رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
________________________________________
أفندي
ضحكوا ثلاثتهم فعلقت عيناها بذلك الواقف علي احدي درجات الدرج ثم التف بجسده و أكمل صعوده نحو غرفته بعدما اماء لها برأسه وكأنه يخبرها إنه اطمئن عليها ولم يعد هناك داعي ليسألها هل هي بخير أم لا
ابتلعت غصتها في حزن.. فابعدتها السيدة سعاد عن حضنها والټفت بنظراتها نحو المكان الذي كان يقف فيه جسار منذ لحظات ولكنها لم تجده..
تعالي يا بنتي عشان ترتاحي
تحركت معها بسمة في صمت ولم تكن عينيها إلا عالقة بالدرج الذي صعده للتو
رثت حالها هذه الليلة في بكاء صامت تتسأل كيف أصبحت بهذا الضعف وكيف رسمت في خيالها للحظه إنها ستحظى بقصة خيالية ومع من.. مع رجلا بعيدا عنها تماما في كل شئ رجلا فرضت عليه عبئها رجلا يعرف كل شيئا عنها رجلا إذا أراد أن يحظى بعائلة يوما سيختار المرأة التي تشرفه وليست هي التي لا أصل لها.
في الصباح كانت تفتح عيناها بصعوبة.. تنظر لذلك الراقد جوارها بتشتت بعض الشئ حتى بدأت ذاكرتها تعيد لها المشاهد التي كانت واعية لها تماما لكنها لم تكن تستطيع مقاومة ما ترغبه وتتوق إليه غريزتها
خرجت شهقة مصډومة وقد أقتحم ذهنها كل شئ بأدق التفاصيل.. انسحبت من فوق الفراش وهي تشعر بصعوبة الحركة ولكنها أسرعت في النهوض واتجهت نحو المرحاض تستند خلف الباب وتلتقط أنفاسها مصدومه من إلحاحها وإصرارها عليه في إتمام زيجتهم
شعرت بالسخونة تتدفق فوق خديها فاتجهت نحو المرآة التي تحتلها دورة المياة تنظر نحو وجهها لا تصدق أن معالم السعاده مرتسمه فوق ملامحها حتى عيناها تحتلهما السعادة
معقول أكون فرحانه أنا ليه بنكر شعوري.. معقول حب لرسلان لسا بيغزو كياني ومعرفتش اتخطاه من حياتي
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيها وهي تسير بأناملها فوق علامات ملكيته تتذكر شعورها بين ذراعيه إنها كانت راغبه بشدة علي منحه نفسها
انفتح باب المرحاض فشهقت مذعووة وهي تراه يقف علي اعتابه يطالعها بقلق
خۏفت يكون حصلك حاجة مافيش صوت للمية فقلقت
أنا كويسه يا رسلان
اقترب منها بعدما شعر بتوترها وقبضتها القوية فوق مئزرها الرقيق ولكن توقف مكانه وهو يسمع همسها الخاڤت
ممكن متتكلميش فأي حاجة حصلت امبارح
انفرجت شفتيه في ضحكة خافته وهو يرمقها.. يسألها بمراوغة
هو إيه اللي حصل أمبارح أنا مش فاكر حاجة
رفعت عيناها إليه وقبل أن تفكر في شئ.. كان يعانقها بمشاعره الهائجة
...
وقفت ناهد محدقة بباب الغرفة وقد تجاوزوا وقت الظهيرة.. قاومت رغبتها في الأقتراب من الباب وحقيقة واحدة كانت تقتحمها..
فاغمضت عيناها وهي تعود بذاكرتها نحو الماضي.. يوم أن أنجبت مها وبدأت تهتف اسمها وتخطو أول خطواتها.. وملك كانت تحاول جاهدة أن تنال منها ابتسامة او حضنا تخصها به ولكنها لم تكن تفعل ذلك إلا في المناسبات وأمام العائلة.. حتى تريهم كم هي أمرأة مثالية ومازالت تمنح الفتاة التي انتشلتها من فوق الرصيف تلك الليلة حبها وحنانها رغم إنجابها لصغيرتها
لم تحب أن تظهر أمام عائلتها بالصورة التي حذروها منها أن تجلب طفلا ليس من احشائها وتربيه في بيتها ثم بعدها تكتشف فداحة خطأها وتلفظه من حياتها .. فتصبح أمام المجتمع المرأة الشريرة وأكثر الأشياء التي تحافظ عليها عائلتها هو مظهرهم أمام المجتمع ..
يحبون مدح الناس لهم عن اخلاقهم وكرمهم النابع من أصولهم العريقة..
اخذتها الذكريات والمشاهد فالطفله التي انتشلتها من فوق الرصيف.. لم يكن الأمر بالصدفه بل كان من تخطيط زوجها الذي ظنته الرجل المخلص الذي كانت تتعجب من حبه الشديد لملك وإخباره لها دوما إنها أبنته ك مها وهي كانت تصرخ به تخبره أن ابنتهم الوحيده هي مها
لم تكن تشعر بتحرك ساقيها للأمام ولا بقبضتها القوية فوق كفيها.. إلا عندما انفتح الباب وتلاقت عيناها برسلان الذي رمقها بنظرة تعرفها تماما نظرة محذرة متربصة نحو كل شئ
انتبهت علي ملامحه المبتسمة البشوشة.. وخصلاته الرطبة ثم سؤاله الذي جعلها تفيق من شرودها
مش معقول ناهد هانم حاسه بشعور الأم وقلقانه علي بنتها.. وجاية تخبط علي باب الأوضة عشان تعرف سبب التأخير
ازدردت ناهد لعابها وبهتت ملامحها.. تخشي أن تسمع ما لم تنتظر حدوثه.. اقترب منها وعيناه لا تحيد عنها وقد لمع المكر في عينيه يميل نحوها هامسا
قريب ممكن تسمعي خبر يسعدك
متابعة القراءة