رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
لحماقتها .. الټفت بجسدها حتى تعيدها للمطبخ
حطيها مدام اتعملت
عادت تنظر إليه تبحث عن تلك النظرة التي تطمئنها ولكنها لم تجد شيئا إلا ذلك الجمود الذي يخاطبها به .
وضعت الفنجان أمامه تطرق بعينيها أرضا تحاول أن تتحكم في دقات قلبها النابضة
قولتلي إنك عايزني يابيه
رفعت عينيها عندما طال صمتهفاتسعت حدقتاها وهي ترى ذلك المظروف الذي يمده إليها
مكأفاة نهاية خدمتك هنا يافتون .
ابتلعت لعابها وقد جف حلقها من الصدمة تنظر إليه لا تستوعب حديثه .
نهاية خدمتي هو أنا عملت حاجة تزعلك ياسليم بيه
مش لازم تكوني عملت حاجة يافتون .
لا أنا أكيد عملت حاجة زعلتك مني ..أنت كنت مبسوط مني امبارح والنهارده الصبح .
وأردفت تبحث عن سبب وعيناها تدور هنا وهناك .
تعلقت عيناه بها. . أراد التراجع في قراره ولكنه حسم أمره
فتون خدي الفلوس وياريت تجمعي حاجتك وتمشي ولو على حسن أنا هفهمه .
أبوس إيدك ياسليم بيه متمشنيش من هنا .. الله يخليك يابيه .
انحنت تقبل كفه فأسرع ينتشلها من ذلك الوضع المخزي الذي أصاب نقطة ما في قلبهإنه يكره ضعف وذل الناس .
فتون إيه اللي بتعمليه ده .. فتون وجودك عندي في بيتي مينفعش .. أنا راجل معارفي كثير وأغلبهم عينهم زايغه . هيشوفوا وجودك في بيتي إنك لقمة سهلة .
سقطت دموعها تستجدي عاطفته
مش هتحس بوجودي بعد كده .
زفر أنفاسه يطالع نظراتها الکسيرة.. عاد قلبه يرفق بها يخبره أنها استثناء.. عقله يطالبه ألا يتراجع وقلبه يحثه على الأمر يطالبه ان ينظر في ملامحها الطفولية.. ينظر نحو عينيها التي لا تحمل إلا الضعف .
سيلا تفعل
سليم بيه أرجوك
ورجاءها بصوتها الضعيف المرتعش كأنه كان ينقصه ولا يعرف بعدها كيف أومأ برأسه موافقا على مكوثها بعدما كان أتخذ قراره بثبات .
ضمت كفيها ببعضهما وانسابت دموعها غير مصدقة .
سعيدة هي.. سعيدة بذلها أمامه سعيدة بأنه أعطاها فرصة أن تظل خادمة وهو يقف يطالعها بسكون يتشرب تفاصيلها ضعفها ويرتوي داخله ولكن ارتواءه لم يكن إلا علقما .
روحي يافتون
يعني آجي بكره
تسألت وقد عادت إليها الحيرة فمازال مقتضبا في حديثه
ألقى عبارته مغادرا الحجرة هاربا من عاطفته التي نسي مع الزمن أنها داخله وهاهي تعود لتتحكم به .. طالعت طيفه وعادت الډماء لوجهها مجددا فعالم دون سليم النجار ترفضه و قليل القليل هي ما تريده العطف .
....
خطفت رائحة الفطائر الشهية أنفاسها.. وقد عبق المكان برائحتها .
أسرعت في إخراجها من الفرن تنظر الي صنيعها برضى
ماما إحسان هتتبسط قوي وكمان الأستاذ عصام بيحبها
عصام الذي أدمي قلبها بكلماته الچارحة هذا الصباح.. وقفت هي ليلا منهكة القوى تصنع له ما يحبه .
وضعتهم فوق طبق جميل فعصام
________________________________________
ضيف والضيف يجب أن ينال كل ماهو نظيف وجميل هكذا كانت تفعل والدتها .
ابتسمت وهي تتذكر اتصالها بهم أمس إنها اشتاقت لهم بشدة وما يصبرها على هذا أن حسن وعدها بعدما تدخر راتبها معه ويخرجون منه مصروف البيت سيأخدها إليهم.. ستنتظر شهرين آخرين حتى تجمع مبلغ لا بأس به وتذهب إليهم محملة بالهدايا
حملت الطبق وسارت به نحو شقة السيدة إحسان وكالعادة منذ مجيئه هو من يفتح لها الباب
مساء الخير
تفحص الطبق الذي تحمله وتلك المرة لم يطالعها بنظراته المزدرية لكنه تجاهلها وهو يفسح لها المكان حتى تدلف لوالدته
يعني راجعه من شغلك يابنتي تعبانه تقومي تعمليلي فطاير.. أعمل فيك إيه يافتون .
عشان تفطري بيهم ياماما
طالعتها بحنو فرمقها عصام ثم نظر نحو الفطائر يلتقط منها واحدة
تسلم إيدك .. بتفكرني بطعمهم من إيدك يا أمي .
أسرعت في الرد وقد أسعدها حديثه معها حتي لو كانت بضع كلمات
ماما إحسان هي اللي علمتني أعملهم إزاي .
ابتسمت السيدة إحسان تفتح لها ذراعيها.. لم تنتظر ثانية لتفكر فقد ألقت بنفسها بين أحضانها تستمد منها الدفء .
طالعهما عصام وقد صدق حديث والدته عنها فهى ليست إلا فتاة صغيرة ألقاها الفقر والجهل في زواج ليست مؤهلة له ومع حديث والدته عما يفعله بها زوجها رق قلبه ففي النهاية هو أب لثلاث فتيات ولكن قراره في أخذ والدته معه لن يتراجع عنه مهما أصرت وحاولت
اقنعيها تسافر معايا يافتون..
متابعة القراءة