رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
خطواتها غير عابئة بنظرات صغيرتها العالقة بها.. فوقفت السيدة ألفت تطالع الصغيرة متنهدة بحزن.. فسيدة المنزل لا تهتم إلا بنجاح شركات والدها وإثبات تفوقها على شقيقها عزت والتنافس بينهم بمن يستحق تولي إدراة الشركات
...
خطواتها نحو حلمها كانت تقترب وهي تنظر نحو اللافته المعلقة عليها اسم كليه الحقوق جامعه القاهره
انتهى اليوم الأول الذي كانت ترهبه.. لم تندمج مع أحدا ف مازالت تشعر بالغربة وسط الناستشعر من أعينهم وكأنهم يعرفون قصتها
عادت للشقة التى تعيش بها مع جنات تضم كشكولها تزيل حذائها وترخي من حجابها وقبل أن تفكر بما تعده لهما من الغداء كان رنين هاتفها يعلو برقم والدها الذي فور أن هتفت باسمه جاءها رده
حديثه البسيط الحالم معها اطربها.. ولكن سرعان ما عادت الخيبة ترتسم فوق ملامحها
بدل ما تقنعها يا خويا تتجوز بتشجعها على العلام.. هتاخد ايه منه بس
بس يا وليه بطلي ندب خليني اعرف اكلم البتها يا بشمحاميه
اطربها ذلك اللقب الذي نداها به والدهافاغمضت عينيها تستشعره داخلها لعله يزيح ذلك النقص الذي تدمغه بها والدتها بأنها لم تعد فتاة كباقي الفتيات
ازالت تلك الدمعة التى انسابت على وجنتها تستمع لحديث شقيقتها عبر الهاتف والذي يخبرها به والدها
بابا متشلش هم دروس رحمهأنا شغلي ماشي كويس هنا والجمعية بتساعدني
ربنا يبارك فيهم يا بنتي ويستر طريقهم وطريقك.. ابقى سلميلي على جنات بنت الناس الطيبين الله يرحمهم
...
وقفت جنات ترمق ذلك الذي كان يسير أمامها والموظفين يرحبون به ويطالعونه بابتسامه محبه .. لقد نالت شرف رؤية سليم النجار ذلك الذي اخبرتها عنه فتون.. ذلك الذي لا تجد وصف يليق به إلا بالحقارة والدنائه.. شئ يدفعها بأن تصرخ عاليا وتكشف حقيقته
ومن حسن حظها اليوم إنها شعرت بقبولها في الوظيفه ومن سوء حظها أن تلك الشركة تابعة له فرجلا جدوده أصحاب أملاك فماذا ستنتظر
زفرت أنفاسها تكمل خطاها للخارج تتمتم داخلها
لولا إن الفرصه مش بتيجي غير مره واحده كنت أتمنيت أني متقبلش في الوظيفه ديه
أنا مالي مضيقه كدهما هو عرض عليا جوازنا يستمر ويكون طبيعي وانا اللي صممت اطلق
وهوت بجسدها فوق المقعد تحدق بالفراغ الذي أمامها وتحاكي حالها
البنت ديه هتضيع جسار.. جسار بقى معمي شايف فيها مراته الله يرحمها
زفرت أنفاسها على دفعات متتاليه وهي تتذكر كيف عانقته الأخرى وقبلته دون أن تهتم بوجودها معه
طرقات على باب مكتبها افاقتها ليدلف بعدها ينظر إليها
انا وجيهان هنخرج نتغدا بره تيجي معانا
نهضت عن المقعد لتجلس على المقعد الاخر خلف مكتبها وتتناول ذلك الملف تفتحه
ورايا حاجات كتير عايزه أخلصها عشان إجتماع بكره
ابتسم وهو يرمقها واقترب منها يلتقط ذلك الملف
ساعه مش هتعمل حاجه يا ملك.. انتي مش ملاحظه إنك بقيتي قافله على نفسك
وتلك التي أصبحت تسميها بالعلقة كانت تدلف نحوهم تهتف به
جسار مش يلا بقى
التف نحوها جسار
ثواني يا جيهان
طالعته جيهان بمقت وهي تنظر نحو التي لا تعرف سبب لتلك المكانه لديه رغم طلاقهم .. فكيف لها أن تحظى بذلك التقدير والشأن في شركته وحياته ستجاهد في التخلص منها تماما حينا تصبح زوجته وتصل لهدفها
حقيقي يا جسار مش جعانه وعندي شغل مهم.. روح انت
دفع إليها الملف وضحك وهو يرى جيهان تجره نحو الخارج بتذمر طفولي أصبح يسلب فؤاده
اغمضت عينيها تزفر أنفاسها بضيق
خاېفه عليك يا جسارانا مصدقت بقيت إنسان طبيعي ونسيت وجعك وفوقت من الماضي
...
ركضت نحوها فتون بعدما تركت الطعام الذي تقوم بتفريزه من أجل السيدات العاملات بجانب الطعام الذي تعده في المنزل
ها طمنيني عملتي ايه
ازالت جنات حذائها تنظر نحوها ثم تخطتها لتهوي بجسدها على الأريكة
يعني احتمال كبير اتقبل.. بس بصراحه مش عايزه اتقبل فيها
اتبعتها فتون تستغرب حديثها تجلس جوارها
ليه ده انتى تعبتي من التدوير على شغل من ساعه ما سبتي شركة السياحه اللي كنتي شغاله فيها
ادعي متقبلش وخلاص يا فتون.. لاني لو متقبلتش مش هقدر أرفض الشغلانه ديه
رمقتها فتون متعحبة لتقبض فوق كفيها
جنات في ايه من امتى بنخبي على
متابعة القراءة