رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

ابتعدت عن احضانه تترقب جوابه وسرعان ما ابتسمت
حاضر يا حببتي بس نطلب اكل ليكي الأول عشان أنت جعانه وبابي يروح ياخد شاور عشان يقدر ياخد اميرته في حضنه من غير ما تقوله ريحتك وحشه يا بابي
قهقهت الصغيرة عاليا وقد راقها حديثه من مزاح عن رائحته ترفع كفها نحو أنفها تكتم حاسة الشم متذمرة من رائحته تمازحه بمشاغبة
يعني ريحتي دلوقتي بقت وحشه ومن شويه كنتي متعلقه في حضڼي يا خديجة
والصغيرة تضحك بمشاغبة ناسية كل ما مرت به ما دام عادت لأحضان والدها
ريحتك وحشة يا بابي
تعالت ضحكاتهم معا.. يدغدها معاقبا لها وهي تضحك بقوة سعيدة لما تحصل عليه من دلال 
..
تهاوت بجسدها فوق الفراش بعدما انهت مكالمتها مع فتون لأول تشعر إنها عاجزة عن التفكير لا تعرف اتسمع لصوت عقلها ومخاوفها أم تقتنع بحديث فتون معها
اوعي تفرطي بالطفل يا جنات مش يمكن ديه الحاجة اللي ربنا أراد إنك تخرجي بيها من جوازك من كاظم كاظم مش هيقدر ياخده منك لأنه مجرد كلام بيقوله ما هو قالك كلامك كتير وبقى يعمل عكسه ولو قدر ياخده منك أنت مش لوحدك يا جنات إحنا معاك وسليم هيقف جانبك مټخافيش 
سليم اسم هذا الرجل أصبح مصدر أمان صديقتها وأمانها بعدما كانت تراه ليس إلا رجلا ثريا عندما يريد شئ يأخذه بقوة فتون كانت محظوظة أن يقودها قدرها عائدا بها لهذا الرجل 
ارخت اهدابها مسترخيه تحاول التفكير في أمر الطفل تخشى من توقعها لردة فعل كاظم بعدما يرى حاله مجبر على تحمل طفل فرضته عليه
زفرت أنفاسها في ضياع فالقلب يعطيها أملا والعقل يصارعها فقد نالت الكثير من شخصية هذا الرجل الرجل الذي اختارته بنفسها ودخلت دائرته برغبتها راغبة به راغبة أن تكون زوجته
أنا تعبت من التفكير مش عارفه أعمل إيه
القلب بدء يمنحها الجواب كعادته بساذجته إستمرار كاظم في هذا الزواج تقاربه منها وقد كف عن إذلالها إظاهر زواجهم دون خجل ومجيئها معه لهنا
اخرجتها الطرقات من شرودها فتجمدت عيناها نحو اختبار الحمل الذي مازال تقبض عليه داخل كفها بقوة
حاولت نفض عقلها من تشوشه ونهضت من فوق الفراش تحاول أن تستوعب إنه يطرق فوق باب غرفتها ويخبرها أن تتعجل في أمر تجهيزها ليغادروا
ياريت تجهزي لحد

________________________________________
ما اجهز يا جنات
صوته خرج في ثبات بعدما خشى أن يخونه ابتعد عن غرفتها بعد أن سمع صوتها الذي صاحبه حشرجة وتعلثم
نص ساعة واكون جاهزة
خرج جوابها في طاعة فابتسم متهكما فهي ليست بمزاج يسمح لها بمجادلته وهي تفكر في التخلص من طفله
دلف غرفته مجددا حانق بشدة من حاله فبعدما كان مقررا مواجهتها تراجع عن القرار بل ويخبرها أن تتجهز لترافقه 
التقط هاتفه ينظر للمكالمات والرسائل العديدة التي بعثتها إليه قلقا
اغمض عينيه للحظات يقبض فوق هاتفه فلا طاقة له ليحادث أحد هو لا يريد إلا أخذ حمام دافئ ثم الاسترخاء فوق فراشه واخذ صغيرته بين احضانه
بابي أنت مش هتاكل معايا
انتبه على نداء صغيرته فالتف إليها بعدما زفر أنفاسه
لا ياحببتي كلي أنت عايز لما اخرج من الحمام الاقيكي خلصتي أكلك وشربتي اللبن بتاعك عشان نكلم مامي تمام
والصغيرة تومئ برأسها إليه تنفذ ما أراده حتى تنال مكافأتها 
دلف المرحاض مستندا برأسه فوق الجدار إنه يظلم أبنته يجعلها تعيش طفوله لا تستحقها يضعها في اختيار صعب لا هو يتحمل بعدها عنه بالكامل ولا هي ستتحمل بعدها عنه وعن أحضان والدتها بعدما نعمت بدفئها
اطبق فوق جفنيه بقوة لما الحيرة طرقت أبوابه لما اليوم اخترقت صدى الكلمات رأسه وهو يستمع لحديث زوجة شريكه الجديد السيد فايق عن ضحېة الكثير من الأطفال بسبب طلاق والديهم
المرأة كانت ضد فكرة طلاق الأزواج حيث تراه غلطه يجنيها الأولاد ورغم تحذير زوجها إليها بأن تصمت فليس هذا التوقيت الذي تتحدث فيه عن ضيقها. 
.
وقفت أمام المرآة تنظر لهيئتها في الثوب الذي اشتراه لها وبعثه مع عامل التوصيل ظهرا
ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة مريرة إنها تعيش ما تمنت تعيشه معه ولكن كل شئ أتى متأخرا
اكملت وضع زينتها القليلة وارتدت العقد الثمين الذي اهداه لها بعدما باتت متباعدة عنه وكأنه يخبرها بهداياه يستطيع السيطرة عليها ثانية يظن بمجرد هدايا ستعود مفتونة به وستنسى كرهها لذاتها معه
توقفت يداها فوق القلادة في اللحظة التي دلف فيها غرفتها دون أن يطرق الباب هذه المرة
عيناه علقت بها كما علقت عيناها بالمرآة ترى إنعكاس صورتها.
لقد احسن في اختيار الثوب وقد ظن إنه لن يتمكن من إختيار ما يلائمها
دلوفه للغرفتها بتلك الطريقه ارجف قلبها جعلها تتخيل أن أمرها قد ڤضح 
خرج صوته متحشرجا وهو يسأل بعدما سار نحوها بضعة خطوات
جهزتي
شعرت بالبرودة تسري باوصالها
ثواني وأكون جاهزة 
أسرعت بتوتر في إلتقاط مرطب الشفاه تضعه فوق شفتيها أجفلها قربه وسرعان ما كانت تحدق هذه المرة
تم نسخ الرابط