رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

عيناه نحوه فتلك النظرة التي يراها في عينين حازم نفس النظرة التي رأها في عينين خديجة وجده 
متأكد يا حازم 
سليم أنا مقصدش أدخل في قرارك.. بس ديه مرات السواق بتاعك عارف يعني إيه.. يعني سهل جدا حسن يتهمك إن كان بينك وبينها حاجة 
انتفض حازم في وقفته ينظر صوبه بعدما ضړب سطح مكتبه بكل قوته 
ده أنا أوديه ورا الشمس لو قال حاجة في شرفها 
استجمع حازم أنفاسه التي هدرت ينظر نحو الذي تغيرت

________________________________________
معالم ملامحه 
سليم أنا بقول اللي ممكن يحصل ولازم تفكر فيه 
ولكن تلك النظرة التي رمقه بها جعلته يتراجع في حديثه ويصمت
اللي يريحك يا سليم أعمله 
انصرف حازم لتتعلق عيناه بخطواته إلى أن أغلق باب الغرفة خلفه.. هوى بجسده على مقعده يرخي رابطة عنقه ليأخذه عقله إليها.. شرد في حلمه ليلة أمس بها.. تذكر كيف كانت بين ذراعيه يجمعهما شعورا لم يشعر به من قبل..
نفض رأسه وضحك على حاله 
حالتك بقت خطيره يا سليم.. بتحلم بالخدامة لا وكمان حتت عيله عمرك ضعف عمرها 
.
أنت متأكد من المعلومات ديه يا حسن
مدد حسن ساقيه على الطاولة ينظر نحو سهر وذلك الرجل الذي جاءت به.. إنه يشعر بالفخر بنفسه وذكاءه
أنت ناسية أني كنت سواق البيه ومن قبله أبويا الله يرحمه كان سواق عند العيلة ديه 
والتقط كأس الماء يرتشف منه ثم مسح على فمه ينظر نحو ذلك الرجل الذي لا يعجبه ولكنه مضطر لتحمله 
بكرة فلوس المحاصيل بتروح لعظيم بيه وتاني يوم بيوديها البنك مع المحامي 
واعتدل فى جلسته يفرد تلك المرة ذراعيه على ظهر الأريكة ويرتخي بظهره للخلف 
يعني فرصتنا بكرة.. ومن حظنا إن المزرعة مش بيحرسها غير غفير سجارة حشېش تبسطه وتخليه ينسى شغله والعمال هناك بيناموا من بدري...
وضحك متهكما وهو يتذكر ذلك الجد الذي يشبهه حفيده 
مرضاش يأمن المزرعة.. الباشا مطمن عشان وسط أهله وناسه.. يعني العملية ديه في جيبنا 
حسن بلاش الثقة الزايده.. ديه عملية سړقة كبيره يعني فيها بوليس ودول مش أي ناس فكل حاجة لازم تكون مدروسة 
جذبها حسن نحوه يسلط عيناه نحو شفتيها المطلية بذلك اللون الذي يثيره 
بتشكي في سونه حياتك يا سهر.. مش عيب 
انتقلت يداه على جسدها.. فاشاح الجالس عينيه بعيدا عنهما.. دفعته سهر على صدره تمسح فوق شفتيها حانقة وتعدل ثوبها 
بعدين يا حسن.. خلينا دلوقتي في المهم.. العملية بكرة يعني مش قدامنا كتير 
وقفت أمامه ترتجف من الخۏف.. إن هذا الرجل يشعرها وكأنه أسد ينتظر سقوط الفريسة تحت قدميه ثم ينهشها بأسنانه
دار حولها فضمت سترتها حول جسدها ورغم عدم برودة الجو تلك الساعة إلا إنها شعرت بالبرودة تدب في أوصالها.. لقد فهمت لما من اتوا من قبلها لم يكملوا في رفقته إلا أسبوعا واحدا ورحلوا دون أن يلتفوا وراءهم
بنت من عيلة كبيرة ليه تهرب من أهلها
تعلقت عيناها الجامدتين به كما وقف هو ثابت في مكانه يترقبها من صوت أنفاسها التي أخذت تتعالا
تفتكري أنا ممكن أسيب حد في بيتي هربان من عيلته
خرج صوتها أخيرا بعدما ابتلعت لعابها ورطبت حلقها
ورقي فيه كل المعلومات.. مكنش ليه لازمة تعمل تحريات يا حضرت الظابط
صدحت ضحكته مبتعدا عنها وقد أخذته قدماه نحو صورته المعلقة على الجدار وهو يكرم من رؤساءه
كويس إنك عارفه مهنتي قبل ما أكون عاجز.. عشان تعرفي إن جسار الجمال مش مغفل
أنت تقصد إية
التف نحوها ومن تلك النظرة الساخرة التي أحتلت عينيه عرفت الإجابة التي تمنت ألا تسمعها
بنت ربوها ناس أغنية وبعدين طردوها من بيتهم.. تفتكري ممكن أفكر ف أية
انا مسمحش ليك تكلمني كده ولا تتهمني بالطريقة ديه
رمقها متهكما متلذذا بسماع نبرة صوتها المرتعشة
بقى واحده من الشارع تقولي أنا مسمحش.. بيتي مش لأمثالك والله أعلم مخبية وراكي إيه
جسار
صړخت السيدة فاطمة تنظر نحوه وقد لمعت عيناه بالنصر فقد حقق ما أراد 
أنا عارفة كل حكاية ملك يا جسار.. مش من طبعك ټجرح الناس حتى لو عايزها تطفش قولها أمشي بالذوق بس ذنبها إيه تتهمها إتهام باطل 
احتدت عينيه ورغم علمه بقسۏة حديثه إلا إنه رفض أن يعترف بفداحة حديثه 
البنت ديه تمشي من هنا 
انصرف بخطوات يعرفها لتتعلق عينين ملك بتلك السيدة التي فتحت لها ذراعيها 
...
عادت ناهد تجر أذيال الخيبة خلفها.. لقد تركها عبدالله وعاد لحارته وشقته القديمة.. عاد لذكرياته ورائحة أحبابه 
اقتربت من غرفة مها التي لم يعد يعجبها حالها منذ أن عادت من رحلتها 
توقف لسانها عن الهتاف باسمها كما تيبست قدماها أمام غرفتها تستمع لصوت شهقاتها وحديثها مع صديقتها 
أنا ضيعت يا فريدة.. ماما لو عرفت ممكن تروح فيها.. أنا مش
تم نسخ الرابط