رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
تنم عن هدوء صاحبها
فتون عايزة تطلق يا حسن
العبارة لم تأخذ الكثير من الوقت حتى بدء حسن يستوعبها.. فتون تلك الحشرة الصغيرة التي تزوجها ليرضي رغباته ويشبعها تطلب منه الطلاق بل وتضعه أمام أكثر رجلا يمقته.. نعم إنه يكره هذا الرجل الواقف أمامه يكرهه لدرجة لا توصف
بنت...
همس عبارته التي بترها ينظر نحو الذي أصبح أمامه دون أن يفصلهما إلا خطوات بسيطة
تعلقت عينين حسن فتلك النبرة التي يحادثه بها رب عمله لا تدل إلا على شىء واحد فتون قد أخبرته بالكثير بل والأكثر
ازدرد لعابه يرفع هامته عاليا فهل يظن رب عمله إنه يمتلك القرار عليه في تطليق زوجته.. راقبه سليم بعينيه ينتظر جوابه وتلك النظرة المتحدية التي يطالعه بها حسن قد علم منها جوابه
...
تأملت المكان حولها ورغم إنها أتت إليه من قبل ولكنها كانت تحدق بكل شىء وكأنها تراه لأول مرة.. لم يكن الإنبهار ما يحتل عينيها الواسعتين بلونهما الأسود ولكن الراحة وذلك السلام الذي تمده لها الطبيعة كان وحدهما ما تشعر بهما
همست لنفسها وهي تسير وسط الأشجار في مزرعة السيد عظيم
كانت الحقيقة التي خاطبت بها حالها.. إنها كبرت لأعوام..
ارتجف جسدها من لسعة الهواء الباردة المنعشة.. تتذكر رسالة حسن لها
حسن يخبرها أن تتعقل حتى لا تنال بطشه.. وكأنها لم تنال يوما بطشه
حسن عمره ما ھيأذيكي.. سليم بيه وعدك بكدة يا فتون.. سليم بيه مش هيسيبه يعمل فيا حاجة
لا أصحى يا فتون.. أصحي من أحلامك.. أنت خادمة عند البيه
رددت لحالها حتى تجعل قلبها يكف عن رسم المزيد من أحلامه
قضت باقية تجولها في الضحك على حالها ومخاطبة نفسها..
عادت للمنزل بشعور جديد وقد تناست للحظات من هي وأين هي
الجد عظيم كان يجلس في شرفة المنزل الواسعة التي تطل على الحديقة يحتسي الشاي الخاص به يستمتع بغروب الشمس ويحلق بذكرياته في سنوات قد مضت
اندفعت نحوه تجثو على ركبيتها تلتقطها وتمدها له.. رمقها وهو يعقد حاجبيه يدقق النظر فيها
أنت الخدامة اللي جابها سليم معاه قبل كده.. مرات السواق
والحقيقة التي تناستها للحظات عادت تذكرها من هي.. اعتدلت في وقفتها بعدما التقط منها عصاه
أيوة يا بيه
فحصها الجد بعينيه يتذكر ما أخبره به حفيده عنها ليلة أمس عندما جاء بها
أعمليلي شاي بالنعناع.. عشان شاي نعمات وحش وبيسد النفس
كتمت ضحكتها بصعوبة.. الجد متذمر من صنع خادمته لكوب الشاي خاصته
انصرفت من أمامه تعد له ما أراد..عادت بكوب الشاي تنتظر تقيمه ليطالعها الجد وقد تلاشي عبوسه
بتعملي شاي حلو.. بعد كده أنت اللي هتعمليلي الشاي يا..
فتون يا بيه
اندمج الجد مع كوب الشاي خاصته وكأنه بتلك الطريقة أعطاها موافقته على مكوثها في منزله
عادت بأدراجها نحو المطبخ حيث المكان الذي تنتمي له وإليه مهما حلقت بخيالها
نظرت إليه عبر مرآتها بعدما أنهت تزينها
________________________________________
وتأملت هيئتها الأخيرة
لا لا أنت مش عجبني النهاردة يا حسن.. مش في المزاج خالص
اقتربت منه تميل نحوه تظهر له مفاتنها.. ولم يكن حسن إلا رجلا جائعا.. حدقت به بعدما انتقلت عيناه نحو جسدها يفحص هيئتها ويزدرد لعابه
هي نمرتك قربت
تجلجلت ضحكتها الرنانة عاليا في الغرفة الخاصة بها بذلك الملهى تعود إلى مرآتها ثانية تنظر لهيئتها.. مازالت جميلة ومازالت تعرف أين هي مواضع أسلحتها
ماجوبتنيش يا حسن.. إيه اللي شاغل عقلك
الزفته اللي عملت منها ست وجيبتها من تحت الجاموسة عايزه تطلق
الټفت إليه تظهر صډمتها
تطلق! .. اوعي تقولي بسبب إنها شافتنا مع بعض في شقتك
واقتربت منه تحاوط عنقه بذراعيها
بصراحة عندها حق يا حسن.. أي ست مكانها هتعمل أكتر من كده
وهي اللي زيها ست.. مش تحمد ربنا إني اتجورتها
ابتعدت عنه تنظر إليه.. الرجال هم الرجالو حسن يذكرها بأقذر الرجال.. رجل اضاعها فقررت أن تضيع حياة الكثير منهم
شعرت بيديه حول جسدها..فابتعدت عنه تزيل عنها ذراعيه
بقولك عندي نمرة يا حسن.. وده شغل يا حبيبي
جذبها نحوه وقد لمعت عيناه ببريق تعلمه
متابعة القراءة