رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

ملك بعدما أستمعت لجزء من حديثهم.. وجلست على فراشها تهاتفه ولكن لا إجابة كانت تحصل عليها إلا تلك الرسالة التي حفظتها
ناهد أنت بتقولي أيه عريس أيه اللي رفضته .. ما له الولد أيه عيبه 
عبدالله مش موافق يا كاميليا.. وبصراحه أنا مش عايزة أتجادل معاه بخصوص ملك أكتر من كده.. عبدالله بقى ديما شايفني أني خلاص مبقتش أحبها 
وأحنا عايزين أيه غير مصلحة ملك.. أنتي ناسية أن من حق أي عيلة تعرف حقيقة ملك.. 
ألتفت كاميليا تطالع أعضاء الجمعية الجالسات خلفها وأردفت بعدما نظرت نحو ساعة معصمها 
قبليني بعد ساعة يا ناهد أكون خلصت أجتماع الجمعية 
والساعة مضت وها هي تجلس أمام شقيقتها تتلاعب بها الشكوك 
مش معقول يكون رسلان بيحب ملك.. انا فاكره أنه قبل ما يسافر كان بيتريق ديما على جسمها 
أرتشفت كاميليا من كأس الشاي خاصتها تنظر نحو الوافدين لذلك المطعم
ناهد أنا مش بقول أن رسلان بيحب ملك.. لكنه معجب بشخصيتها وده اللي بقيت ألحظه من كلامه مع ميادة عايزها تكون زي ملك 
وتنهدت وهي تتذكر حاله الذي أنقلب منذ أن عاد 
ميادة مش بتبطل كلام عنهاوطبعا التغير اللي حصل لملك واتفاجأ بي لما رجع من سفره خلاه معجب بيها وملك ماشاء الله عليها ليها حضور 
رسلان بيحب ملك يا كاميليا وأنت بتحاولي توصليلي ده بصورة تانية مش كده 
هي تعلم أن شقيقتها ليست بالغبية ولكنها تبحث عن أفضل الطرق حتي لا تجعل أحدا خاسرا.. أكملت إرتشاف الشاي خاصتها بتمهل وهدوء عكس ما يدور داخلها
وأنا هلف ودور عليكي ليه يا ناهد.. انا كل اللي بقوله بلاش تفضل ملك في وش رسلان بمميزاتها لأن ده هيضيع فرصة مها ولا أنت مش عايزه رسلان لمها 
ديه الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايزاها يا كاميليا وأنت عارفه ده 
هتفت بها ناهد بإصرار تنظر نحو شقيقتها تدير الأمور بعقلها 
بس أنت عندك حق طول ما ملك قدام رسلان عمره ما هيشوف مها.. رغم ان مها أجمل لكن ملك مميزة 
أسترخت ملامح كاميليا بعدما وصلت لهدفها الذي لا تراه إلا هدفا مشروعا
وهو ده اللي أقصده يا ناهد.. العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك. 
...
وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ..أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تريد الرحيل 
فتون 
توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها.. ألتفت نحوه تسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به
نعم ياسليم بيه 
جلس على مقعده وكأنه لم يكن يناديها منذ لحظات.. تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان بعيدا تماما عن تجاهله 
الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها 
أخرجت نفسا عميقا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي روحها الهشة 
هتسافر معاه..
طالعها متأملا ملامح وجهها المنطفئة.. خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تدير جسدها متجها نحو المطبخ 
محتاج مني حاجة تانية يابيه 
لا يافتون شكرا 
تعلقت عيناه بها.. الشيء الذي نسي موضعه يتحرك.. يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها.. ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده
وعبارة واحدة أصبح دائما في ترديدها 
سامحك الله يا سيدة ألفت.. 
أخذ يسعل بشدة دون توقف فأنتفضت من علي مقعدها بالمطبخ تسرع إليه وقد أنتفخت

________________________________________
أوداجه من شدة السعال 
تناول كأس الماء يرتشف منه.. ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد علق.. طالعته مترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها 
دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة.. وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف 
بقيت كويس يابيه 
أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة 
الحمدلله.. شكرا يافتون 
وهي لم تكن تنتظر منه أكثر من هذا.. شكر ونظرة حانية تشعرها أنها ما زالت من جنس البشر 
إنه يوم الوداعذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها.. ضمتها السيدة إحسان إليها بقوة 
أسفه يابنتي سامحينيڠصب عني 
وهي كانت خير من يعلم.. عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها 
بكت السيدة إحسان كما بكت هي 
دافعي عن حقك يافتون يابنتي
وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها 
أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل 
طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها 
ده مفتاح الشقة يافتون يابنتيخلي معاكي محدش ضامن اللي جاي
دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب 
امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي 
وضعته السيدة إحسان
تم نسخ الرابط