رواية لمن القرار بقلم سهام القلب
المحتويات
يربي ويطعم
ربنا يبارك يا حاج عبدالحميد حقيقي نورتوا البيت.. لو كنت اعرف أنكم جاين كنت بعت ليكم عربيه بسوق
فضحك الحاج عبدالحميد وهو ينظر لصغاره
ده احنا عايزين أتوبيس يا بني
ابتسم سليم وهو ينظر نحو حماته التي أنشغلت في تهدأت ذلك الطفل ضعيف الجسد
هو ماله في حاجة تعباه
وهنا قد علقت عينين السيدة عبله به تخبره عن حالة صغيرها وعن عملية القلب التي يحتاجها ففلذة كبدها لديه ثقب بالقلب وقد أتوا العاصمه اليوم من أجل زيارة احد الأطباء في احد المستشفيات الحكومية
أنا أزاي معرفش حاجة زي ديه
طالعتها السيدة عبلة وقد شعرت بفداحة ما فعلت بعدما رمقها زوجها بنظرة قوية فالرجل فتح له محل الأعلاف الخاص بالمواشي بعد أن رفض أن يعيش بعائلته في مزرعته ويعمل بها ويأكل من خيراتها تكفل بمصاريف تعليم أولاده وفي توفير منزل آدمي إليهم وفرشه باثاث أصبح اهل القرية يحسدونهم عليه
اطرق الرجل رأسه في خزي كحال السيدة عبلة
كفايه عليك اللي بتعمله معانا يا بني
تحولت جلسة الطعام لعتاب ولكن كل شئ قد تم حله بمجرد مكالمة وقف يجريها
________________________________________
ويعطي أوامره لأحدهم حتى يبدء باتخاذ الإجراءات في ذلك المشفى التي يعمل بها صديقه رسلان
ابن أصول وراجل متأخرش عننا في حاجة قولت لابوكي يكلمه لكن اتحرج واه مكسفناش
علقت عينين فتون به وهي تستمع لمدح والدتها عنه وكيف سوف تفخر به وسط جاراتها حينا عودتها
انقضت الجلسة العائلية في ساعه مبكرة فاهلها لا يحبون السهر.. وقد وزعت اشقاءها علي الغرف وقد ازداد ذهولهم نحو هذه الحياة التي تعيشها شقيقتهم الكبرى
جوزك حلو اوي يا فتون
والأخرى تهتف ممتعضة وهي تنظر نحو دبلة خطبتها
ياريتني ما كنت قبلت بخطوبة الواد سيد وكنت جيت عيشت معاك هنا ويا سلام لو لقيت واحد حلو وغني من معارف جوزك
واصغرهم سنا تهتف بتعقل
انتوا تافهين كده ليه اهم حاجة الحب والسعادة مش الفلوس
أنت لسا قاعده وسطيهم وبتسمعي كلامهم الفارغ
تذمروا من حديث والدتهم فرمقتهم السيدة عبلة بمقت
مش عجبكوا كلامي قومي يا بنت بطني روحي شوفي جوزك وسيبك منهم
سليم عارف إني هبات معاهم النهاردة
تنامي بعيد عن جوزك.. إيه الخيبه اللي بقيتي فيها ديه.. قومي تعالي عايزاكي في كلمتين
واقتربت منها تنتشلها من مكانها وقد هتفت إحدى شقيقاتها معترضه
ما هي طول الوقت معاه إحنا مش بنشوفها خالص
ولكن من نظرة واحده رمقتهم بها السيده عبله ابتلعوا حديثهم وانشغلوا في العراك مع بعضهن
اقتربت فتون من والدتها تعترض ثانية علي نهوضها من بينهم
بلاش خيابه الست الناصحه تفضل ديما جانب جوزها.. مش كفايه لحد دلوقتي بطنك ما شليتش منه حتت عيل..
واستطردت في حديثها تخبرها عن سبب إنجابها الكثير بمعتقداتها القديمة التي عفا عنها الزمن
الراجل لازم يتربط بالعيال وأنت يا بنت بطني مش متجوزه أي راجل..
عشان كده جبتينا تمانية وظلمتينا
امتعضت ملامح السيدة عبله وهي تستمع لعبارتها
اومال اربط ابوكم إزاي وهو شايف نفسه عليا..بسبب حلاوته.. ده انت متعرفيش انا عملت إيه عشان اتجوزه
ارتفع حاجبي فتون في ذهول فلأول مرة تخبرها والدتها عن هذا الأمر ولكن قبل أن تسألها ماذا فعلت حتى تحصل على والدها..
كانت السيدة عبلة تدفعها لخارج الغرفة
روحي لجوزك وبلاش خيبة مش هتفرحي لما تطلقي مرة تانية
طعنتها عبارة والدتها ولكنها تجاوزتها كما تجاوزت الكثير من قبل..
دلفت للغرفة بملامح متجهمة وقد أخذ ينهي مكالمته مع صغيرته التي باتت الليله برفقة والدتها خارجا
طالعها في دهشة.. فقد قررت أن تغفو الليلة جوار شقيقاتها
مش قولتي هتنامي مع اخواتك
سألها وقد اقترب منها ينظر داخل عينيها بعدما لم يسمع جوابها
مالك يا فتون
حاولت نفض بعض المشاعر السلبيه عنها وعادت لدروسها التثقيفيه تبتسم إليه
سليم أنا بحبك اوي
التمعت عيناه وهو يسمع عبارة حبها ثم ضافت هذه المرة بمرح
مش عارفه هحبك اكتر من كده ازاي قلبي ممكن ينفجر فجأة
وهنا لم يتحمل المزيد من حديثها فجذبها إليه في عناق يبث فيه مشاعره وقد تناسي شعور الحنق خاصة بعد حديثهم داخل السيارة.
...
فتحت جنات باب المنزل الخاص بها في البناية القديمة التي كانت تقطن بها قبل زواجها منه.. وقد ظنتها السيدة صباح مجددا..
فمنذ دقائق قد أتت إليها بطبق طعام .. حتى إذا جاعت ليلا تخرجه من البراد وتسخنه ولكن تلك المرة
متابعة القراءة