رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
كل شئ عنه وعلى ما يبدو أن فتون أخبرتها عما فعله بهاذلك الذنب الذي لم يغفره لنفسه حتى اليوم
فتون
انتفضت جنات عن مقعدها تحدق به بقوة
عايز إيه من فتون تاني مش كفايه اللي عملته فيهااوعي تكون فاكر إن فتون العيلة الصغيرة اللي جوزها الواطي كان مشغلها خدامه عندك لسا زي ما هي
والتقطت أنفاسها وعاد الحديث ينبثق من بين شفتيها وسليم يطالعها بذهول
انسه جنات ممكن تديني فرصه اتكلم
ولكن جنات لم تصمتلم يتحمل سماع المزيد من إھانتها لها فضړب على سطح مكتبه بقوه فتراجعت للخلف تتمالك أنفاسها وتنظر إليه بترقب وهو يقترب منها بخطوات ثابته
أنا عارف كل الصفات الوحشه اللي فيا بس متحاوليش تخرجي سليم القديم
أنت بتهددني
زفر أنفاسه بضيق فعلى ما يبدو إنه اختار الشخص الخطأ للحديث معه
إظاهر يا أستاذة إننا مش هنعرف نتكلم بهدوءكل اللي كنت عايزه منك إن اساعد فتون عشان تكبر في شغلها واكون بعيد عن الصوره لكن انتي واخده وضع الھجوم
اردف عبارته الأخيره متهكما.. فتجهمت ملامحها بإستياء ترمقه بمقت ثم غادرت مكتبه فوقف يطالع اثرها يزفر أنفاسه بضيق
مالك يا جنات سرحانه كده ليه
تسألت فتون وهي تلتقط منها المعلقة تقلب بها الطعام بدلا عنها
عنده بنت جميله مراته سيدة أعمال ناجحه
قطبت فتون حاجبيها تنظر لها دون فهم
هو مين ده
سليم يا فتون
بهتت ملامحها قليلا وسرعان ما عادت لطبيعتها.. اكملت تقليب الطعام في صمت ولكن جنات لم يكن
________________________________________
الصمت ما تريده منها
أنا بقولك إنه معاه بنت عشان تعرفي إنه كمل حياته وكنتي ولا حاجة يا فتون
أرادت جنات أن تجعلها تفقد أي مشاعر تقودها نحوهوقد أصابة الكلمه هدفها هي لا شئ وهي تعرف ذلك تماماوضعت جنات يدها على كتفها
اوعي يا فتون تنسى هو عمل فيكي ايه
...
ليه جتيلي في الحلم يا مهاديه أول مره.. عايزه مني ايه
ورغما عنها سقطت دموعهالم تكره مها يومامن فرقتهما هي ناهد وحدهاشقيقتها كانت تسير خلفها تنفذ اوامرها وقد افسدها الدلال
وهكذا استمر تفكيرها بالحلم طيلة اليومحتى هاتفت أخيرا حالها
أنا هكلم ميادةواسأل عن ولادها
والإجابة كانت تحصل عليها من ميادة...عبدالله الصغير مريض ومنذ اسبوع اجري عملية بالقلب و رسلان عاد لأرض الوطن وانفصل عن العائلة بأطفاله
رسلان أخد الولاد يا ملك من ماماأنا مش عارفه ليه بيعاقبها كدهطب هما ذنبهم إيه يتبهدلوا كده والولد مريض والتاني مبقاش ياكل وكأنه حاسس بأخوه
وبعدما كان الحلم وحده ما يورق مضجها أصبح ما سمعته أيضا يحزن قلبها على الصغيرين
...
وقفت أمامه بعدما اتخذت قرارها الأخير بعد أيام عديدة
سليم إحنا لازم ننفصل
التف إليها وتوقفت يديه عند منتصف صدره ثم عاد يكمل إحلال ازرار قميصه...
اقتربت منه فتلاقت عيناهم لوهلة عبر مرآة الغرفة
سليم ده في مصلحتنا ومصلحة بنتنا
وعند تلك النقطه عاد ينظر إليها ينتظر سماع المزيد مما ستخبره به
حامد حط طلاقنا شرط قدام إني أكون رئيسة مجلس الإدارة.. إحنا ننفصل لحد ما كل حاجة تبقى في أيدي وبعدين
وبعدين إيه يا شهيرة
خرج صوته متهكمافتراجعت للخلف تنظر إليه تبحث عن رد منطقي تقنعه به
نرجع لبعض من تاني وهنكون إحنا الكسبانين
صدحت ضحكته حتى دمعت عيناه فشعرت وكأنه قد فقد عقله
سليم إحنا ناس بتوع بيزنس لازم ندور على اللي يكسبنا
واقتربت منه مجددا تتحسس صدره بأظافرها المطلية تنظر في عينيه تنتظر الإجابة....ابتسم إليها ومال برأسه نحو كتفها فاغمضت عينيها بإنتشاء
أنتي طالق يا شهيرة
رفع عينيه نحو ذلك المبنى بعدما تأكد من العنوان..
إنه هنا في فينيسيا من أجلهاصعد الدرجات القليلة الفاصلة بين المبنى والشارع ومن ثم صعد الدرج حتى الطابق الرابع ينظر للشقتين المقابلتين لبعضهم
إلتقط أنفاسه التي أخذت تتسارع وكأنها تشتاق ثواني مرت وهو يقف هكذا شئ يخبره أنه فعل الصواب وشئ يدفعه أن يتراجع
كاد أن يرفع يده حتى يدق جرس البابفانفتح الباب ببطء وتعلقت عيناه بها ينظر إلى تفاصيلها التي أشتاق إليها يهتف اسمها كما هتفت هي اسمه
جيهان
مراتك فين يا حامدمبقتش أشوفها ليه هي وابنها
تجمدت عينيه نحوها ثم عاد لأرتشاف قهوته
طلقتها!
شهقت شهيرة بخفوت تنظر إليه ببعض الدهشة ولكن سرعان ما زالت دهشتها وارتسمت السعادة فوق محياها فها هي تخلصت من دينا
متابعة القراءة