رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
مغادرة بحقيبة ملابسها
أنا مش فاهمه حاجه يا بنتي.. سليم بيه خرج مش شايف قدامه وأنت نازله بشنطة هدومك
ازدردت لعابها تتحاشا النظر للسيدة ألفت
راجعه ما كانت ما جيت راجعه لأهلي
تعالت شهقة السيدة ألفت في صدمة أشد فعن أي رجعه تتحدث
لو هتروحي زيارة ليهم يا بنت.. ده حقك لكن بلاش يا بنت تهدمي بيتك وحياتك.. أنت وسليم بيه اتخطيته مصاعب كتير في حياتكم
في طفل بقى موجود خلاص بينكم.. وسليم بيه بيحبك
ابتلعت غصتها قهرا فالحب سينتهي ذات يوم.. عندما يفيق من زهوته ويدرك تلك الحقيقة التي تغافل عنها..إنها لا تصلح له.
عاد الضعف يغزو سائر جسدها تطالع السيدة ألفت بنظرات أسفه هو أعطاها حرية القرار.. أخبرها أنه سيترك علاقتهم تقررها الأيام.. وكأنها غبية لم تفهم مقصد عبارته.
اهربي من الماضي يا بنت لأنك لو مهربتيش منه هتفضلي طول عمرك واقفه في نفس النقطة
....
حدقها كاظم بنظرات قوية بعدما دلف الغرفة ورأها تسحب حالها من فوق الفراش تلقي بهاتفها
كاظم أنا لازم أخرج.. فتون محتاجاني
البلد كلها محتاجه جنات هانم تحل ليهم مشاكلهم.. اتفضلي يا جنات هانم عشان متتأخريش على إلتزاماتك
توقفت عن ارتداء ثوبها تلتف إليه فلم تجد منه إلا إشارة نحو الباب المرحب بمغادرتها
مالك واقفة مستغربة ليه
ازدردت لعابها تنظر نحو نظراته الخالية من أي تعابير
وضعت بيدها فوق بطنها لعله يفهم إشارتها ولم يكن بالغافل عن الأمر
الصورة وضحت يا جنات بالنسبالي.. أنت رافضه طفلي من البداية
ارتفعت وتيرة أنفاسها تبتلع لعابها في صدمة فعبارته لا توحي إلا بشئ واحد.. هل يظنها تريد التخلص من طفله
كاظم أنت فاكرني بعمل كده عشان اتخلص من الطفل.. أنا بشعه لدرجادي في وجهة نظرك
ذلك الحب الاسطوري الذي تبحث عنه في حياتها معه ربما لا ينجح علاقتهم..
كاظم تقبل صفاتها التي لا تناسبه وهي تقبلت ما يمنحه لها من حب في أوقاتهم الخاصة إعطائه لها حرية لم تكن تظنه يعترف بها..
بصدق اعترفت لنفسها أن فشل علاقتهم هذه المرة ستكون هي السبب.. لأنه يسعى لنجاح زواج ارغمته عليه.. فعن أي كرامة وتمرد تسعى.
سليم ساب القرار لفتون سابها تختار حياتها معه أو من غيره.. أداها الفرصة أخيرا تختار تعيش من غيرهأنا السبب في دفعها لحياة سليم النجار من تاني.. باتفاقي معاه إنه يساعدني ارجع الأرض منك..
ابتلعت غصتها بمرارة تنظر نحو ملامحه التي صارت جامده رغم علمه بكل شئ
اقنعتها إنها مخرجتش من عالم سليم النجار.. حتى الجمعية اللي اتولت حالة فتون وتأهيلها.. كانت عيلة النجار من مؤسسيها
اقتربت منه تطرق رأسها في خزي ومازال رنين الهاتف يتعالا بنغمته
فتون سامحتني لكن مسمحتش نفسي.. وعدتها هقف معاها لحد ما تتخرج وتحقق حلمها وعدتها تتجاوز سليم النجار اللي كانت بتحبه كبطل خرافي.. ووعودي كله راحت وسليم بيعرض قدامي مقابل مساعدتي ليه.. منصب عالي في شركته او فلوس في حسابي.. وانا اختارت ادخل حياتك.. اختارت اكون في عيله معترفتش بيا وانا بمد أيدي لجودة باشا وبقوله أنا بنت ابن عمك
صمتت عن الحديث تنظر لعيون كاظم تلمح في نظراته دفئا
كاظم أنا أنانية..حتى أنت بلومك على أفعالك وأنا اجبرتك تتجوزني
تقابلت عيناهم وقد عاد رنين الهاتف يتعالا كفوفه امتدوا نحو وجهها يمسح دموعها بأنامله مبتسما
ممكن ننسى النقطه ديه من حياتنا يا جنات حقيقي لازم ننساها..
كاظم يتحدث عن تجاوز الأشياء يتجاهل غضبه منها..
عيناها جالت فوق ملامحه فابتسم مازحا
طبعا الشخصية اللي قدامك مش أنا.. وبلاش نظرة التعجب لأني بحاول اكون
________________________________________
شخصية جديدة معاكي يا جنات..لكن لو استمريتي في اسلوبك اللي كله عناد وتهور.. أنت الوحيدة هتكوني خسرانه وخلي نسخة كاظم القديمة بقى تعجبك
ورغما عنها كانت تنفرج شفتيها بضحكة قوية.. يبهرها في البداية بحديثه الذي يدهشها ثم يضيع كل شئ
اتسعت ابتسامته ورنين الهاتف مازال مستمر تعلقت عيناها به فتمتم بحنان صار يتغول داخله
نسيتي هدفك السامي في مشكله فتون
اتسعت عيناها لوهلة تستوعب رنين الهاتف
فتون.. التليفون.. يا نهار..
دفعته عنها تلتف بجسدها نحو الفراش تلتقط الهاتف تستمع لصوت السيدة صباح المعاتب
فتون في شقتك بتعمل إيه يا جنات.. كده يا جنات بدل ما تعقليها تخليها تسيب بيت جوزها
.
توقف بسيارته على سفح جبل المقطم يحدق ببقعة الضوء بملامح خلا منها كل شئ.
ترجل من سيارته يستند على مقدمتها يغمض عيناه لعلا تلك المشاهد تغادر عقله.. حتى لو لم تكن هي.. فهو لا يصدق أن هذا الرجل كان يعاشرها وكأنها
متابعة القراءة