رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
جسار
ماما لو سامحتي اخرجي دلوقتي وأقفلي الباب وراكي
انصاعت السيدة فاطمة لطلبه تغلق باب الغرفة خلفها وقد تعلقت عيناها بتلك التي ترقرت الدموع في عينيها
ده طردني وكأني جايه اطلب حسنته
ربتت السيدة فاطمة على كتفها تخبرها بما سوف تسمعه منه يوميا مدام إختارت العمل هنا
حببتي جسار بيطرد كل الشغالين هنا بنفس الأسلوب والكل بقى يتقبل ده.. الكل بيفتكرله اد إيه كان إنسان جميل وحنين .. أرجوكي حاولي تتقبلي ده ولا أنت رجعتي في رأيك
ده أنا أرتحت ليكي يا بنتي
وهل لديها خيار أخر حتى ترفض ذلك العمل والمأوي
ابتلعت تلك الغصة التي عاد ټقتحم فؤادها وصوت ناهد يتردد في أذنيها بقسوته
..
طالعها الجد عظيم بعدما أعطته حبة الدواء.. إنه يشفق عليها وعلى تلك القوقعة التي تعيش فيها.. يعلم أن هناك من في أعمارها أكثر نضجا منها ولكن الحياة هي من تعلم المرء النضج وكما يظهر له منها إنها عانت حتى في منزل والديها.. هناك الكثير من الفقراء ولكن إذا نظرت لأولادهم تشعر بشبعهم وقوتهم ولكن كحال فتون الأهل يعيشون في نفس الحقبة التي عاش فيها والديهم بل وأجدادهم
ارتعش كفها وهي تلتقط منه كأس الماء بعدما أرتشف منه القليل
لا يا بيه
وليه مقولتيش ليهم
اطرقت عيناها أرضا تتذكر ټهديد حسن إليها وضربه لها
كان بيضربك
اغمضت عيناها بقوة تتذكر ما نالته تحت يديه وكيف جعلها ضعيفة مکسورة
لو كنتي قولتي لأهلك اللي بيعمله فيكي مكنش فضل يضربك ويهينك .. الأهل سند لولادهم يا بنتي حتى لو غلطوا في حقهم
كل الرجالة بټضرب ستاتهم .. لازم تسمعي الكلام وهو لما يلاقيكي مطيعة وبتسمعي كلامه مش هيضربك.. فتون الست لما بتطلق مبيكونش ليها عوزة
إمسحى دموعك يا فتون.. وأسمعيني كويس
رفعت عيناها نحوه فرمقها الجد بنظرة حانية
بعد ما سليم يديكي ورقة طلاقك من جوزك لازم تروحي بلدك.. أهلك لازم يكونوا عارفين حياة بنتهم وصلت لأيه ولفين.. حفيدي ممكن يساعدك بالفلوس لكن ما يقدرش يقدم ليكي أكتر من كده..
بس أنا مش عايزه أسيب سليم بيه.. سليم بيه حنين وبيعاملني كويس ووعدني إنه هيساعدني اكمل تعليمي وأنجح
حفيدي مدام وعدك إنه يساعدك.. هيساعدك يا بنتي بس لازم تعرفي إن طريقك اللي هيبدء.. هيكون من غيره زي ما هيكون من غير حسن
كلمي اهلك يا فتون عشان قريب هتمشي من هنا
والكلمة أخترقت أذنيها لقد اقترب موعد رحيلها الذي لم تحسب موعده
بعقد زواج عرفي كانت توقعه تلك التي جاورته على الأريكة في تلك الشقة التي استأجرها
مكنش ليها لزوم الورقتين دول يا بيه.. ما أنت عارف أهم حاجة الفلوس في شغلنا
طالعها سليم بعدما تناول منها الورقتين ينظر إليها بتقزز وهي تمضغ تلك العلكة
صوتك مش عايز اسمعه مفهوم...وياريت ترمي اللي ف بؤك صدعتيني
خلقك ضيق يا بيه..
بصقت العلكة من فمها مما زاده تقزز فاردفت بتسأل بعدما تذكرت المبلغ المالي الذي أخبرها به
هو صحيح هتديني المبلغ ده يا بيه
اجتذب يدها نحو الغرفة بعدما ضجر من حديثها.. كانت أبشع تجربة يلقي نفسه فيه.. أراد أن يجرب ذلك النوع.. أراد أن يرى تلك المتعة التي كان يحصل عليها صفوان النجار.. حاول أن ينغمس في تلك القبلات.. يتخيل التي بين يديه خادمته الصغيرة ولكنه لم يشعر إلا بالخواء
مالك يا بيه.. هو انت طلعت منهم ولا أيه
رمقها بنظرة قاټلة بعدما وقف يمسح على وجهه.. لم يعد يفهم حاله لم يعد يعرف ماذا يريد.. تلك النظرة التي تطالعه بها ټقتحم عقله وتتوغل في أعماقه.. لقد أحب تلك الصورة.. صورة البطل.
هي الليلة أنضربت ولا إيه
احتدت عيناه يطالع تلك
________________________________________
التي مازالت تنتظره مرحبة.. اقترب منها يجذبها من فوق الفراش بقوة قد راقتها
لا أنت شكلك جامد يا بيه بس مش مركز
ركضت من أمامه تلتقط حذائها تضم المال الذي ألقاه عليها
متابعة القراءة