رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
الفراش تعطيه أبنته وتخبره أن لا يظلمها مثلما ظلمها
سقطت دموعه وكأن الخمسة وعشرون عاما كانوا أمس
خونتني يا عبدالله.. ضحكت عليا
تعلقت عينين رسلان بهما بعدما وقف يلتقط أنفاسه.. يستمع إلى هذيان عبدالله
ضيعتي بنت.. طردتيها بسبب أنانيتك وحبك لبنتك اللي خليتها صورة طبق الأصل منك.. حرمتي بنتي من الراجل الوحيد اللي حبته وحبها .. حرمتيها من حنان وكل ده ليه عشان حبيتك
ملك ضاعت يا رسلانهعيش بذنب بنتي زي ما عيشت بذنب أمها طول العمر
تعلقت عينين الجد به وتلك النظرة التي لأول مرة يراها في عينين حفيده.. إنه كان سعيد كما كانت سعيدة هي قبل إنصرافها من بينهم بعدما شعرت بالخجل لتدخلها في حديثهم وإقتراحها على ما يجب فعله حتى تعود الأرض وتنتج المزيد من المحاصيل
كانت عينين سليم تتابع خطواتها المنصرفة في عجالة فعاد الجد يهتف به
سليم.. سليم
أنتبه أخيرا على نداء جده ينظر إليه بتوتر يحاول أن يستجمع شتات نفسه
بتقول حاجة يا جدي
ارتكزت عينين الجد عليه وأخذ يضرب الأرض بعصاه الأنبوسية
بقولك فين أهل البنت ديه.. المفروض هما أولى بيها ويعرفوا بنتهم فين دلوقتي
وهي الناس الغلابه بترمي عيالها برضوة.. إيه مصدقوا يجوزوها لأي راجل ويخلصوا منها
حرك يديه على خصلات شعره مرتبكا فنفس السؤال الذي سأله حازم صديقه.. فأين هم أهلها ولما هو من سيطلقها من زوجها ويكون البطل المغوار.. لو كانت يتيمة لكان الجميع قد صمت
أبوها راجل فلاح بسيط عنده سبعة ولا ثمانية غيرها تفتكر هيهتم بيها ولا هيهتم في اللي لسا متشعلقين في رقبته
أنت عارف في القرى البسيطة لسا في ناس ما بتصدق تجوز البنت وترتاح من عبئها ومعندهومش حاجة أسمها اطلق من جوزي لازم تستحمل حتى لو هيموتها
رمقه الجد دون إقتناع ومازال يضرب عصاه على الأرض
وأنت من أمتي قلبك حنين يا سليم.. من أمتي يا ابن صفوان
نعته بأثقل الألقاب على قلبه.. جده لا ينعته بذلك الاسم إلا في زيجاته كلما علم من مصادره الخاصة
نهض الجد عن مقعده بعدما شعر بحاجته للراحة
لو هتطلقها عشان تاخدها من جوزها يبقى سيبها تروح لحالها يا سليم.. بلاش يا بني تكون شبهه
انصرف الجد صاعدا نحو غرفته.. فوقف يطالع خطواته بوجه جامد.. حازم وجده يروا إنه يفعل ذلك من أجل حاجة في نفسه.. أحيانا يصدق حسن نواياه نحوها وأحيانا أخرى يدرك سوء نيته وهو يتخيلها بين ذراعيه
فاق على صوتها وهي تناديه.. فطالعها وقد غامت عيناه بالظلام الذي يغلف قلبه كلما تخيل نفسه يشبه صورة والده
هو أنا هعمل إيه لم أطلق من حسن يا بيه.. هرجع لأهلي ولا هروح فين
طال صمته وهو يحدق بها.. هل سيجعلها فريسة تحت أنيابه ينهش لحمها فهو لن يعطيها مكانة نساءه بالزواج.. إنها خادمته
هترجعي لأهلك يا فتون وأنا هتكفل بكل مصاريفك لحد ما تدخلي الجامعة وتتخرجي منها
اتسعت عيناها ذهولا يتخللها الفرحة غير مصدقة ما سمعته
هكمل تعليمي يا بيه.. يعني هدخل الجامعة وأكون محامية شاطرة زيك
أخذ قلبه يدق پعنف وهو يري فرحتها التي أنارت ملامحها الجميلة ولمعت بعينيها الواسعتين وكادت أن تندفع نحوه تحتضنه ولكنها تمالكت نفسها ووقفت تطرق عيناها أرضا.. لم يغفل عن تلك الحركة وللعجب قد أراد أن يشعر بجسدها بين ذراعيه.. أراد فعلتها المندفعة.. الرغبة تحركه تحركه بدرجة ممېته.. لا بد أن يرجع لمغامراته ونساءه اللواتي تركهم بعد شهيرة حتى يشفي من هذا المړض.. سليم النجار يهوي خادمته بل ويهذب نفسه ليكون رجلا شريفا
رنين هاتفه أخذ يصدح في الأرجاء فجعله يفيق من ذلك الصراع الذي يعيشه ويجعله كالحائر
دقق النظر في رقم المتصل ولم تكن إلا تلك التي تريد أن تدخل في قائمة نساءه برغبتها دينا رياض أرملة صالح مراد ذلك الرجل الذي كان معروف بنزاهته موكلته الجديدة
________________________________________
التي تصر أن يمسك هو قضيتها
ألغى مكالمتها فلم يعتاد على النساء اللواتي يرمون أنفسهن عليه بل هو من كان يرمي شباكه ويسعى خلف المرأة التي يريدها بالطرق المشروعة
عاد هاتفه يضىء ولكن تلك المرة برسالتها لتتجمد عيناه على محتوي الرسالة.. حامد الأسيوطي يهدده
وضع هاتفه على أذنه بعدما ابتعد عن تلك الواقفة ينتظر إجابة تلك التي قد علمت إنها أختارت الطريق الصحيح لتقربه منها وتدفعه ليمسك قضيتها بدلا من صديقه
هددك أمتي
ابتسمت دينا بعدما
متابعة القراءة