رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
لا تعرف كيف أخذها قلبها وعقلها إليه.. أسرعت في إلتقاط كأس الماء الموضوع جوار فراشها ترتشف منه
مش معقول أكون حلمت بيك كده..
عادت تلتقط أنفاسها تنظر حولها فالظلام كان يحاوط الغرفة
أكيد أنا حلمت بي عشان اللي عمله معايا النهاردة...سليم النجار راجل وحش وظالم اوعي تنسى ده يا فتون
خاطبت حالها لعلها تعيد لقلبها ثباته ولكن القلب كأنه كان متعطش لذلك الحدث وتلك الكلمات التي اخبرتها بها جناتجنات التي لأول مره تمدح سليم النجار أمامها لكنها لو علمت إنه عرض عليها الزواج في البدايه مقابل خروجها لكان مديحها تحول لمقت و حقد
بصراحه يا فتون لولا سليم النجار مكنتيش هتعرفي تخرجي منهاصحيح هو السبب في كل ده.. بس إن يكون موجود حد معاكي ياخد حقك.. شعور جميل
جنات التي عرفتها طيلة الثلاث سنوات والنصف لم تكن حالمية في أي شئ يخص الرجالولكن اليوم شعرت بمشاعر جنات نحو الموقف
أوعى تنسى إنه هو السبب يا فتون.. اوعي تنسى اللي عمله فيكي زمان
.
صړخة مقهورة بعدما اقتربت منه تتوسل إليه
عملت كده عشان بحبك.. أنت عارف أنا بحبك اد إيه يا سليم
تعالت صوت ضحكاته رغما عنه وهو يرمقها بتفحص
بتحبيني...مش تقولي كدبه تانيه يا دينا ده أنتي لما عرفتي إني بعد الحاډثه ممكن متحركش تاني على رجلى وهكون عاجز روحتي اتجوزتي حامد اللي كان عدوك وجتيلي ارفعلك قضيه عشان تاخدي حقك وحق ابنك منه
شحبت ملامحها وهي ترى نظراته التي تحولت للۏحشية عندما ذكرته بتلك الليلة بعد ۏفاة جده ومغادرة فتون حياته.. جاءت إليه شقته أرادت أن تمنحه جسدها في لحظة ضعفه وحاجته وسليم القديم كان خير من يرحب بتلك الأمور حتى ينسى ضيقه وحزنهكانت ليلتها هي الفاصل من حياته وتلك القذارة التي يعيش داخلها ولكنه سرعان ما كان يتجنب وقوعه معها في الطريق الذي أراد نهايته
كان ممكن يحصل يا سليمبس انت اللي مدتنيش فرصه
واقتربت تحاول أن تفرض سحرها الذي اجادته وتجيده على الكثير من الرجالذكرته بتفاصيل كانت الشهوة وحدها من تحركهامتقع وجهه نفورا وهو يسمعها مشمئزا من حاله ومنها
فتون خط أحمر يا دينا وانتي عارفة كويس ممكن اعمل إيه كويس
وقعت عينيه على الصبي الصغير ذو التسعة أعوام ثم عاد ينظر إليها بإحتقار شديد وكأن الصغير يذكره بطفولته الغير سوية
...
اندفع الحاج عبد الحميد داخل الشقة والڠضب يحتل معالم وجهه يطالع جنات التي وقفت مصډومة من هيئته وزيارته المفاجأة
تجمدت عينين جنات نحوه تبتلع لعابها بعدما جف حلقها فكيف علم بالأمر.. وقبل أن تبحث عن إجابة داخل عقلها كانت تأتيها الإجابه
جيت مع واحد معرفه من البلد يخلص شوية أمور ليه هنا قولت اجي اطمن عليكم.. الاقي المنطقة كلها بتتكلم عن بنتي.. يا فضحتك يا عبدالحميد. هتروح فين تاني
خرجت فتون من غرفتها بملامح منهكة وقد سقطت على مسمعها عبارات والدها الأخيرةتعلقت عينيه بها واقترب منها
إحنا معدش لينا مكان هنا يا بنتيالبلد ديه مصايبها كتير وناسها قادرة
والقرار كان يضعه الحاج عبدالحميد دون رجوع ولكن عينيه ظلت عالقة بها وقد استندت نحو الجدار تكتم صوت شهقاتها
فاسرع إليها نادما على حديثه فيكفيها ما جانته قديما من جهله
هتكملي تعليمك يابنتي البلد اللي جانبنا فيها جامعه ساعه بالقطر بينا بس عيشه في البلد ديه تاني لااكفايه المصاېب اللي جتلنا منها
....
احتضنتها جنات تحاول تهدأتها مرارا دون جدوىشردت في فعلتهافقد دفعت الحاج عبدالحميد للذهاب لسليم النجار لشكره عما فعله مع فتون وتخليصها من تلك السړقة التي دبرت لها وكان سيضيع فيها مستقبلها جعلت دماء الواجب والأصول تضج في أوردته فقرر الذهاب إليه رغم ذلك الدين الذي في رقبته عندما كاد أن ينتهك عرض أبنته
يا ترى يا سليم بيه هتطلع فعلا بتحبها ولا مجرد كلام
همست بها جنات ومازالت
________________________________________
تحتضن فتون التي لم تكف عن البكاء
طب والمطعم واحلامي هنا يا جناتليه كل حاجة بتضيع
هتفت بها وابتعدت عنها تنظر إليها تستعجب صمتها ولكن جنات كانت ساهمة
.
عبأ رئتيه بالهواء ثم بصق خلفه بعدما غادر قسم الشرطةهندم قميصه
متابعة القراءة