رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
بنفسي
انقلبت ملامحها ولكن سرعان ما تجاوزت الأمر
نفسي يتجوز مها.. انت عارف ناهد كل املها رسلان يتجوز مها
مها بنت هايله لكن في النهايه ده اختيار ابنك.. تعرفي ياناهد لولا اللي كلنا عارفينه كنت هتمني ملك لرسلان ملك حقيقي بنت هايله بس خساره
تعلقت عيناها به وهو يتثاءب ورغما عنه كان يستسلم لسلطان النوم ثانية
..
راقبتها عيناه بتمعن وهي تضع الفطور أمامه مبتسمة ولأول مره يكتشف انها قمحية البشرة بملامح صغيره .. اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ بعدما شعرت بالرضى من شكل الفطور الشهي.. ومع اتساع إبتسامتها كان يلتقط بعينيه غمازاتها المحفورتان في خديها
ورغم الفقر كانت جميله بملامحها البسيطه
كررت عبارتها للمره الثالثه تنظر له بغرابه من تحديقه بها...اطال النظر إليها وقد عاد حديث السيدة ألفت قبل رحيلها يدور بعقله
فتون مفتونه بيك ويمكن كمان تكون حبتك..
وعند تلك العبارة كان يفيق من شروده وانتبه اخيرا انه كان يطالعها بطريقة ملفته
ارتسم الجمود على ملامحه فعلي مايبدو ان ماسمعه من السيدة ألفت واصرارها ان تغادر فتون العمل كان صحيحا ولكنها لم تخطأ بشئ .. ملابسها محتشمه حجاب فوق رأسها فهل سيعاقبها على مجرد ابتسامه ونظره منها نحوه.. وفي النهايه هي أمامه مجرد طفله جعلها الجهل والفقر ضحېة
أدرك انه بالغ في صمته وبنبرة غليظه تمتم
لو احتاجت حاجه هنديكي
اطرقت رأسها وعادت بأدراجها للمطبخ وقد تلاشت ابتسامتها
...
وقفت في منتصف الغرفه التي لأول مره تكون لها صالحية في تنظيفها.. إنها كانت من اختصاص السيدة ألفت والآن هي مهمتها كباقية الأعمال.. اباحت لعينيها النظر في كل ركن من اركانها ولم تكن عيناها تحملق إلا في تلك المكتبة الممتلئة بكم هائل من الكتب.. تركت أدوات التنظيف جانبا تلتف حولها وكأنها تخشي ان تكون الأركان شاهده عليها
وانا متجوزك واحده مثقفه.. ده انتي بحته اعداديه لا راحه ولا جات تفهمي ايه في كتب علم النفس
ابعد عني.. انا بكرهك ياحسن
بتكرهيني يافتون..
عبرت عن كرهها له ولكن هل كان لها حقا لتعبر
ايوه بكرهك عشان حرقتلي الكتاب.. ده كان هديه سليم بيه
طيب يافتون عشان كتاب سليم بيههكفأك انا النهارده
اتسعت عيناها وارتجفت يداها فسقط الكتاب منها فألتفت اليه تنظر نحوه ذعرا
انا كنت
وعندما تذكرت ان الكتاب تحت قدميهاانحنت تلتقطه تمسح فوق غلافه پخوف
مكنش قصدي والله ياسليم بيه.. انا كنت عايزه اشوف بس
سيلا كانت فتاه قويه رغم الفقر إلا انها كانت ترى أن الحياه ستفتح لها ذراعيها ولكن الواقفه أمامه النقيض لها
اقترب منها فأنكمشت على حالها تراقب خطواته پذعر
هنضف وامشي علطول بعد كده
ارتكزت عيناه نحوها.. يستكشف تفاصيلها بدقه بالغه.. رجفة جسدها ذعرها تلك الدموع العالقه بأهدابها ونظرة عيناها التي تجعل المرء يصبح حنونا رغما عنه
سامحك الله ياسيدة ألفت هكذا هتف داخله وقد عاد لثباته مجددا
خلاص يافتون محصلش حاجه بس معلومه لازم تعرفيها عني انا مبحبش حد ېلمس حاجتي من غير اذني.. انا متأكد ان مدام ألفت قالتلك ده
سرعان ما حركت رأسها تخفض عيناها
لو عايزه كتاب تقريه قوليلي
عقد ما بين حاجبيه ينظر إليها متسائلا
أنتي قريتي الكتاب
رفعت عيناها نحوه تطالع نظراته المتسائله عن الكتاب الآخر الذي أهداه لها
شكلك مقريتهوش
لا لا قريته
كذبت فما السبيل أمامها إلا الكذب
عجبك
هتفت عبارتها بتعلثم تطرق عيناها أرضا
اه
بحث بين رفوف مكتبته الي ان توقفت يده نحو احد الكتب ينظر في محتواه قبل أن يعطيه لها
بعد ما تخلصي شغلك في المطبخ تقدري تقريه يافتون
تعلقت عيناها بيده تنظر له
خدي يافتون
ابتهجت ملامحها وقد عادت عيناها تلمع من جديد.. ولأول مره يري احدا يسعد هكذا من مجرد كتاب خاصه في ظروفها
شكرا ياسليم بيه..
وانسحبت من الغرفه تحتضن الكتاب إلي أن يغادر هو وتعود لمهمتها
وحقيقة واحده كان يدركها هو اليوم.. فتون تشبه هو .. تشبه سليم الولد الصغير المراهق المنطوي رقيق القلب الذي كان والده يكره صفاته ولا يرى
متابعة القراءة