رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

فتون به واسرعت نحوه في لهفة صادقة
هي كويسة الطفل منزلش..
حاول الطبيب أن يخرج حديثه مرتبا وبوضوح حتى لا يعلقوا أمالهم على هذا الطفل فالحمل ضعيف خاصة بعد تلك الرحلة الجوية المضطربه التي أتت عليها ومع سنوات عمرها الخامسة والأربعون لا يستطيع إلا قول إستعدادهم لفقد الجنين.. فقد فعل ما بوسعه ولكن الأمر أصبح متروك للساعات القادمة
مقدرش اقولكم علقوا أمالكم على إستمرار الحمل عمر خديجة هانم ميسمحش للحمل ويعتبر حدوثه من الحاجات اللي بتحصل بالصدفه.. اكيد فهمني طبعا يا سليم بيه
يعني إيه ممكن ينزل متخليهوش ينزل..
هتفت بها فتون تحملق ب سليم الذي خرج عن صمته أخيرا
المهم هي عندي مش مهم أي حاجه تانيه..
اماء له الطبيب متفهما فحملقت بهم فتون في صډمه
أنت عايز الطفل ينزل يا سليم..
انسحب الطبيب من أمامهم تاركا تلك المناقشات العائلية
فتون خلي السواق يوصلك
طالعته في دهشة فما الذي لا يعجبه في حديثها.. هي ترغب من كل قلبها أن يبقى هذا الطفل تلك السيدة التي اضاعت سنوات عمرها في السعي وراء نجاح أعمال العائلة فالوقت الذي كان هو فيه لا يهتم لا بحاله. 
ابتعدت عنه تتأخد أحد المقاعد مكانا للجلوس عليه رافضة إقتراحه الذي لم يعجبها. 
تجاهلت قراره متحاشية النظر إليه وسرعان ما عادت تحملق به وهي تراه يسير من أمامها قاصدا المصعد
خرج من بوابة المشفى يشعر بحاجته القوية للتدخين فلم يعد يطيق ألم رأسه
تحرك نحو احد المقاعد الخشبية وجلس شاردا لا يقوى على تصديق ما وصل إليه من قبل عن علاقة عمته بشقيق كاظم النعماني معلومة لم يلقي لها بالا. 
ضاقت عيناه ينظر نحو العم الجميل القادم نحوه وقد تهللت أسارير الرجل الذي يقف معه سعيدا لرؤية صديقه هنا في البلدة وأسرع نحوه بعدما تمتت بكلمات معتذرة
ده احنا النهاردة وكأن يومنا عيد البيه وأنت مرة واحده هنا..
ضم العم جميل رفيقه وقد جمعهم العمل في أراضي السيد عبدالرحيم والد جسار رحمه الله
أول ما عرفت أنا وسعاد إن البيه قرر يجي البلد قولنا نحصله
هتف العم جميل بكلماته ينظر نحو رب عمله الواقف على بعد منه في عشم فما فعلوه لن يغضبه
تحرك جسار نحو العم جميل فاقترب منه هو الأخر
أنت جيت إزاي ياعم جميل ومبلغتنيش ليه إن عايز تيجي كنت أخدتك معايا
اسرع العم جميل في إجابته سعيدا برؤيه نمو بعض المحاصيل وقد أنتجت ثمارها
الست سعاد فجأه لقيتها طالعالي من المطبخ تقولي نعملها ليك مفاجأه.. الحبايب وحشوها الظاهر فأخدتها حجة.. ما أنت عارف يا بيه مش بتحب تسيبك لوحدك.. تقول مين اللي هيأكله ويهتم بي
تمتم بها العم جميلفلاحت شبه ابتسامة على شفتيه ولكن سرعان ما كان يتذكر ما صرفه عن عقله منذ ساعات شاغلا عقله بمشاكل المزارعين والمحاصيل
حتى بسمة اتفاجأت بقرارنا كانت عايزه ترجع وإحنا في نص الطريق.. لكان سعاد محدش يقدر يخالف قراراتها
ضحك الواقف جوارهم فهو اكثر من يعرف صفات سعاد تلك المرأة التي جمع بينهم العمل هنا وأعدوها كشقيقة لهم
ارتسم فوق شفتي جسار الجمود فهل هرب من وجودها ليصرف تفكيره عنها ويعود كما كان لا يراها إلا فتاة صغيرة يعطف عليها وقد علقتها ملك في رقبته كلما حادثته واخبرته مرارا عن المعاناه التي عاشتها بسمة
أغلقت حاسوبها الشخصي بعدما انتهت ساعات عملها حركت ظهرها للخلف قليلا حتى تشعر ببعض الإسترخاء.. فقد بات كل شئ مرهق لها ولكن هذا ما اختارته أن تهلك نفسها في العمل حتى تنسى ما عاشته وما تعيشه عائلتها. 
المنزل أصبح كئيب والدها أصبح في قلق دائم بسبب إحتمالية عزله من منصبه كوزير و والدتها مازالت لا تتحدث.. وانعزلت عن الجميع وقد وجدت في عزلتها راحة لها.
رسلان و ملك قرروا البعد عنهم ولا تستطيع لومهم على قرارهم فقد عانوا كثيرا
عادت لوضيعتها السابقة ټدفن رأسها بين راحتي كفيها قبل أن تنهض ف أمامها طريق طويل من الاسكندريه إلى القاهره وقد اعتادت عليه بعدما أعطاها صديقها هذا العرض لتعمل معه فلا بأس أن تأتي ثلاثة أيام بالأسبوع لا غير فعملهم لا يحتاج للوجود الدائم فالحاسوب هو وحده رفيقهم في عملهم. 
بضعة طرقات اخرجتها من شرودها لترفع رأسها تنظر نحو الوافد ولم يكن إلا حسام رفيقها منذ أن كانوا زملاء بالجامعه وأصبح الأن رئيسها بالعمل
قولت اجي بنفسي اقولك الخبر اللي واثق إنه هيفرحك.. التطبيق عجب الشركة جدا وبدأت بالفعل تشغله على أجهزتها
التمعت عينين ميادة بسعادة ونهضت من فوق مقعدها
إنضمامك لينا يا ميادة عمل فرق قوي معانا
ازدادت سعادتها وهي تستمع لمديحه فالبعض يشعر بالحنق لاعطائها مميزات لم يحصلوا عليها
بالعكس يا حسام وجودي معاكم رجعني تاني لشغفي وحبي للبرمجة ده غير طبعا إرشادتك ونصايحك ليا
نصايح مين يا بشمهندسه إحنا اللي بنتعلم منك.. وبنستغل خبرتك ودراستك
خطفت ابتسامتها الخجوله فؤاده كما
تم نسخ الرابط