رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

هل انتفضت للتو من فوق مقعدها تنظر إليه پغضب ورفض 
في البداية ذهولها أصابه ببعض الراحه وأكد له موافقتها التي أتت من عدم التصديق ولكن تلك النظرة الرافضة .. جعلته يشعر بالذهول
اتجوزك أنت يا بيه أكيد بتهزر..
امتقعت ملامحه وهو يحاول قدر استطاعته إقصاء تلك النظرة النافورة التي رأها في عينيها
ومن أمتي وأنا بهزر يا بسمه

اومال إيه الكلام الفارغ ده قال تتجوزني قال
النسخة الجديدة منها كانت تزيده مقتا ولكن في الحقيقة باتت تبهره.. بسمة عادت لنسختها القديمه فتاة الحارة.. الفتاة التي تقف أمام كل من يقلل منها حتى إنها كانت تقف أمام فتحي شقيقها ولكن في النهاية كانت تنال نصيبها حتى تحتضن الأرض جسدها
اقعدي واسمعيني يا بسمه وبلاش شغل الحارات
ولو كانت بسمة القديمة لكانت خنقتها عبارته
التوت شفتيها تهكما بطريقة جعلته يحملق بها من شدة ذهوله
شغل حارات مقبولة منك يا جسار بيه شوف عشان مكانتك ومقامك هعمل نفسي مسمعتش حاجه
احتدت عيناه يقبض فوق كفيه لعله يتحكم في غضبه
ممكن يا بسمه هانم تقعدي و تسمعي اللي هقوله
هانم رددت تلك الكلمه تطالعه في دهشة ورغم نبرة التهكم التي تحدث بها إلا أن دهشتها تزداد بسبب هدوئه العجيب عليها
أنا عارف يا بسمه إني اھانتك كتير لكن متنسيش إن أنت اللي فرضتي نفسك على حياتي
ابتلعت مرارة عبارته فما كان أمامها تلك الليلة إلا الهرب في سيارته
شكرا يا بيه وعشان كده أنا بخلصك مني وهتجوز عنتر.. ومتنساش إني قدمت المقابل لما خرجت اتكلم عن حياتي وظروفي في حملتكم
ورغم عنها سقطت دموعها تتذكر ذلك اليوم الذي قدمت فيه مقابل أن تنال حلم دخولها الجامعة الذي لن تناله بعد زيجتها بعنتر وحتى إنها عاشت في بيته مجرد مستخدمه بعد إخباره لها بصريح العبارة أن لا مكان سيقبل بها حاليا حتى يتمكن من توظيفها 
كفاية يا بيه إهانه لحد كده
ضاقت أنفاسه فهل وصل به الزمن ليكون بهذا اللطف
هو عرض الجواز إهانه يا بسمه
لما تتحمل سماع عرضه الذي تراه غاية لشيئا خفي فهتفت صاړخة
عشان العرض ده وراه هدف في نيتك يا باشا جسار باشا هيبص برضوه لواحده معيشها عنده إشفاقا ومن كام يوم كان بيجرها زي المتسولين ويرميها في الشارع
إنها تضغط على قدرته في الصبر و هو ليس بالرجل الصبور الذي يجلس ويستمع ولولا إحساسه بالذنب بسبب فعلته الأخيرة معها وكسرها بتلك الطريقه ما كان اجلسها هكذا وتحدث معها
بسمه أنا مضطر اتجوزك وقبل ما تتكلمي.. اعرفي إنه بسببك كل ده حصل
ألجمها حديثه لتتعلق عيناه بها
الجوازه ديه لازم تتم 
لاء
عاد رفضها يصدمه فاحتدت عيناه
هو إيه اللي لاء أنت كنت تحلمي يا بت أنت
أصابتها الإهانة في أعماقها ولكنها لم تعد الفتاة القديمه الحالمه بحب السيد
مبقتش أحلم يا بيه والفضل يرجعلك.. أنا هلم حاجتي وامشي وكمل جميلك معايا وكلم عنتر لو لسا عايز يتجوزني يجي ياخدني لو خلاص صرف نظر.. أرض الله واسعه
عنتر مش هيجي يا بسمه لأن الجوازه هتم.. ولو أرض الله واسعة دلوقتي بالنسبالك فبأشارة مني مش هتكون غير أضيق من خرم الأبرة
هتف بوعيد يري الرجفة التي احتلت سائر جسدها للحظات
بلاش تشوفي صورة تانيه عني يا بسمه خلينا نتفاهم ديه جوازة مؤقته ما أنا أكيد مش هكمل عمري معاكي
قبضة قوية أعتصرت قلبها سيظل رجلا قاسېا مهما أظهر إليها من نبل
هتخلصي سنين جامعتك وأنت مراتي عايشه في بيت معززه مكرمه.. لما نطلق هوفرلك حياة كريمه ومستقبل.. فكري في كل ده
انسابت دموعها رغما عنها فما زالت عبارته ټطعنها رغم إنها كانت تعلم إنه لن ينظر إليها يوما ولن يرغبها
لاء
سميرة حامل من عنتر يا بسمه
سقط الحديث على مسمعها دون شعور والجواب كانت تمنحه له مجددا
لاء يا بيه
هسيبك الليله تفكري يا بسمه
واقترب منها يدور حولها كالنمر المتربص لفريسته
تفتكري أنا عايز الجوازه ديه لكن الظروف اضطرتني
حدقت به بأنفاس مسلوبة تنظر نحو هيئة جسده الرطبه وصوره واحده ټقتحم عقلها ارخت اهدابها تقاوم خفقان قلبها من حقيقة موجعه حقيقة لن تتحمل حتى توقعها بل ارادتها لتجده سبب لتبتعد عنه
مالك واقفة مكانك يا خديجة تعالي ادخلي رغم إني مستغرب إن خديجة هانم تجيلي بنفسها
طالت وقفتها ثم تلاقت عيناهم.. وقد عادت أنفاسها لمعدلها الطبيعي
إظاهر إن حالة الندم جاتلك عموما الباب مفتوح.. هدخل البس هدومي لأن منظري بالفوطه مش تمام
ترك لها الباب وعاد للداخل يزفر أنفاسه يائسا..أستمع لباب الشقة يغلق ثم طرقعات كعب حذائها واقترابها منه
توقفت يداه عن فك عقده منشفته وهو يشعر بيدها تلمس ظهره ثم سرعان ما كانت تطوق جسده بذراعيها تسند خدها فوق ظهره 
لحظات ظلوا هكذا وحدها أنفاسهم ما كانت تتعالا في ضجيج وصخب
كان غاضبا بقدر ما كان مشتاقا لها استمر صمتهم
تم نسخ الرابط