم 
وعمى عبدالله وخالتي ناهد دول أيه مش أب و أم برضوة 
أنت فاكر ناهد عشان سكتت النهاردة هتسكت بعدين.. لو أنا رضخت لقرارك زي ما خليت أبوك يوافق ويتقبل الحكاية.. تفتكر ناهد هتفضل بعيده عن الصورة.. لو مكنتش لمها فعمرك ما هتكون لملك يا رسلان 
تجمدت عيناه كما بهتت ملامح ميادة التي وقفت تطالعهما ولم تكن تتألم إلا على تلك التي ستفيق يوما على أبشع حقيقة لو اخبروها إنها ستعيشها يوما لن تتمناها 
عشان كده أنا هريحكم خالص وراجع
تم نسخ الرابط