رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
هو الاخر واندفع خلفها فالتوت شفتي السيدة منال وقد تركت معلقتها بعدما شعرت بالاشمئزاز متمتمه بملامح ممتقعة
قلبت معدتي الله يقرفها
رمقتها ابنتها حتى تجعلها تصمت عن كلماتها اللاذعه بعدما رمقها زوجها بيأس من أفعال والدتها التي مهما تقدمت في العمر.. تزال صفاتها الكريهة
روحي شوفيها يا مهيار مش معقول هنفضل واقفين بنتكلم في كلام فارغ
يمكن قريب نسمع خبر حلو يا جودة باشا وتبقى جد
ورغم تلك اللمعة التي احتلت عينين جودة إلا أنه أجاد إخفاءها وانصرف صاعدا لغرفته فتجمدت عينين السيدة منال وهي تحاول النهوض عن مقعدها في نفس اللحظة التي ظهرت فيها جنات تستند على ذراع كاظم الذي ظهر فوق ملامحه القلق غير مصدقة أن تكون تلك الفتاة حامل منه...
ديدا كانت فرحانه اوي يا بابي النهاردة عشان جيت اخدتنا من عند طنط سوزان وخرجنا أنا وأنت ومامي ولعبنا واتصورنا
واردفت الصغيرة بعدما نظرت إلى والدتها التي جاورتها وأخذت تمسح لها شفتيها من أثر الطعام
اتسعت ابتسامة شهيرة وهي تستمع لابنتها وانحنت نحو وجنتها تقبلها متمتمه وهي تنظر نحو سليم الذي علقت عيناه بصغيرته
وبابي يا ديدا ولا عايزه بابي يزعل
التوت شفتي السيدة عبلة وهي تنظر للمشهد ثم ابنتها التي لانت ملامحها واختفت غيرتها بل وابتسمت كالبلهاء وهي تطالع المشهد العائلي
بحبه اد الدنيا ديه كلها
وبابي بيحب ملاكه الصغير اد الدنيا
والسيدة عبلة تقبض فوق ثوبها حانقة من سذاجة ابنتها التي لم تحمل حتى اليوم منه طفلا وتترك طليقته تعيش في المنزل وكأنها تريد اعطاءها الفرصة لتعود لزوجها
هتفضلي طول عمرك خيبة يا بنت بطني
التقطت شهيرة كلماتها
________________________________________
انقضى وقت وجبة الطعام وقد أشتدت ملامح السيدة عبلة قتامة.. بعدما صعدت ابنتها لغرفتها حتى تذاكر دروسها.. فما الذي ستجنيه من التعليم إذا تطلقت مرة أخرى وضاعت فرصتها في العيش بهذا النعيم
اغمضت عيناها وهي تتمنى أن الألم يزول فقد ظنت ان دائها قد زال منذ أن صارت على ارشادات الطبيب
الدكتور قال بسبب التوتر والاكل الغلط
ثم اردف مستفهما
مقولتليش ليه إنك تعبانه
اخترقت العباره أذنيها ففتحت جفنيها بوهن تطالعه بنظرة باهته
انا كنت في الجلسة العائلية مش مرئية يا كاظم باشا اخدتني عشان تعرفني إني ضيفة تقيله اوي على عيلتك .. وان عمر ما نظرتهم ناحيتي هتتغير.. البنت الطماعة اللي قدرت تفرض نفسها على العيلة الكريمة
هنبه عليهم في المطبخ يهتموا بموضوع الأكل
القى عبارته والتف بجسده مغادرا غير عابئ بحديثها.. فتجهمت ملامحها وهي تعتدل في تسطحها
كنت خاېف لاكون حامل عشان كده اخدتني المستشفى.. متقلقش يا كاظم يا باشا مافيش حاجة هتربطك بيا
أصابه الجمود في وقفته وهو يستمع لعبارتها وببطئ كان يلتف إليه مجددا يتسأل بنبرة جامده
وليه مافيش حمل حصل لحد دلوقتي
تعجبت من عبارته وقد أصابها التهكم وهي تتذكر رغبته في عدم الإنجاب منها
اللي يسمع كلامك يفتكر إنك عايز تخلف من واحده زي لكن سبب سؤالك أنا عارفاه كويس
علقت عيناه بها ينتظر سماع السبب الذي فهمته من حديثه ورغما عنه كانت شفتيه تنفرج في ضحكة قوية لما يسمعه منها وقد وصل إليه عقلها
كاظم باشا شاكك في قدراته العظيمة.. لكن متقلقش العيب عادي ممكن يكون مني او ده من رحمه ربنا عشان ميربطناش ببعض بعد ما نطلق
ازدادت ملامحها تجهما وهي تراه لم يكف عن الضحك.. فور أن تفوهت بعبارتها وبصعوبة كان يتحكم في ضحكاته
بيتهيألي أنت محتاجه ترتاحي
ممكن أعرف سبب ضحكك مش ديه الحقيقه
الحقيقة لو عرفتيها هتبسطك اوي
كان يعلم إنها إذا علمت بالحقيقة من نيته في وجودها بحياته حتى الآن لن يسعدها الأمر او ربما المال سيسعدها فستنسي ما ستمنحه له.. ولكن حتى اليوم لم يحدث حمل وقد أصبحت علاقتهم الزوجيه منعدمة منذ اخر خلاف بينهم وتمردها عليه..
احتلي الوجوم ملامحها.. وقد عاد الألم يرتسم فوق صفحات وجهها ولكنها قاومته.. فبسببه قد عاد لها داء القولون العصبي
عمري ما هكون مبسوطه طول ما أنا عايشه معاك.. هفضل طول عمري كرها نفسي
كدابه
وبملامح مسترخية كان يخبرها بالحقيقه التي تعلمها فلم تعد معه تلك الليلة من منزلها .. إلا لأنها مازالت
متابعة القراءة