رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
تروحيله روحيله.. خليه يتجوزك وبعدين يرميكي في الشارع اللي جيتي منه
هل أرتجف جسدها للتو بسبب لسعة الهواء الباردة أم إن ارتجافتها بسبب ذلك الشعور القاسې الذي عاد يستوطن قلبها لم تكن المرة الأولى التي تعيش فيها هذا الشعور.. بل قد عاشته لمرات عدة.. مرات حفرت بصمتها داخلها..
وها هي اللقطات تعود وتخترق فؤادها تخترقه لتخبرها بقلة حيلتها بفقرها وتشردها.. بحياة لم تختارها
اختارت أن تعيش شريفة حتى لو أكلت من صناديق القمامة حتى لو ظلت بالشارع بلا مأوى.. وليتها ظلت بالشارع ليت عنتر كان رجلا شريفا كوالده وتركها بحالها تبيت في المطعم فحتى الأرضية الرطبة التي كانت ټحتضنها رأتها الحياة كثيرا عليها
يا بنت لو محتاجه حاجه اروح اجبهالك الجو برد ادخلي
انتظرها أن تجيب عليه ولكنها ظلت في سيرها بخطوات واهنة فاتبعها قلقلا من صمتها وهيئتها
وأخيرا استطاعت التقاط أنفاسها ومسح دموعها بصعوبة تلتف لذلك الرجل الذي يعمل كحارس للبوابة
أنا كويسه يا عم صالح أنا خارجة أتمشى شوية
طالع العم صالح المكان حوله وقد أستغرب رغبتها في السير هذه الساعة
تتمشى دلوقتى الدنيا ليل يا بنت.. استنيني هروح هحط الطلبات في اوضتي واقفل البوابه واجي اتمشى معاك
شعر العم صالح بالحيرة وقد بدء الأمر يثيرة بالشك.. وجدها تكمل خطواتها مبتعده فتنهد بقلة حيلة وهو يسرع عائدا للمنزل
يا تري إيه اللي حصل بس البت شكلها معيط وخارجه بهدوم البيت.. لا لا أنا هروح اشوف الست سعاد.. لو كان العم جميل هنا كنت زماني عرفت منه السبب
تمتمت بها السيدة سعاد وهي تفرك يديها قبل أن تتمالك خۏفها من غضبه وتدلف غرفة مكتبه تترجاه أن يعفو عنها فهي لم تفهم شيئا من حديثه عن هذا الرجل الذي تريد الذهاب إليه
وجدته واقف أمام الشرفة يطالع الحديقة يزفر أنفاسه بزفرات مسموعه
حاولت تذكر اسم التطبيق ولكن عقلها لم يسعفها لتدلك جبهتها لعلها تتذكر متمتمه
كانت جايه تستأذنك تسمح ليها تنفذ مشروعها في المطبخ .. وكانت يا حبة عيني محرجة منك.. وأنا اللي شجعتها قولتلها جسار بيه قلبه طيب
واردفت متحسرة دون أن تنتبه لالتفافه نحوها وتقدمه منها
بس انا الغلطانه.. شيفاك مضايق.. ليه افتح معاك الموضوع
توقفت عن الكلام وهي تراه يغادر الغرفة دون حديث وكأنه لا يهتم بحديثها ولكن الأمل قد عاد إليها وهي تراه يستمع للحارس الذي وقف قبالته بأنفاس لاهثة يخبره عن سيرها في الطريق وحيدة بحالة مزرية.
شعر بالتهكم من حاله وحالها وهو يسمعها تخبره بأن لقائتهم لابد أن تقل هذه الأيام حتى لا ينتبه أحدا على علاقتهما.
كانت منذ لحظات غارقة معه في بحر اللذة .. ولكن وقت ان انتهى لقائهم فوق الفراش الذي أصبح وحده هو طريق قربهم وتعريها من مظهر تلك المرأة التي دفنت نفسها داخلها
ابتعد عنها وقد جمده طلبها يدس سيجارته بين شفتيه حانقا من تلك القواعد التي تضعها في علاقتهما
جوازنا ومش عايزه تعلني عنه وسكت وقولت مش مهم دلوقتي.. لحد ما نمهد الموضوع .. و دلوقتي تقوليلي بلاش نتقابل الفترة ديه.. طبعا خديجة هانم النجار مظهرها مهم قدام الناس
أمير حاول تفهمني
اقتربت منه وقد بات القلق يعرف طريقه نحو حياتها
جوازنا غلط يا أمير وأنت عارف ده كويس
احتدت عيناه فعن اي خطأ تتحدث عنه.. وهي التي وحدها من اتأخد طريق الحلال معها ولكنه كان يعلم أول اسباب هذا الخطأ فور أن اطرقت رأسها أرضا وكأنها تشعر بالخزي من حديثها
الناس هتشاور وتقول اتجوزت مجرد عيل بالنسبه ليها ديه مش سنه ولا اتنين ولا تلاته.. ده عمر
وهل يخجل هو من ذكر ذلك الفارق بينهم فلو خجلت لن يخجل هو.. فهو من سعى وركض خلفها ليتزوجها.. اجتذبها نحوه يخرصها پجنون مشاعره.. يخبرها بتوقه الشديد إليها إنه لا يرى فارق العمر بينهم عائق
قرارنا كان غلط غلط
هتفت بضعف بعدما عاد وأثبت لها إنها
متابعة القراءة