رواية لمن القرار بقلم سهام القلب

موقع أيام نيوز

كل من جسار و رسلان ومن حينا إلى
أخر كان يرمقهم بنظرات فاحصه ثم يهندم من ملابسه وينظر لأهل الحارة بفخر كان يري الفضول في أعينهم وهو كان أكثر من سعيد بالأمر 
واخيرا انقضى اليوم وتم إكرام العم حسني في دفنته 
وها هم يقفون أمام ملك التي وقفت تشكرهم عما فعلوه معها ورغم ضيق رسلان إنها لم تستنجد به ولم تهاتفه كما فعلت مع جسار وأتى إليها من الاسكندرية إلى القاهرة على الفور رغم أنه هو الأقرب حنقه كان يزداد وهو يري ذلك الرابط القوي الذي يربط بينهم إزداد حنقه اكثر وهو يستمع لسؤاله والذي كان سيسأله لها للتو ولكنه سبقه فيه كما أصبح يسبقه في كل شئ خاص بها 
محتاجه حاجة مني يا ملك اعذريني مضطر أرجع على اسكندرية عندي إجتماع مهم بكره
شكرا يا جسار 
تحرك خطوة للخلف فخانته عيناه في التفافه خاطفة نحو تلك التي انكمشت على حالها محتشية بالسواد
طالعه رسلان بعدما رمقه الأخر بنظرة طويله ثم إنصرف جسار راحلا 
مش هعاتبك دلوقتى يا ملك على تصرفك 
طالعته دون فهم فاردف بمقت يزفر أنفاسه يحاول طرد ذلك الشعور منه 
لولا مكالمتك للخدامة عشان تطمني على الولاد مكنتش هعرف نفسي افهم بتعاقبيني عشان إيه 
تنهدت بإرهاق فلم يعد لديها طاقة للحديث 
أنت شايف ده وقته للكلام اللي زي ده يا رسلان شكرا يا دكتور على وقوفك معانا 
الټفت بجسدها تجر خطواتها نحو بسمة التي سارت مترنحة نحو غرفتها تعالت أنفاسه بضيق فاغمض عينيه يقبض فوق كفيه بقوة اتجه نحو الدرج ولكن تيبثت قدماه فزعا وهو يسمع صړختها عاد إليه ينظر نحوها وإلى تلك المنبطحة أرضا
صوبت عينيها نحوه هاتفه باسمه 
رسلان الحق بسمه يارسلان مش عارفه مالها 
انتبهت الصغيرة نحو الحديث الدائر بين مربيتها و تلك التي غفت بين أحضانها أمس راقبتهم بعينيها 
فتلاقت عينين فتون بها قبل أن تلتقط حقيبتها وتذهب نحو عملها 
أنا ممكن أرجع متأخر النهاردة يا مدام ألفت عندي تسليم طلبيه 
اماءت لها السيدة ألفت برأسها والټفت بجسدها عائدة للمطبخ 
تحبي تروحي معايا يا خديجة 
توقفت السيدة ألفت تنظر إليها كيف اتجهت نحو الصغيره وچثت فوق ركبتيها أمامها تمسح فوق خديها 
هنروح فين 
تسألت الصغيرة وانتظرت جوابها 
عندي مطعم صغير بشتغل فيه وبعمل أكل حلو مش زي طبعا أكل مدام ألفت 
هتفت عبارتها الأخيرة فابتسمت السيدة ألفت وعادت بأدراجها نحو المطبخ 
دب الحماس في عينين الصغيرة وركضت نحو هاتفها كي تجلبها وتعطيه لها 
لازم أكلم بابي عشان خديجة مينفعش تروح مكان غير لما تقوله 
طالعتها فتون بغرابة فالصغيرة تدهشها تجعلها لا تصدق أن التي تقف أمامها ليست من صلب سليم النجار 
كلمي بابي عشان نروح سوا 
هتفت الصغيرة بضجر من سكونها فانتبهت فتون على شرودها والتقطت الهاتف تدق فوق رقمه 
سرعان ما كان يجيب على صغيرته بلهفة أخذت منها الصغيرة الهاتف ووقفت على مقربة منها تتحدث إليه 
ظلت عيناها نحو الصغيرة تراقب حركاتها التي لا تنم على إنها طفلة صغيره متمتمه دون

________________________________________
شعور داخلها 
محظوظة إنك عندك أب كده 
سحبتها الصغيرة من فستانها حتى تنتبه إليها بعدما مرت مقتطفات من طفولتها التي تفتقر الحنان 
فتون خدي كلمي بابي فتون انتي مش بتردي ليه عليا 
نفضت رأسها من تلك الذكريات فوضعت الصغيرة الهاتف في يدها وركضت نحو مربيتها كي تبدل لها ملابسها وتستعد للخروج 
فتون ردي عليا فتون انتي سمعاني 
بنتك جميله اوي 
ابتسم رغما عنه وهو يسمع حديثها بعد هذا الصمت فخرجت أنفاسه مع تنهيدة طويلة 
أكيد بتقولي دلوقتي مش معقول ديه بنت سليم النجار 
عاد الصمت بينهما فأكمل حديثه بعدما أغلق الملف الذي كان يطالعه
عايزك أنتي كمان تربيها معايا يا فتون 
ليه 
والإجابة كانت تتلقاها ببساطة 
عشان كان نفسي تكون بنتك أنتي يا فتون 
تعالت أصوات تنفسها فعلم إنها ټصارع مشاعر كثيرة داخلها أشفق عليها فهو بالفعل يحاصرها 
فتون خلى السواق يوصلكم بلاش مرمطه في المواصلات يا فتون عشان تثبتي ليا إنك مستقلة بحياتك عني
انتظر جوابها ولكن الصمت عاد ثانية فهتف اسمها ببطء وكأنه يتذوق طعاما شهيا 
فتون 
خديجة جهزت انا لازم اقفل عشان اتأخرت على احمس 
قڈف الهاتف نحو سطح المكتب حانقا لقد لفظت اسم ذلك الشاب الذي لا يحب وجودها معه ويتحمل عمله معها وتقاربهم بصعوبة حتى لا يفرض عليها قيوده تملكته الغيرة فأخذ يدور حول نفسه پجنون هاتفا 
الطريق بينا مش هيفضل طويل يا فتون لاني متأكد إنك لسا بتحبيني وشيفاني بطلك 
وقف منتفض عن مقعده يرمق تلك التي دلفت مكتبه للتو وخلفها مديرة مكتبه تطلب مغادرتها بأدب طالعته جيهان غير مصدقة عقابه 
اتفضلي أنتي على مكتبك يا استاذه فريدة 
غادرت الأخرى في صمت فتلاقت عيناهم 
طالعها بنظرة فاحصة فقد كانت على غير
تم نسخ الرابط