رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

وبأعين دامعة اقتربت منها مشفقة
فتون متزعليش
فتون مالك أنا بدأت أقلق مش معقول أنت امبارح معملتيش كده والنهارده بټعيطي من غير سبب
بشهقات متقطعة تحاول معها إلتقاط أنفاسها نطقت أخيرا
سليم طلقني
والصغيرة تهتف بوالدها راجية
بوسها يا بابي زي ما بتعمل معايا وهتسكت علطول
أبنته تعطيه الترياق الذي يفعله معها حينا يأخذها بين ذراعيه ويقبل خديها والأخرى تطالبه بالطلاق وقد باتت الكلمة في الأوان الأخيرة دوما على لسانها
فتون متعيطيش وخلي بابي يبوسك
وهي بينهم كانت في عالم أخر إنها أصبحت مثقلة بالهموم والخيبات والمخاۏف
ولم يجد بالفعل إلا ليقبلها لعلها تصمت يحاول قدر أستطاعته تثبيتها ليتمكن من تقبيلها وعدم رؤية صغيرته لقبلته المختلفة عن خاصتها
...
اغضبه أنها بالفعل شرعت في ترتيب غرفته دون أن تطالب مجددا بامتيازاتها بحياته وحقها في نيل مكانتها
ازداد ضيقه وهو يراها تنحني نحو الفراش لتزيل شرشفه وتبدله بشرشف أخر
بسمه
توقفت عما تفعله تطالع نظراته الجامدة لا تفهم سببها
أنا مطلبتش إنك تنضفي الأوضة 
طالعته متعجبة فهذا ما اخبرتها به السيدة سعاد أن غرفته ليست مرتبة
لكن دادة سعاد
أنا طلبت تجبيلي الأعشاب بنفسك لكن تنضيف أوضتي المفروض في واحده هتكون مسئوله عن تنضيف البيت
طالعت خطواته القريبة منها ثم عيناه العالقة بها
مافيش مشكله أقوم بالدور لحد ما يكون في بديل
عادت لما تفعله غير مهتمه بمعرفة السبب الذي استدعاها من أجله
هنسافر يومين للأسف شركائي لما عرفوا إننا مروحناش شهر عسل قرروا يعزمونا يومين في مزرعتهم في الفيوم ومعرفتش أرفض بعد إلحاحهم
طالت نظراتها هذه نحو وسادة الفراش فعن أي رفقة يطالبها بها وعن أي شركاء
محتاجين نقعد نتكلم شويه عشان تعرفي هتتعملي إزاي قدامهم
....
إنها تشعر بحالة من التخدير في سائر جسدها بل إنها تشعر بنوع عجيب وجديد عليها من الإسترخاء
مازالت أنفاسه الساخنة تلفح عنقها تشعر بشعور أرادت قټله داخلها ولكن الشعور كان أقوى من سيطرة عقلها عليها
كاظم أعطاها لأول مرة شعور بأنها أمرأة حقيقية و زوجة له وليست مجرد رفيقة فراش اخذها لسحابة أخرى ظنتها معدمة في الحياة الزوجية التي ارادت مغادرتها بضمير مرتاح دون التجربة ثانية
لمساته كانت حنونه همسه لكلمات محبه دافئة نطقه لاسمها ثم تلك الضمة التي ضمھا بها إليه يسألها
هل عاملها برفق أم فقد السيطرة على حاله لشدة توقه إليها
فارت القهوة كما فارت من قبل فشعرت بضيق من حالها فكأنها عروس تعيد ذكريات ليلتها الماضية فهي بالفعل حمقاء
أعادت صنع القهوة له مرة أخرى وتلك المرة كانت تقاوم ما يعيده عليها قلبها من لقطات ليلة أمس المخجلة
فوقي يا جنات كاظم مش هيحبك بالسهولة ديه انتوا مبيربطش بينكم غير علاقة جسدية وعمر العلاقة الجسدية ما توصل للحب ده أعتياد هو قدم ليك اللي شايفك عايزاه
وهل تناست أمر الطفل الذي تربط وجوده بالليلة الأخيرة التي نالها فيها بمنتهى الۏحشية
عاد كرهها لذاتها يندلع داخلها فاسرعت في صب القهوة إليه حتى تدلف غرفتها وتنفرد بحالها لتستعيد توازنها
وضعت له القهوة في عجالة فضاقت عيناه في دهشة بعدما ازاح عيناه عن حاسوبه الشخصي 
جنات
توقفت مكانها تخشى أن تلتف صوبه فتعود ضعيفة
عايز اخد رأيك في المشروع الجديد مش أنت كنت شغاله في شركة سياحية قبل شغلك عند سليم النجار
استدارت نحوه فهل بالفعل يريد إستشارتها في عمله
رأها تنظر إليه في فضول فقاوم تلك الابتسامة التي داعبت شفتيه
مش معقول مش هستفاد من ذكائك
طالعته في شك فاجتذبها من ذراعها حتى يريها خطة مشروعه
طالعت ما يعرضه لها على حاسوبهفأخذت عيناها تلمع في شوق لعملها 
اندمجت معه تخبره بوجهة نظرها بالبداية ظنته لا يأخذ حديثها على محمل الجد ولكن تلك النظرة التي رأته يطالعها بها أدركت أنه بالفعل ينصت إليها
مكنتش فاكر إنك شاطرة اوي كده
التمعت عيناها بسعادة وهي تستمع لعبارات مدحه
أنا كنت بشتغل في مجال السياحة لفترة طويله من ساعة ما اتخرجت
لو عرضت عليكي تشتغلي معايا هتوافقي يا جنات
ضاقت عيناها وهي تسمع عرضه فهل عرضه سيكون قائم حتى بعد أن ينفصلوا
لكن إحنا هننفصل

________________________________________
بعد ما نرجع مصر
رغم الضيق الذي ارتسم في عينيه إلا إنه تحكم في إخفاءه فعن أي طلاق تتحدث بعد ما صار بينهم ليلة أمس وبعدما أكتشف حملها ورغبتها في إستمرارها باخفاء الأمر عليه
تجاهل أي ضيق يحتله منها مقتربا منها فلم يعد يفصلهما شيئا سوى أنفاسهم
إحنا بنتكلم في عرض الشغل يا جنات مش في حياتنا الشخصية
بتوتر ازدردت لعابها فلم تعد إلا أنفاسهم فاصل بينهم بل وصارت شديدة الالتصاق به
يعني عرض الشغل قائم حتى لو اتطلقنا
مش بقول إننا بنتكلم في عرض شغل يا جنات
أنت مقرب كده ليه
طالع القرب الذي بينهم فهي لم تعد إلا جالسة فوق ساقيه يأسرها بذراعيه مستمتعا بنظراتها الهاربة منه ومقاومتها الواهنة
هو إحنا كده مقربين يا جنات
طالعت الوضع الذي أصبحت به تحاول دفعه
تم نسخ الرابط