رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
تحاول إطعامه ولكن الصغير كان رافضا تناول وجبته دون ملك.
بتوتر وحرج فركت كفيها تنظر نحو الخادمة التي رفعت عيناها نحوها بعدما انتبهت على وجودها
احضرلك الفطار يا هانم
تعجبت بسمة من هتاف الخادمة لها بهذه الكلمة ولكنها أسرعت في تحريك رأسها رافضة
هستنى ملك
اماءت لها الخادمة رأسها في تفهم تنظر لساعة يدها وللصغير فقد تجاوز الوقت التاسعة والنصف
تمتم بها الصغير رافضا تناول طعامه محاولا ترك مقعده أسرعت الخادمة في تثبيته تحاول إلهاءه بالحديث وبفعل بعض الأصوات الكرتونية حتى ينتبه لها.
ازداد توتر بسمة تنظر نحو الدرج فهي لا تستطيع التحرك بالمنزل دونها.. هي غريبة عن هنا وغربتها لا تنتهي إلا بوجود ملك معها
يا هانم.. الولد عايزك
انتبهت بسمة على صوت الخادمة تلتف إليها وقد ضاقت عيناها في حيرة تنظر للخادمة وذراعي عبدالله الممتدة نحوها
انصرفت الخادمة بمجرد أن اماءت لها بسمة رأسها وكأنها تخلصت أخيرا من مهمه لا تحبها
هتاكل إيه
طالع الصغير حيرتها حتى تساؤلها عن أي طعام يرغبه لم يكن ليفهمه.
أشار نحو طبقه وبسمة لم تكن أمامه إلا كالبلهاء لا تفهم كيف تتعامل مع طفل وتطعمه.
استرخت ملامحها من توترها وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها شئ فشئ والصغير
________________________________________
يمد لها ببيضته يقربها منها حتى تقشرها له.
لفظه للكلمات بتلك اللطافة كانت تجعل ابتسامتها تزداد إتساعا بل وتطرب أذنيها.
التقطت منه البيضه تنظر لمكان طرقها ولكنها اختارت الطريقة الأخرى التي اعتادت فعلها ببساطة..
لطمت البيضة بجبهتها تنظر للصغير الذي رمقه في صمت فهل سيكون هذا الصغير مثل بقية طبقته يتبع قوانين الأتيكيت وسرعان ما كان يضحك الصغير بصوت مرتفع يسعى لألتقاط بيضة لم تقشر ليجرب فعلتها.
اتسعت ابتسامة الصغير بعدما ارتشف كأس اللبن خاصته
بره في قطه.. قطه حلوه
عادت الابتسامة تشق شفتي بسمة تنظر للصغير الذي يجرها معه للحديقة نحو القطة التي أخبرها عنها بحديثه اللطيف.
ارتفعت ضحكات الصغير وقد جذب صوت ضحكاته انتباه رسلان الذي ترك رابطة عنقه دون عقدها واتجه نحو الشرفة ينظر لصغيرة مندهشا من سماع قهقهته.
ده صوت عبدلله.. إزاي طلع لوحده الجنينة
التف إليه رسلان يجتذبها من يدها يريها صغيره الذي يجبر بسمة على الركض خلفه ويشاكسها
شكل بسمة هتعمل معايا معروف حلو اوي الأيام اللي جايه
طالع ملامحها السعيدة وهي تنظر للأسفل
عبدالله مبيتوعدش على الناس بسهولة.. شكله حب بسمة
استدارت إليه تنظر نحو عينيه متسائلة
وجود بسمة وسطينا هيضايقك يا رسلان
ارتفع حاجبيه في عبث يحرك بكفيه نحو عنقها حيث تلك القطرات المنسابة ولم تجف بعد
ديه بسمة شكلها جات نجده ليا يا حببتي..
ده أنا بدأت أغير من استاذ عبدالله.. دلوع الماما والماما ناسيه ابنها الكبير
انفلتت ضحكتها عالية رغما عنها رسلان اليوم مزاجه في مكان أخر
أنت فيك حاجة غلط النهاردة يا دكتور.. أنا بقول متروحش المستشفى النهاردة
ومن نظراته العابثة أدركت ما ينوي له لينظر إليها بعدما ابتعدت عنه ماقتا فعلتها
....
اسرع في تحريك الوسادة خلف ظهرها يطالعها بلهفة وقلق لم يغادروا ملامحه حتى بعدما أخبرهم الطبيب بالمشفى أن الجنين بخير ولكنها بحاجة للراحة
لسا تعبانه..
حركت رأسها نافية تعبها فطالع الغرفة حوله يحرك بيده فوق خصلاته ثم عاد ينظر إليها
أكيد محتاجه تفطري..
ودون أن يضيف كلمة أخرى أسرع في مغادرة الغرفة يبحث عن المطبخ.
اغمضت خديجة عينيها براحه افتقدتها..ستكون كاذبة لو أنكرت سعادتها بوجوده.
لهفته اليوم عليها وعلى جنينهم أكدت لها حقيقة واحده إنها دون هذا الرجل ستكون ناقصة هي وطفلها..فأين كان عقلها وهي تخوض معه علاقة تعرف نهايتها وعواقبها
انسابت دموعها في ضعف خديجة النجار عادت تبكي كما كانت شابه في العشرين من عمرها .. لا شئ تفعله إلا رثاء نفسها والهرب فأين ذهبت قوتها
غفت دون شعور منها.. لتشعر بأنامله تتحرك فوق خديها وقد جفت دموعها.
طالعها بنظرات لائمة فهل وجوده معها يسبب لها هذا
قوليها للمرة الأخيرة واوعدك يا خديجة هحررك مني.. بصي في عيني وقولي عايزني أبعد عنك..قولي حررني منك..
عادت دموعها لسقوطها تنظر إليه في صمت ترفع كفها تضعه أمام شفتيه تحرك رأسها رافضة
الحب من غير كرامة بېموت يا خديجة..
متبعدش يا أمير ولو قولتلك أبعد متبعدش
هتفت بها تندفع نحوه تضم جسدها له.. هي تريده..مهما قاومت وهربت فلم يعد هناك مفر لها إلا العودة إليه
ابتعدت عنه بعدما شعرت بجموده تنظر إليها راجية حبه لمرة أخيرة
كرهتني يا أمير
كان يصارع مرارة ما عاشه معها من خذلان.
كادت أن تبتعد عنه تخبر حالها إنه لم يعد يحبها.
سقطت صنية الطعام الموضوعة فوق الفراش.. بعدما تحول الأمر لجنون عاصف يخبرها وسط عاصفة حبهم إنها المرة الأخيرة للغفران ولكنه كان كاذب.. فسيظل يغفر لها حتى يزول الحب.
متابعة القراءة