رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
عينيه بنعاس
تحرك بسيارته نحو الداخل والإجابة التي كان يبحث عنها قد نساها
كانت تقف جوار الفرسة التي علمت إنها خاصته تمسح عليها وتبتسم وهي تخبرها عن أحلام طفولتها
دية حكايتي يا سكرة.. كنت فاكرة حسن هيكون زي الشاطر حسن اللي بيحكوا عنه في الحكايات
اقتربت منها الفرسة تدس رأسها أسفل عنقها.. احتضنت فتون رأسها وقد اتسعت أبتسامتها
كان يقف على مقربة منها يستمع لحديثها مع فرسته مبتسما لتخترق الكلمة أذنيه فتجمد حركته وقد تلاشت إبتسامته نظر نحوها وقد تعلقت عيناه بفرسته الحبيبة
سليم بيه هو الشاطر حسن يا سكرة
الفصل الثاني والعشرون
_ بقلم سهام صادق
وقفت ناهد تهذى بتفاصيل الحكاية وعيناها عالقة بعينين عبدالله الذي وقف يطالع تلك التي أغرقت الدموع عينيها والذهول والصدمة يرتسمان على ملامحها.. فمازالت ترى إنها في كابوس وستستيقظ منه
كفاية يا ناهد.. كفاية
اقترب منها يقبض على كتفيها يهزها بقوة لعلها تفيق من هذيانها الذي دمر على كل شىء
________________________________________
لو مكنتش البنت ديه موجوده في حياتنا كان مها ورسلان حبوا بعض وأتجوزوا وبنتنا سعيدة في حياتها.. لكن شوفت هي عملت في حياتنا إية..أنتشلناها من الشارع وهي عضت إيدينا
ولأول مرة في حياته كان عبدالله يصفعها.. يصفعها بكل قوته.. يصفعها وهو يعلم أنها السبب في كل ما فعله.. حبه لها كان لعڼة.. لعڼة لم يعفو عنها الزمن ولا يظن أنه سيمحيها يوما.. فهو يستحق أن يعيش الباقي من عمره معذب الضمير
ملكملك بنتي يا ناهد
ولكن ناهد لم تكن تعي شىء حولها إلا تلك الصڤعة التي جعلتها كالمچنونة.. تلتف حولها لعلها تجد أي شىء تنفث فيه ڠضبها.. وقعت عيناها على ملك التي أتخذت الجدار ملاذ لها تطالع المشهد وتستمع لحديثهم.. تجمدت عينين ناهد نحوها تقترب منها ببطء
ماما
صړخت بها ناهد وقد أصبح قلبها يغلفه الظلام والحقد
أنا مش أمك.. أمك رميتك وأنا اللي ربيتك
عبدالله الذي كان يلتقط أنفاسه بصعوبة.. كان يهمس بكل الحقيقة التي أخفاها مع الزمن ولكن وحده ضميره هو من كان يسمعه
سامحيني يا أمل ظلمتك زمان وظلمت بنتي.. سامحيني
ماما متكذبيش عليا.. قوليلي أنك بتكذبي وإنك بتقولي كده عشان زعلانه مني
ولكن تلك الخيبة ظلت نقطة في قلبها
كل شىء مضى مع الزمن ولكن أن تعيش أبنتها تجربتها وېحترق قلبها لا وألف لا.. ستهدم تلك الصورة المثالية التي تظهرها للجميع .. ستهدم صورة ناهد الطيبة وستدافع عن حقها وحق إبنتها
كفاية لحد كدة.. قسمتي بنتي في كل حاجة في حياتها ..غلطة وجيه الوقت أصلحها
ماما..
مش عايزة أسمعها مش عايزه أسمعها منك.. أنت مش بنتي أنت بنت من الشارع روحي دوري على أهلك
ناهد.. كفاية يا ناهد
تجمدت في وقفتها تلتف خلفها بعدما أرتطم جسد عبدالله بالأرض فلم يتحمل قلبه رؤية وسماع المزيد.. وحده من يستحق حړقة القلب وحده من يستحق المۏت.. صړخت بقلب خائڤ
عبدالله.. عبدالله
...
أرتجف قلبها خوفا وهي ترى حركة سكرة وصهيلها بعدما كانت ساكنة تتمسح بها.. الټفت خلفها ببطء ولكن سرعان ما تلاشي خۏفها وانبسطت ملامحها براحة كحال أنفاسها التي أخذت تزفرها بهدوء وبطء
سليم بيه..
هتفت اسمه بسعادة كالطفلة الصغيرة وقد لمعت عيناها بتلك النظرة التي لم يفهمها يوما.. اقتربت منه بعدما تأملت سعادة سكرة لرؤيته
كنت بحكي لسكرة عنك يا بيهكنت بقولها إني بحبك أوي.. وأنك جميل وطيب وشبه الشاطر حسن
هتفت عبارتها ببساطة دون أن تنتبه لنظرة عيناه الفاحصة لها
تعلقت عيناها نحو يديه التي أرتفعت لتقبض على كتفيها فاصبحت أسيرة ذراعيه
أنت عايزه إية بالظبط يا فتون.. قوليلي عايزة إية بالظبط
طالعته پخوف وقد داهمتها تلك الليلة التي رسخها مسعد في عقلها.. ابتلعت لعابها وهي تحاول الأبتعاد عنه ولكنه كان يقبض على كتفيها بقوة قد ألمتها
أنا مش عايزة حاجة
متابعة القراءة