رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
وقف خلفها لا تصدق إنها نطقت كل شئ على مسمع ومرأي منه
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل السبعون حتى الفصل الرابع والسبعون
الفصل السبعون
_ بقلم سهام صادق
تعلقت عيناها بالمنزل الذي حمل بين جدرانه ذكريات ظنت أن الزمن أخمدها
اغمضت عيناها كما اغمضتها كلما أتت لهذا المكان كلما أجبرتها الذكريات أن تعود لهنا حتى تشبع عيناها بكل زاوية من أركان هذا المنزل وتتذكر صورتها الضعيفة فيزداد كرهها لحامد ويزداد إصرارها في رؤيتها له يخسر جميع أمواله.
اكثر من عشرون عاما مر على ذلك اليوم الذي أتت بها صافي والده سليم لهنا بعدما عدلت عن قرارها في أخذها لمزرعة والدها ويعلم صفوان بالحكاية ويزوجها لهذا الرجل ڠصبا فتعيش عمرها زوجة
تمتم بها الواقف خلفها شقيق أحدى صديقاتها.. ذلك المراهق الذي كبر أمام عينيها بحكم صداقتها مع شقيقته
استدارت إليه تقاوم شعورها بالرجفة فاردف حانقا من صعوبة إقناعها
كنت خلتيني أشوفلك مكان أفضل من هنا أو على الأقل حد يجي يقعد معاك
أنا هكون مبسوطه وانا بعيد يا رحيم
خديجة حالتك متسمحش تفضلي لوحدك.. أنت ناسية الوضع اللي أنت فيه المبعثرة عند إنفصاله عن زوجته بعد قصة حب جمعتهم
غادر رحيم بعدما أكد عليها أن تهاتفه دون خجل إذا احتاجت لشئ وإنه سيبعث لها بمن تنظف المنزل وعليها ألا تعترض
أنت بطل يا حبيبي هتيجي الدنيا عشان تكون معايا وتحميني.. أوعى تتخلى عني
....
غادرت السيدة ألفت غرفة المكتب تطرق رأسها أرضا في خزي بعدما كشفت له عما حدث أمس في غيابه.. هو أعتاد منها أن تكون عيناه في منزله
هو يعلم عمته لا تبتعد إلا إذا ارادت العزلة ولكن الأمر صار مقلق بعدما دخل حياتها هذا الشاب الذي لا يراه إلا عالة ولولا كاظم النعماني ونزاهته ما كان شارك هذه العائلة
فجودة النعماني رجل فاسد ولولا المړض لكان استمر في اعماله الغير مشروعة جودة النعماني هذا الرجل الذي كان يخبره عنه جده عظيم إنه رجل جائع خدع ارملة احد التجار وتزوجها والأرملة لم تكن إلا والدة كاظم
خرج صوت الصغيرة في همس وقد تقطرت الدموع فوق خديها انتبه سليم أخيرا على قربها منه وسرعان ما كان ينتفض من فوق مقعده لا يصدق أن صراخه اليوم بالخدم والحارس ومكالماته الهاتفيه التي تعالا صياحه فيها كل هذا تحت أنظار صغيرته
ديدا أنت بټعيطي يا حببتي
رفعت الصغيرة عيناها نحوه بعدما دنى منها يمسح دموعها هو لا يتحمل رؤيتها هكذا.. يكفيه ما تعيشه صغيرته من حياة باتت مشتتة
اماءت برأسها تخبره بنبرة خرجت مهزوزة من الخۏف
أنت بقيت زي مامي عصبي يا بابي
تجمدت ملامح سليم وهو يسمعها يحاول أن يلين من ملامحه
أنا مبحبش خالو حامد.. هو السبب في عصبية مامي
ازدرد سليم لعابه بعدما حملها وتركها تخبره عما كانت تخبئة لها من أسرار
مامي علطول بټعيط يا بابي.. وخاېفه إنك تخدني منها بسبب خالو حامد
ضاقت عينين سليم في حيرة هو بالفعل يريد أخذها من شهيرة فلم يعد يطيق فكرة بعدها عنه ولولا رغبة صغيرته واختيارها للبقاء معها لكن حسم الأمر بينه وبين شهيرة بالمال
بابي أنا بحبك أنت ومامي أوي.. نفسي نعيش سوا زي ما اصحابي عايشين مع بابي ومامي بتوعهم.. حتى كريم ابن طنط سوزان عايش مع طنط سوزان وعمو خالد ليه أنت ومامي كل واحد فيكم عايز يعيش بعيد وانا عايزه اعيش معاكم أنتوا الاتنين
وكلمات صغيرته لم تكن إلا كنصل سکين ينغرز في فؤاده هو السبب في كل ما تعيشه صغيرته وليست شهيرة.. ولو كان من قبل يلومها لأنها اختارت أن تنجب منه قبل أن يضيع العمر منها الان لم يعد يلومها فعمته فعلت الأمر مثلها
فتون كمان خليها تعيش معانا هي طيبة أنا بحبها بس مش بحبها زي مامي ولا زيك يا بابي
توقفت فتون بالقرب منهم تستمع لحديث الصغيرة تمسح دموعها دون قدرة على مقاومة ذرف المزيد.
تعالا رنين هاتفه مع رنين جرس المنزل وانتباه على وجود فتون وتلك الدموع التي تغزو مقلتيها.
زفر كاظم أنفاسه بقوة بعدما يأس من إقناعها في عدم الذهاب إلى منزل سليم النجار واختيار هذا التوقيت
فالرجل
متابعة القراءة