رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

حاجة خليتك ترجع اسكندريه فجأه.. مش قولت هنقعد يومين
استرخت ملامح السيدة سعاد قليلا تستمع له وتحرك رأسها في تفهم وكأنه يراها
تراجعت بسمة للخلف وقد صدمها ما سمعته لقد غادر المزرعة في الصباح الباكر.. والسبب واضح لها وحدها. 
غادرت المطبخ تاركة العم جميل منشغلا في البحث لها عن مسكن لألم رأسها
غشت عينيها الدموع تلطم موضع قلبها
ليه لحد دلوقتي متعشم في حبه ليه عايز تتحب من راجل قاسې.. شايفك متساوش شئ.. اصحى بقى وافهم إنك غبي بتدور على اللي يوجعك
مش هتشفي من مرض حبه غير لو بعدتي عنه يا بسمه اوعي تكذبي على نفسك أنت بتحبي.. اتوهمتي بالحكايات وافتكرتي إنه ممكن يحبك
..
اندفع سليم لداخل غرفته بعدما تعالا صوته يأمر تلك التي نهضت عن مكتبها تخبره أن السيد كاظم أعطى أوامره ان لا يدلف إليه أحدا ولا ترسل له مكالمات حتى لو كانت هامة. 
أجفل كاظم من دخول سليم بتلك الطريقة الهوجاء وقد صډمه ذلك الوعيد الذي يراها في عينيه
قول لسكرتيرتك تطلع بره المكتب خالص ولا حابب كلامنا يوصل لموظفينك 
ابتعد كاظم عن

________________________________________
مكتبه مشيرا لتلك الوافقة في ذهول من صفاقته فهي تعاملت مع سليم النجار مرات عدة من قبل ولكنها لأول مرة تكتشف هذا الجانب الفظ من شخصيته. 
نفذت الوافقة الأوامر تسحب حقيبتها من فوق سطح مكتبها فعليها تنفيذ الأوامر دون أسئلة
سليم لازم نتكلم بهدوء وعقل لأن اللي حصل حصل خلاص وخديجة وأمير متجوزين فعلا مش مجرد علاقة عابرة
فين أخوك الصايع يا كاظم
تجاهل سليم حديثه غير عابئ بشئ لا يرى أمامه إلا صورة عمته في أحد نساءه اللاتي تزوجهم سرا
كنت عارف بعلاقتهم يا كاظم والوضع طبعا كان عجبك
تصلبت ملامح كاظم في صډمه فما هذا الهراء الذي يتحدث به
أنت واعي لكلامك يا سليم سليم أنا مقدر صدمتك لأني زيك كنت مصډوم لما عرفت بجوازهم..
أخوك لو منزلش مصر في ظرف يومين أنا هعرف كويس اجيبه
طالعه كاظم في ذهول فقد رحل ناهيا الحوار دون أن يستمع إليه .. هو مثله لا يرى تلك الزيجة مناسبه لكليهما ولكن ماذا عساه أن يفعل وقد أجبره شقيقه على تقبل الأمر
.
جلست فتون فوق الفراش بعدما عادت من المشفى حتى تزيل عنها ملابس أمس زفرت أنفاسها بأرهاق تحاول إستيعاب ما حدث.. فرغم وضوح كل شئ إلا إنها مازالت لا تصدق.
اخرجها رنين هاتفها عن شرودها.. فالتقطته دون أن تنتبه على رقم المتصل
فتون
تمتمت بها جنات وقبل أن تخبرها جنات عن عودتها كان صوت أحمس يتعالا بحماس فقد أتت الكبيرة خاصتهم ولكنها لم تأتي لهم بهدايا
سمع الجيران كمان يا أحمس واقولهم إن جنات رجعت من غير هدايا
التقط أحمس الهاتف منها متجاهلا تبريراتها
شوفتي يا فتون وأنا اللي كنت متحمس اشوف الهدايا اللي هتغرقني بيهاسافرت إيطاليا ورجعالنا ايديها فاضيه لا وجاية تتغدا عندنا وخالتك صباح بتعملها كل الأكل اللي بتحبه وشيلاها على كفوف الراحه وبتدلع فيها
حاولت فتون إستيعاب ما تسمعه
هي جنات رجعت مصر
لا تعالي يا جنات كلمي فتون لأني حاسس بضيق نفس
صدحت ضحكات جنات لا تصدق أن فتون حتى هذه اللحظة تظن إنها تتوهم
أنا عارفه إني كنت وحشاكم يا جماعه اوعدك مش هسافر تاني.. اصل كاظم ده محدش يسافر معاه
تمتمت بها جنات بمزاح تنظر نحو أحمس الذي التوت شفتيه تهكما نافيا لها برأسه إنهم لم يشتاقوا لها لهذا الحد
جنات أنت تعرفي بجواز خديجة من أمير
طال صمت جنات فلم تفسره فتون إلا إن صديقتها كانت تعلم ولم تخبرها
سليم أفتكر إني كنت عارفه يا جنات ومخبيه عليه
أنت تقصدي إيه.. إنه اتهمك إنك على علم بجواز عمته.. فتون صدقيني أنا مكنتش عارفة حاجه أنا كان عندي شكوك لكن مكنتش متأكده حتى كاظم كان جواه مجرد شكوك
توقفت جنات عن الحديث تلتقط أنفاسها تنتظر سماع رد فتون
سليم فاكر إنه لعب بعمته وضحك عليها
هو مين يقدر يلعب على خديجة النجار يا فتون خديجة النجار ست ذكية جدا..
خديجة حامل يا جنات
هوت جنات فوق المقعد الخشبي الذي وقفت تستند عليه للحظات وقد الجمها ما سمعته
خديجة حامل..! 
زفرة طويلة خرجت من شفتي فتون ومازالت تلك اللحظات تخترق عقلها
الجنين وضعه مش مستقر يعني ممكن في أي لحظه تفقد الطفل..
فتون.. أمير بيحب خديجة ولو عرف بموضوع الطفل مش هيسكت غير إنه ميعرفش لحد دلوقتي إن خديجة نزلت مصر.. كاظم قايله إنها في رحلة عمل حتى مديرة مكتبها بلغته بكده .. خديجة لازم تقرر وتواجه واوعي تقوليلي المجتمع زي ما اتزرع في عقلك زمان
أنا عايزه الطفل يعيش يا جنات..أنت مشوفتيش خۏفها لما عرفت إنها حامل حملها كان صډمه لينا كلنا حتى هي لكنها دلوقتي متعلقه بالأمل
أنا مش هبلغ كاظم بأي حاجة عرفتها
تم نسخ الرابط