رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
عنها حتى تفر إلى غرفتها
أنت بتلعب بيا يا كاظم
داعبت ابتسامة ماكرة شفتيه هي تراه يتلاعب وهو يرى حاله يعيش تلك اللحظات التي أصبحت تداعب مخيلته معها هي وحدها من جعلته يحب ما لم يرى حاله سيفعله يوما
هو إحنا كده بنلعب يا جنات لو ديه لعبه فهي لعبة جميلة
ارادت أن تتحدث ولكنه كان الأسرع في إثبات لها جمال لعبته وشعور أخر كانت تدركه معه اليوم
..
تهاوى بجسده فوق الأريكة خلفه وقد اختفى كل شئ من حوله من هول الصدمة أصواتهم حوله كانت تتعالا في تساؤل
ناهد والولد حصلهم حاجة يا رسلان
أنفاسه بدأت تنسحب رويدا يستمع لأصواتهم وكأنها أتية من بعيد
رد عليا يا رسلان
اقتربت منه ملك وقد خانتها ساقيها فسقطت قرب قدميه تطالعه في رجاء أن يجيبها
اوعى تقولها يا رسلان اوعى توجع قلبي
تظن أنك وحدك من تتلقفك الأمواج العاتية ولكن حينا تلقي عيناك بنظرة خاطفة نحو من حولك ستجد أن الجميع مثلك يصارعون الحياة وأنفسهم بضراوة.
كعادتها باتت مؤخرا تستيقظ في الرابعة فجرا تصلي فرضها ترتل بخشوع وردها اليومي وتظل مستيقظة حتى يشرق الصباح بنوره ثم تقف في وقفتها التي اعتادت عليها منذ أن أتوا لهذا المنزل الذي اشتراه رسلان بعيدا عن صخب المدينة.
اختارت العزلة وأختار هو أن يمنحها ما اختارته وأرادته وقد عادت إلى وحدتها وألامها وقد أبى كلاهما مفارقتها.
ليت الضجيج وذلك اليوم يغادر ذاكرتها اغمضت عيناها وهي تشم رائحته وقد اقترب منها بخطوات هادئة
هتأخر النهاردة في المستشفى
أخبرها بعبارته الروتينية فاستدارت بجسدها إليه ودلفت من الشرفة تنظر إليه دون حديث.
محتاجه حاجة
وبحركة من رأسها كانت تخبره إنها ليست بحاجة لشئ بل ما تحتاجه هو الراحة وعدم الشعور بالذنب لقد اخلفت وعدها لشقيقتها ولم تحافظ على أحد صغيريها
احتضنتها ذراعيه يمنحها ويمنح حاله بعض السلام شعرت بقبلته فوق رأسها ثم ابتعده عنها يسمح هذه المرة لكفيه أن يداعبا خديها بتعلثم هتفت وهي تعلم الجواب
هفطر في المستشفى
غادر المنزل فعلقت عيناها بطيفه هو يتألم أكثر منها ولكنها أضعف من أن تزيل عنه ألمه وتسانده.
خرج بسيارته من بوابة المزرعة الصغيرة التي ابتاعها في مدينة الفيوم بعد ما حدث منذ شهرا كان مثلها يريد الإبتعاد عن الجميع وعن كل شئ.
اتخذ جانب الطريق ووقف بسيارته يسمح لانفاسه الهادرة أن تتحرر لعلها تخفف ما يشعر به وأغمض عيناه للحظات يستعيد ذكرى تلك الليلة.
يهرول داخل المشفى بأنفاس لاهثة بعدما هاتفه والده وأخبره أنهم وجدوا خالته و عزالدين ثم انقطع الاتصال.
شعور قاسې كان يقبض فوق فؤاده يشعر بأن أنفاسه تنسحب.
اقترب منه والده بعدما رأه قادم ثم احتضنه بقوة باكيا
أنت مؤمن يا بني بقضاء الله
وها هي الحقيقة تقال رحل صغيره.. رحل مع المرأة التي جعلته يعيش كل شعور سئ بحياته وأخذت معها أغلى ما لديه.
....
اقتربت ملك من الصغير تحاول رسم ابتسامتها طالعها الصغير بعدما ازاح يد مربيته عن إطعامه.
امتدت يديه الصغيرتين لها راغبا أن تمنحه حضنها. توقفت عن الاقتراب تخشى أن يسألها ما أجبرها على تجنبه فما الذي ستخبره به إذا سألها مجددا عن توأمه.
ورغما عنها كانت دموعها تناسب فوق خديها فاسرعت في اشاحت وجهها عنه تمسح دموعها تزفز أنفاسها دفعات متتالية حتى تستطيع أن تأخذه بأحضانها وتخبره إنها لم تعد مريضة كما أخبروه فلذلك ابتعدت عنه
ماما أنت صحيتي من النوم متناميش تاني كتير
الكلمات خرجت من فمه غير واضحه ولكنها كانت أكثر من يفهمهم وقد ضاعت هم وبقى لها واحدا يهتف اسمها يناديها أن تقترب منه
نفضت رأسها عما تشعر به وعادت تقترب من الصغير انسحبت المربية التي تعتني بكل ما يخص الصغير منذ أن تم تعينها.
حبيبي ليه مخلصتش أكلك
والصغير يتمسح بها غير عابئ بطعامه
ماما أنا بحبك أوي
لم تشعر ملك بدموعها التي انسابت فوق خديها تبعده عنها لترى ملامحه وكم يؤلمها حينا تنظر إليه وترى لمعان الدموع بعينيه فهل يشتاق لتوأمه
وأنا كمان بحبك أوي يا قلب ماما سامحني يا حبيبي لو مكنتش سافرت وبعدت عنكم مكنش ده حصل
والصغير لا يفهم شئ من اعتذاراتها بل يرفع كفيه الصغيرين ليزيل
متابعة القراءة