رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

والدك رغم متعقداته إلا إنه بقى واقف في ضهرك وعايز يشوفك زي ما بتتمني.. الجمعية هتساعدك في مشروع المطعم يعني كل حاجة كنتي عايزه تحقيقها بتحققيها يافتون 
واستطردت بحديثها مازحة 
إلا لو كنتي انتي غاويه نكد 
ورغما عنها كانت تضحك وتنسى أوجاعها تنسى الأعوام التي مضت من عمرها.. تنسى تلك الليله بتفاصيلها 
يلا ننام بقى عندي مقابله شغل بكره
إن شاء الله هتتقبلي محدش يضيع منه حد زيك 
اتسعت ابتسامة جنات ترفع من هندام منامتها تهتف بمزاح 
طبعا محدش يلاقي مني اتنين 
والضحكه عادت تحتل وجوههم وسرعان ما أندفعت فتون إلى حضنها تدعو الله داخلها ألا تحرم منها كما حرمت من تلك السيدة الطيبة التي مرت بحياتها كالطيف الجميل 
.
استيقظ من سباته يلهث أنفاسه ينظر حوله ويمسح حبات العرق فوق جبينه.. هدأت أنفاسه رويدا حتى بدء عقله يعود لواقعه.. مازالت ذكرى الحاډث في أحلامه ذلك الحاډث الذي نجا منه بأعجوبة أخبره بها الأطباء.. لقد كتب له الله حياة جديدة.. حياة كانت كالفرصة إليه 
نهض من فوق الفراش متجها نحو دورة المياة يتوضأ وخرج بعدها ينشف وجهه يستعد للصلاة.. أنهى صلاته ينظر نحو صغيرته الواقفة تمسح دموعها وتحمل دميتها الصغيره تهتف اسمه 
بابيحلم وحش يا بابي أنا عايزه انام معاك 
واندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بعدما فتح لها مكانها وحدها .. إنها الهبة الأخري من اللهخديجة الصغيرة صغيرته التي لم يعلم بوجودها إلا بعد ولادتها وبعد حادثته .. يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله يوم لا ينسي ولا ينساه عندما دلفت إليه شهيرة تحملها بين ذراعيها تنظر إليه و إلى تلك التى هي قطعة منه 
غفت الصغيره في حضنه بعدما مسد على خصلاتها يزفر أنفاسه متنهدا 
أخذه سلطان النوم مجددا فغفت عيناه تلك الساعات المتبقية ينعم بدفئ صغيرته. 
وعلى قبلات صغيرته بدء يستيقظ لتقفز عليه صغيرته تتشبث في عنقه 
بابي كفايه نوم 
ضحك رغما عنه وهو يدغدغها 
بابي يلا ننام.. بابي كفايه نوم.. بابي مش عارفه يعمل ايه من ديدا هانم 
ديدا حلوه بابي زي ديدا 
لثم وجنتيها المنتفختين يتذكر خديجة الكبرى عمته والتي تشبهها أبنته وكأنها نسخة مصغرة منها 
طبعا يا حبيبت بابي.. 
ونظر إليها متسائلا بعدما اخذت تداعب لحيته بأناملها الصغيره 
فين الداده بتاعتك
طرقات على باب حجرته جعلته ينظر نحو الطارق ثم دلوف مربية صغيرته التى جاءت ركضا تبحث عن الصغيره 
كده يا خديجه سيباني أدور عليكي وانتي عند البيه 
مافيش مشكله يا مدام ألفت خدي نفسك براحه 
وداعب خدي أبنته التى اخدت تنظر إليه ببراءة 
حبيبت بابا مش عارف طالعه شقية لمين 
اتسعت ابتسامة السيدة ألفت وهي تنظر إليه.. لا تصدق أن هذا هو رب عملها القديم لقد عادت إلى خدمته بعدما لم تعد تتحمل العيش مع أبنها وزوجته عادت لتربي أبنته ورغم كبر سنها إلا إنها كانت الوحيدة التي أستأمنها على صغيرته .. 
سليم النجار اب حنون وزوج رائع ولكن لا تعرف أن تضع لزواجه مسمى.. فشهيرة أبعد من أن تكون زوجة وأم هي سيدة أعمال بارعة ليس إلا 
خليهم يجهزوا الفطار يا داده.. 
ونظر نحو أبنته محذرا 
ديدا متتعبيش دادة ألفت.. عايز اخرج من الحمام وانزل الاقيكي على الفطار ومسرحه شعرك ولابسه هدوم نضيفه 
والصغيرة كانت تستمع بإنصات توافق على أوامره.. تتجه نحو مربيتها بعدما هندمت منامتها الصغيرة وأعطت كفها لمربيتها وكأنها

________________________________________
لا تبلغ من العمر ثلاث سنوات وبضعة أشهر 
صباحه كان مبهج وهو يهبط الدرج بعد نصف ساعه يتحدث في هاتفه وعيناه على صغيرته التى تركت مربيتها وطعامها الذي تناثر بقاياه حول فمها قبل أن تمسحه لها مربيتها..ابتسم وهو يكمل مكالمته ورفعها إليه..
أنهى مكالمته ينظر إليها ويلتقط المحرمة الورقية من السيدة ألفت التي طالعته بقلة حيلة يمسح لها شفتيها 
مش قولنا لما نكون بناكل منسبش أكلنا لغير لما نشبع 
ديدا شبعت الحمدلله.. بس هتاكل تاني معاك 
ضحك كما ضحكت السيدة ألفت.. اتجه بها نحو المائدة فاسرعت الخادمة في وضع فنجان قهوته أمامه وهو منشغل في وضع المحرمة فوق ثوبها وملئ طبقها لتنعم صغيرته بفطور اخر معه 
حمدلله على السلامه يا هانم 
صدح صوت الخادمة بالترحيب بسيدتها التى القت نحوها سترتها 
حبيبي وحشتني 
لثمت خده وانحنت نحو صغيرتها تلثم خدها وتخبرها عن شوقها لها 
حمدلله على السلامه يا شهيرة 
القى كلماته وهو يغادر.. لتقف تطالع أثره بجبين مقطب وسرعان ما عادت ملامحها لوضعها تزفر أنفاسها.. فما الجديد في علاقتهما إلا التباعد والفتور 
نجهز فطارك يا هانم 
رمقتها شهيرة بعدما وقفت بخطواتها أمام الدرج 
المفروض تكوني فوق بتجهزيلي الحمام.. مش واقفه لسا بترغي 
أسرعت الخادمه أمامها وأكملت هي
تم نسخ الرابط